و يدور الشريط مرة أخرى
و تتذكر
" ؟"
حين جلس زوجها
"محمد"
ذات يوم
مع أخته الكبرى
"أمة الله"
وذهبت
" ؟"
إلى المطبخ لتعد لهم الشاي
ثم عادت به
وقبل أن تصل إلى غرفة الجلوس
وصل إلى سمعها صوت
"أمة الله"
وهي تقول لأخيها
"محمد"
أخي العزيز
ألاحظ أنك مهتم كثيراً بزوجتك
" ؟"
ورقيق القلب في تعاملك معها
فلماذا كل هذه الرقة
واللطف الزائد معها
أنا لا أكره لها الخير
ولا أغار منها
وتعرف أني أتمنى لك الخير دائماً يا أخي الصغير
لكن أنا أحبك وخايفه عليك
ولا أشكك في زوجتك
" ؟"
*ولكن عاملها كما يعامل الأزواج زوجاتهم
والله إنا لا نجد عشر أو ربع أو ثمن هذه الرقة من تعامل الأزواج
ولا نسمع منهم ربع تلك الكلمات الجميلة المرهفة*
التي سمعتك تقولها لــ
" ؟"
فانتبه فلعلها قد عملت لك سحراً لتسيطر عليك
وأنت لا تعرف كيد النساء يا أخي الصغير الغالي
أنت أصغر مني
وأعلم منك بذلك
...
فقال لها
"محمد"
عندك حق يا أختي الغالية عن كيد النساء
فالله عز وجل خلق شيئاً واستعظمه
ألا وهو كيد النساء
وأنها عملت لي سحراً
لتسيطر علَّي
" ؟"
وأني لم أنتبه أو أفكر أو تمر
على بالي هذه النقطة
وصدقيني يا أختي العزيزة
"أمة الله"
وأنا متأكد أن
" ؟"
قد سحرتني
!!!
في هذه اللحظة التي لا تصدق ولا تتوقع
والصدمة التي لا توصف
والغيمة السوداء التي طارت بها
لدى الزوجة المسكينة الحبيبة
" ؟"
...
فابتسم
محمد
ابتسامة عظيمة على ثغرة
وقال:
لكن ليس
السحر المحرم
بل السحر الحلال
سحرتني بحسن تعاملها معي
وطاعتها المستمرة لي
وتفانيها في خدمتي
ومشاعرها الرقيقة تجاهي
وتضحيتها من أجلي
واحترامها لآرائي
وصبرها على أخطائي
إن
" ؟"
تعني لي الشيء الكثير والكثير
أنا
السماء
وهي القمر الذي يجليها
أنا
الدنيا
وهي الشمس التي تدفيها
أنا
الشجرة
وهي الماء الذي يرويها
أنا
العين
وهي
الرمش الذي يغطيها
أنا
الروح
وهي
الصدر الذي يحويها
صدقيني يا
"أمة الله"
إن حياتي
نغم لا أسمعه إلا من شفتيها
إن حياتي
لوحة لا أراها إلا في عينيها
إن حياتي
فجر باسم لا يشرق إلا من خافقيها
فقالت
"أمة الله"
الحمد لله يا أخي أن الله أهداك هذه النعمة
وهذه الزهرة الحمراء الجميلة الرقيقة
وأهداك التي كنت دائماً تخبرني
بأنك تدعوا الله أن يوفقك ببنت الحلال
لما سمعت
" ؟"
تلك الكلمات ودت لو تطير من شدة الفرح
ثم طرقت باب الغرفة
ودخلت ومعها الشاي
وهي تتمايل فرحاً وسروراً
مواقف ومشاهد وصور متعددة
ومازالت تسرح بـ
" ؟"
الذكريات الجميلة
وما زالت صورة
"محمد"
ذلك الزوج الصالح
التقي الرقيق الرحيم
المهذب اللطيف الرومانسي
صورة رفيق الحياة وزميل الدرب
الذي سلب كيانها
وسحر وجدانها
وسيطر على فؤادها
برقته ولطف تعامله
مازالت تلك الصورة الجميلة
تعانق ناظريها
وما زالت مشاهد الرومانسية
وذكريات الحنان
والعواطف الصادقة
والمشاعر المرهفة
تحملها من أرض إلى أرض
ولم يقطعها عليها إلا صوت
جميل
رقيق
ينبعث من خلفها
يقول لها
أين أنت يا حبيبة قلبي
لقد ناديتك مراراً
لنجلس قليلاً في الشمس
ونشرب الشاي الذي صنعته من أجلك
فالتفت إليه
" ؟"
وقالت
"محمد"
أريد أن أقول لك شيئاً مهماً و خطيراً جداً
فقال لها وقد بدا عليه الاهتمام و الجدية
قولي
فكلي آذان صاغية
فقالت له
"محمد"
ليت الرجال مثلك
Bookmarks