(( ملاحظة: جميع الأرقام المذكورة في الموضوع صحيحة و يمكن العودة لمراجع الموضوع للتأكد منها))
الجنون الأحمر:
عرفنا في الجزء الأول من الموضوع أسلوب حياة النجوم و طريقة عيشها، وهنا سنتعرف كيف تشيخ وتموت النجوم، و على سبيل المثال فإننا سنتحدث عن شمسنا بعد 5 مليارات عام.
فعندها سينفذ المخزون الهيدروجيني للشمس ولذا فإن القلب لا يمكنه أن يقاوم وزن المناطق الخارجية التي تضغط للداخل وبالتالي فإنها ستطرد التفاعلات النووية-الحرارية للسطح الخارجي للشمس (( تماما مثل إذا قمنا بضغط قرطاس جالكسي للداخل فان الشوكولاتة ستندفع للخارج)).
وهنا ستبدأ الشمس بالتمدد سريعا لحوالي 100 مرة و سيتحول لونها للأحمر بعد أن كان ذهبيا، وهي في أثناء تمددها ستبتلع عطارد و الزهرة ((مع السلامة))، و ستذوب ثلوج القطبين بل و ستتبخر مياه البحار و المحيطات و تتغطى الأرض بسحابة مستديمة يسود منظرها حمرة شديدة، ثم ما تلبث أن تتبخر السحب والجو إلى الفضاء تاركة الكوكب بلا وسيلة دفاع أمام العملاق الأحمر الذي يملأ كل سماء وقت النهار.
ولان الهليوم هو ناتج احتراق الهيدروجين فانه يندمج مكونا عناصر أثقل مثل الأكسجين والنيتروجين والكربون، هذه هي التفاعلات التي تحدث الآن في العملاق الأحمر وبالتالي فان الشمس تزداد سخونة للمرة الأخيرة فتتضخم كثيرا لتبتلع الأرض والمريخ وتكاد أن تصل مدار المشتري ((يعني فلح بها زحل و أورانوس)).
وستبقى الشمس لعدة آلاف من السنين في طور العملاق الأحمر وهي غير مستقرة، وقد تصبح نجما متغيرا يتمدد وينكمش كل بضعة ساعات، وهناك أمثلة كثيرة عل نجوم كهذه في السماء. فمنكب الجوزاء، أي النجم الأحمر الناصع في برج الجوزاء((رجاء لا يقول شخص عرفته))، يتغير حجمه تدريجيا بما يصل إلى ما يتراوح بين 300 و 400 ضعف قطر الشمس، وفي النهاية ينتهي كل الاحتراق النووي داخل القلب. ولا يبقى وقود ليقاوم قوة الجاذبية فيتقلص النجم بتأثيره هو نفسه. ثم يصبح قزم ابيض.
والأقزام البيضاء عبارة عن نجوم كتلتها كشمسنا أو أكثر بقليل و حجمها حجم الأرض لذا فان جاذبيتها تزداد جدا حتى أن الكثافة تبلغ 100 طن في السنتيمتر المربع ((لمن لا يعرف فان الجاذبية تزداد كلما قلت المسافة أو ازدادت الكتلة)) ، ورغم عدم وجود مصدر للطاقة في الداخل ليولد حرارة و ضوء جديدين فان النجم يبرد ببطء شديد بحيث يسطع لمليار سنة أخرى.
ولكي تتوضح الصورة بشكل أفضل فإننا سنقيس عمر الشمس بعمر حياة الإنسان العادي، يعني تقريبا، الشمس عمرها الآن 40 سنة وهي ستستمر في نشاطها حتى تبلغ 80 عام لتتحول لعملاق احمر لمدة أسبوعين ثم تتحول إلى قزم ابيض خلال 8 سنوات قبل أن تموت ((الله يرحمه)).
وهناك فائدة لرشاقة شمسنا ((التي تشبه رشاقة "نانسي")) هي أن تحولها إلى عملاق احمر و تقلصها إلى قزم ابيض لا يحدث إلا ببطء حيث يقدر عمرها بحوالي 10 مليار سنة، فلو كانت الشمس أثقل بخمسين مرة لكان عمرها يقدر بمئات الملايين من السنين فقط و لكانت قد ماتت الآن بالفعل، إذ يصبح تقلصها غير محكوم ويندفع انفجار ذري عبر الفضاء يسمى السوبر نوفا تكون نتيجته النهائية هي ((نجم نيوترون))، ولو كان النجم في بدايته أثقل من ذلك فانه قد ينتهي كثقب اسود في الفضاء.
فعندما تبلغ كتلة...
وإلا أقول لكم...
الفجر يأذن...
دحين Chaoo
مراجع الموضوع:
1- النهاية، الكوارث العظمى و أثرها في مسار الكون - فرانك كلوز.
2- تاريخ موجز للزمن، من الانفجار الكبير إلى الثقوب السوداء - ستيفن هوكنج.
3- الكون في قشرة جوز- ستيفن هوكنج.
.
Bookmarks