(( ملاحظة: جميع الأرقام المذكورة في الموضوع صحيحة و يمكن العودة لمراجع الموضوع للتأكد منها))
للكون قصصه العجيبة، فهو منتهي و غير محدود، مجراته كالدول الصغير منها يخضع للكبير، وتتصرف نجومه كالإنسان، وفيه ينكمش الزمان أو ينتهي، و تتحكم بظواهره النسبية و اللا يقين.
فمن النجوم ما هو كبير و ما هو صغير. وهي تتغذى وتسير في المجرات، وفد تعيش منفردة أو تنخرط في جماعات أو حتى تعشق نجم أخر تتبادل معه مشاعر "الجاذبية"، وهي حين تشعر بنهاية حياتها فهي تبدأ في الجنون متحولة إلى عملاق احمر غاضب ثم تنكمش على نفسها كقزم ابيض ضعيف، وقد يكون موتها تراجيديا فتنفجر بانفجار مستعر لتتحول لنواة ذرة بحجم المدينة، وقد يكون أيضا كارثيا فتغدو شبحا خفيا يبيد كل ما حوله من أشياء.
و سنتعرف هنا على قصة موت النجوم، فيتناول الجزء الأول من الموضوع أسلوب حياة النجوم ويتناول الجزء الثاني شيخوخة نجم عادي مثل شمسنا وتحوله إلى عملاق احمر ثم إلى قزم ابيض قبل أن يموت، بينما سيتناول الجزءان الآخران قصة انفجار "السوبرنوفا" وحكاية الثقوب السوداء.
شكرا يا "عمو هيدرو":
تعتبر نواة ذرة الهيدروجين اخف نواة من نوات ذرات العناصر الأخرى، حيث أنها تتكون فقط من بروتون واحد، وقد يحدث أن تتحد معا نواتان أو أكثر لتبني نواة عنصر أكثر ثقلا و يؤدي ذلك لانطلاق طاقة. تسمى هذه العملية (( الاندماج النووي )). وهذا هو المبدأ الذي تقوم عليه القنبلة الهيدروجينية، وهو مصدر طاقة الشمس و النجوم.
لذا فالهيدروجين يعتبر هو الغداء الأساسي للنجوم، فشمسنا مثلا تتكون من 92% من الهيدروجين، والذي يحدث في الشمس هو أن تتحد أربعة بروتونات لتنتج نوة واحدة من ذرة الهليوم. وهذه الذرة أخف من البروتونات الأربعة فينطلق فرق الكتلة كطاقة، نحسها هنا كدفء على الأرض.
وتعيش النجوم في ظل صراع داخلي مرير (( ليس السبب أي عقد نفسية منذ الطفولة))، فنتيجة للاندماج النووي الحراري في قلب النجم تتولد قوة من ضغط الغاز تحاول أن تطرد جزيئات النجم للخارج (( تماما مثل ضغط قارورة البيبسي واندفاع الشراب عند رجها ))، تعاكسها في الاتجاه قوة جذب الجزيئات لبعضها البعض للداخل (( تذكروا هذه القوة تماما ً))، وهكذا يحدث التوازن للنجم.
ولأن لاشيء يبقى للأبد، وليس للنجوم خدمة توصيل "الهيدروجين" للمنازل، فان النجوم ما تلبث أن تبدأ في الشيخوخة عندما يبدأ الهيدروجين بالنفاذ، فمنذ أن قرأت هذه الجملة ستكون الشمس قد حولت مليارات الأطنان من الهيدروجين إلى هليوم، وفي هذا الوقت من الغد يكون قد تم تماما استنفاذ 100 مليون مليون طن (( عرفتوا الآن سبب الملاحظة في بداية الموضوع )).
وتماما كالإنسان فإن النجوم كلما كانت رشيقة كلما عاشت عمرا أكبر وكلما كان موتها اقل مأساوية، ذلك لان كلما كبر حجم النجم ازداد قوة جذب جزيئاته وبالتالي ازدادت حاجته لحرق أكبر كمية من الهيدروجين لخلق التوازن، وشمسنا تعتبر من النجوم الرشيقة (( يبلغ قطر نجم كبير كنجم العقرب 300 مرة قطر الشمس)) التي تستطيع العيش طويلا، حيث يبلغ عمرها 4.5 مليار سنة فقط، وتستطيع أن تعيش 4 مليار سنة في حالتها الطبيعية (( يعني الذي عنده ميعاد الأسبوع القادم لا يخاف من الظلام ))،وللمقاربة ولكن بعد ذلك يبدأ المخزون الهيدروجيني بالنفاذ فتبدأ شيخوخة النجم(( وبداية جنونه الرسمي )).
فعندما يبدأ المخزون الهيدروجيني...
والا اقول لكم...
حد يدق الباب...
دحين Chaoo
مراجع الموضوع:
1- النهاية، الكوارث العظمى و أثرها في مسار الكون - فرانك كلوز.
2- تاريخ موجز للزمن، من الانفجار الكبير إلى الثقوب السوداء - ستيفن هوكنج.
3- الكون في قشرة جوز- ستيفن هوكنج.
Bookmarks