تقولون ان الجنوب عزيز عليكم
وهو عزيز علينا ايضا
ولهذا فهناك نفوس عالية بين جنباتنا
تأبى الا ان تقاوم
فهي لم تستكين يوما
ولم تستمرىء الظلم يوما
اننا كجنوبيين جربنا وعشنا ولمسنا بايدينا
لمسنا بأيدينا معنى ان تكون هناك دولة قائمة
ولمسنا ما الذي يمكن ان تقدمه الحكومات لشعوبها
لا تصدق من يقول لك ان الجنوب في الماضي يعيش في ضنك
ان الجنوب عاش فترة عصيبة في عهد الاشتراكية البغيضة
ولكنه في نفس الوقت نظر ورأى ان هناك دولة ودستور
ورأى بأم عينه ان الحكومة عليها من الواجبات الكثير
واستيقن في عميق نفسه بأننا نعيش القرن العشرين
ان قيام الحزب الاشتراكي بمحو القبلية والمشيخة كانت عظيمة علينا
ولكننا في نفس الوقت لم نكن نعلم انه يحررنا من قيود عقيمة
قيود طالما استعبدت الناس لمشائخ لا يدرون عن الدنيا الا الطغيان
اننا ننظر اليكم اليوم وانتم في نفس القيود
ولكنكم لا تعلموها مثلما كنا
فأنتم مقيدين اليوم بحبال واهية لا تساوي ثمنها
يقودونكم بها الى الاستعباد المقيت
وبها يضغطون على رقابكم لتسجدو طائعين لحاكم ظالم
انها النفوس العالية الابية
هذا الذي جعل الجسد الجنوبي ينتفض من الظلم
انها النفوس الحرة
التي تأبى ان يداس على كرامتها
ولأننا قد اطلقنا قيودنا البالية
فلم تر فينا صبيا او شيخا الا وقد هب وانتفض
انها هبة الحر
فهل هناك احرار لديكم ؟
ان اطلاق نفوسكم
وجعلها تطلق العنان لكرامتها
هذا الذي سيجعلكم تنتفضون مثل اخوانكم في الجنوب
فما هي الا قيود القبلية المقيتة
التي تجعلكم تخضعون
فأين نفوسكم الحرة
واين إبائكم الكريم
واين صيحات الرجولة الكامنة
لا تجعل شيخا عصبيا طاغيا يبيعك بحفنة من الريالات للنظام
اصرخ في وجهه انك حر
انك حر اليوم
ودع الثورة تنطلق
انها ثورة اخرى غير 26 سبتمبر
انها ثورة في نفسك
تصرخ رافضة العبودية للقبيلة .. وللظلم .. وللسلطة
اصرخ يا قبيلي
بأن من القبيلة (بفتح الياء) انك ستثور اليوم
على كل ما يرغمك ان تطأطىء
ستصرخ عاليا بأنك ترفض ان تقاد لما يريدونك
انظر الى الجنوبيين ليسوا كأعداء يريدون ان ينفصلوا
انظر اليهم كأحرار هبوا وانتفضوا رافضين للظلم
واني على يقين
انك لوهببت معهم
لانتفضوا معك
ولانفصلوا باليمن كله
Bookmarks