قالت وفي قولها شـوقٌ كمـا أرقُ
هيـا إلـيّ فإنـي فيـك أحتـرقُ
ويحي تنادينيَ السمـرا وأخذلهـا
لبّيكِ لبّيك قلبـي جئـت أمتشـق
ما زال وجدٌ إلـى لقيـاك يحفـزه
يكاد للبعـد عـن عينيـك ينفتـق
لا عاش إن لم يكن رجعا لما هتفت
في لحظةٍ نحوكِ الأبعـادَ يختـرق
كأنـه شحنـةٌ والغيـم يحملـهـا
لشحنـةٍ فـإذا بالرعـد ينطـلـقُ
وإذْ بوجهك ومض البـرقِ طلعتـه
منها يشع السّنا والحـبّ والألـقُ
يأسـي تنـحّ بحـق الله، هاتفـةٌ
كهـذه حبّهـا مـا إن بـه مـذَقُ
ولتعطني فرصةً في الأفق سانحـةً
يجيرني من هجير لفنـي الـودَقُ
لو سابقوني علـى دنيـاي قاطبـةً
إليك بعد رضـا مـولاي أستبـقُ
أكاد سمراء لولا مـا هتفـتِ بـه
يغتالني في خضمّ الوحدة الغـرقُ
ومع هتافك هذا الهمُّ يهتـف بـي
سيّان أضحى لديك الحزنُ والأنـقُ
عندي الوقائع والأحـلام مختلـطٌ
أمورهـا وتغشّانـي لـذا رهـقُ
هما هتافان من حبٍّ ومـن لغـبٍ
لأي دربيهما قـد حـرت أنطلـق
أبعد ما قلتَ عن رجعِ النداء لهـا
تردّدٌ كيف فـي مـا قلتـه تثـقُ؟
إليـك معذرتـي ممـا يعاودنـي
إنّ التناوش في الأشياء لي نسـقُ
وكم أتوق إلى ما كان من صفتـي
أمضي وعزميَ والإقدامُ لي رفَـقُ
أعدت لي ذكريات الأمـس يانعـةً
فيها يصاحبني النعنـاع والحبَـقُ
Bookmarks