لم تكن تدرك أن شغفها بالتعلم وحلمها الكبير بإكمال دراستها سيلقي بها إلى الشارع ذات يوم.
ذلك هو قدر فتاة رمزت لاسمها بالحرف "H" .. جميلة ،شقراء، عمرها لا يتجاوز الـ 13 ربيعاً .. قدمت من أحدى قرى محافظة ذمار إلى العاصمة صنعاء، اختارت لنفسها رصيفاً في شارع يبعد نحو 200متراً على سوق رئيسي لبيع القات، تزداد فيه حركة المواطنين والمارة خلال فترة الظهيرة وهو اعتبرته "H" مناسبا لها لبيع ما أمكن من مواد قرطاسية ومحفظات النقود هي كل تجارتها.
"H" الطالبة في الصف التاسع بمدرسة سكينة للبنات تبدو واثقة من نفسها وهي تحدثك عن الأسباب التي دفعتها لمغادرة بيتها الريفي البسيط ومفارقة عائلتها الفقيرة وشد الرحال إلى بيت عمها في صنعاء.
حلمها ورغبتها بإكمال تعليمها هو المحرك الأساسي لرحلة العناء والتعب التي اختارتها لنفسها بمحض أرادتها وبموافقة والدها العاطل عن العمل، لتبدأ خوض تجربة جديدة في حياتها ترافقها ابنة عمها التي تقول أن الحرف "A" يرمز لاسمها الأول وبرغم أنها تصغرها بعام إلا أنها تشاركها نفس المدرسة ونفس الصف ورحلة الكفاح.
ما فهمته من "H" التي بدأت في مزاولة العمل منذ مطلع العام الدراسي الحالي ،أن نظام الدراسة في مدرسة القرية ينتهي عند الصف الثامن وبعدها يرحل الطلاب لمدارس أخرى في المديرية أو عاصمة المحافظة، أما الطالبات فعليهن العودة للمنزل ..و لأنها طالبة متفوقة ورغبتها جامحة في أكمال دراستها كان عليها أن تبحث عن مدرسة جديدة في مكان ما يناسب وضعها الجديد ويثق به أهلها ويرتضون به.
استقرت "H" على بيت عمها وقررت السفر إلى صنعاء والبحث عن مدرسة قريبة من بيت عمها ولان والدها يثق فيها فقد وافق على الفكرة وتحمس لها إلا انه لا يستطيع أن يفي بمصاريف دراستها ومتطلباتها ،
أما "H" وبحماس المتطلع لمستقبل مشرق فقد تكفلت بجميع مصاريفها الدراسية وكل متطلباتها وأبدت استعدادها لمساعدة والدها في بعض المصاريف الأسرية إذا ما سمح لها بالعمل إلى جانب الدراسة.. وهو ما وافق عليه أيضاً.
تبدأ "H" رحلتها يوميا منذ الصباح الباكر بتناول وجبه الفطور ومن ثم تذهب لمدرستها الجديدة وتستمر حتى الساعة الثانية عشر ظهراً، تعود بعدها مسرعة لبيت عمها .. تتناول على عجالة وجبة الغداء وتحمل محفظاتها و قرطاسياتها المتنوعة وتجلس بجوار عمود للكهرباء على الرصيف لتحتمي به ولو قليلاً من أشعة الشمس، تفترش قطعة قماش وتنشر مكتبتها المصغرة أمامها.. تنتظر من يأتي إليها طالباً محفظة أو كراسة أو قلم.
تؤكد الفتاة الشقراء أنها لا تتحايل على أحداً لشراء أيا من بضاعتها برغم النظرات الثاقبة التي ترمى بها من المارة ولم تعرها أي اهتمام وتتعامل بحزم مع من يحاول التطاول عليها كما أنها قادرة على التمييز بين الأشخاص الذين يريدون الشراء و بين من يريد تبادل الكلام منها وهو ما ترفضه باستمرار.
تبقى الفتاة في الرصيف حتى الثالثة عصراً تعود بعدها لبيت عمها بعد أن خفت حركة المارة وأصبح الشارع شبه خال، تحسب ما أكرمها به الله من رزق، ثم تتجه لحقيبتها المدرسية لتبدأ بكتابة واجباتها ومذاكرة دروسها.
الدخل الذي تجنيه "H" يتراوح بين 1000-2000 ريال يومياً، ومنه تشتري بضاعتها و تصرف على نفسها وتغطي مصاريف دراستها ،كما أنها لم تنس أسرتها في الريف .. ولان الدخل الذي تحصل عليه قليل جداً خاصة إذا ما قورن بأعمال أخرى تمتهنها فتيات في نفس عمرها وظروفها فقد فكرت بامتهان بيع الخبز و"الكدم" لكنها سرعان ما صرفت النظر عنها لان الفتيات يتكدسن في مواقع مزدحمة مثل المطاعم أو الأسواق ويتعرض لمضايقات كثيرة بحسب قولها – وهو ما لا تقبله على نفسها.
بالرغم من بساطة الفتاة الريفية إلا أنها مصرة على بلوغ حلمها الكبير والوصول للجامعة وبالتالي الحصول على شهادة علمية عالية، إلا أنها ترفض فكرة وجود أقسام داخلية ومساكن خاصة بالفتيات سواء في مرحلة الدراسة الجامعية أو الثانوية والأساسية لأنها بداية الطريق إلى الخطأ ... بحسب تعبيرها.
تلك هي نموذج لفتاه يمنية تعمل من اجل ان تتعلم وغيرها الكثير ممن حفيدات بلقيس اللاتي جعلن من المعاناة حافزا للنجاح والابداع.
احبتي موضووووووووووع شدني جداً وللاسف هذااااا من وااااقعنا
وفتيات القرى منهن محرووووومات من العلم
تساااااؤلاااااااااااااات عديده تدور في رأسي ..
لماااااااااااذا كل هذااااااااااااااا عدم الاهتمااااااااااااااام
في منطقتي والله بس مدرسه واااااااحده وفتيات ولا واااااااحده دااااااااارسه
لمااااااااااذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اين الحكووووووووومه لتوفر متطلبااااااااااااات الشعب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بل اين الاهل من هم من يقووووووووووول ايش لهاااااااا بالدرااااااسه تتزوج وتجلس ببيت زوجهااااا ؟؟
احبتي شباب اليمن والله انني لأشعر بالحزن الشدديد لبنااااااااات قريتي
Bookmarks