عنوان غريب لمرض لم يسمع به الناس من قبل، لكنه مرض موجود فعلا وخطير ومهلك ومزمن مستعصي يصعب علاجه إلا بتوفيق وتسديد من الله الشافي جل جلاله. وقصة هذا المرض العجيب هي التالية:
كلنا سمع ويسمع بمرض عمى الألوان وقصة وصف هذا المرض تبدأ من عالم الكيمياء الانكليزي جون دالتون الذي بحث كثيرا حول هذا المرض ونشر أولى الموضوعات التي تصفه وتتحدث عنه بعدما اكتشف أنه نفسه يعاني من هذا المرض، ولهذا يسمى المرض في بعض الأحيان بمرض الدالتونزم (Daltonism) نسبة لاسمه. إن الانواع المختلفة من عمى الالوان تحصل بسبب خلل بوظيفة نظام المخاريط الحساس للألوان في الشبكية، ومعظم أسباب عمى الألوان عند الإنسان هو الخلل بمنطقة امتصاص الاطوال المتوسطة والطويلة لألوان الطيف الشمسي مما يسبب عدم تمييز اللون الأحمر والأصفر والأخضر عن بعضها البعض. والأنواع الأخرى من عمى الالوان تعتبر أقل حدوثاً، منها عدم القدرة على التمييز بين اللون الازرق والأصفر والحالة الأندر من بينهم هم عدم القدرة على التمييز بين الألوان جميعها حيث أن الشخص المريض لا يميز اللون الرمادي واللون الأسود والأبيض في الافلام والصور.
ولا يعرف إلى الآن علاجا لهذه الحالة المرضية، ولكن صنع العلماء عدسات لاصقة خاصة ممكن أن تحسن قدرة التمييز بين الألوان لدى المرضى.
قرأت عن هذا المرض في كلية الطب ثم بعد فترة طويلة قرأت عنه مرة ثانية في إحدى الكتب الطبية فنبهني إلى مرض مهلك مزمن مستعصي أعاني منه طوال سنين عدة سميته مرض العمادزم (Emadism) أو مرض "عمى الآيات".
أعراض هذا المرض الوخيم تتمثل بضعف القدرة على مشاهدة آيات الله سبحانه وتعالى المبثوثة في الكون والأحساس العميق بها واستشعار عظمتها رغم أنها موجودة أمام عيني ومن حولي وفي كل مكان وزمان وفي كل جزئية صغيرة وكبيرة في هذا الكون الرائع الذي يحيط بي، رغم معرفتي النظرية بوجودها والتفكر فيها في أحيان قليلة ومشاهدتها واستشعارها بصورة ضعيفة جدا وخافته في أحيان أخرى نادرة جدا بعد طول تفكر بصفاء ذهن وسلامة قلب وبعد استغفار كثير من الذنوب الظلامية المعتمة الممرضة والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم الصحية المنورة.
يشبه هذا المرض كثيرا مرض عمى الألوان أو الدالتونزم كون المريض بعمى الألوان لا يتمكن من رؤية وتمييز هذه الألوان رغم ظهورها ووضوحها ومرضي المسمى بعمى الآيات يفقدني القدرة على رؤية وتمييز آيات الله المبثوثة في الكون بصورة بديهية وسليمة وكفوءة رغم ظهورها ووضوحها ورغم إحاطتها بي من كل الجهات المادية والمعنوية.
وتوجد كذلك بعض الاختلافات بين المرضين؛ فإذا كان سبب مرض عمى الألوان هو الخلل الوراثي غالبا في نظام المخاريط في شبكية العين فإن سبب مرضي ـ مرض عمى الآيات ـ هو خلل مكتسب وغير وراثي في نظام التفكر والاستبصار الفطري في الدماغ والقلب والعقل والروح، ينتج عن التهابات ذنوبية ظلامية حاجبة مزمنة وانتكاسات صحية معنوية بسبب الغفلة والبلادة ذات تأثيرات وخيمة ومستعصية ومهلكة.
وإذا كان مرض عمى الألوان لا علاج له إلا تلك العدسات اللاصقة المخففة من حدة المرض فإن مرض عمى الآيات الذي ابتليت به أرجوا أن أجد له طبيبا حاذقا يتمكن من علاجي منه والشفاء من عند الله.
علما بأني التقيت سابقا بهكذا طبيب وبذل جهدا كبيرا ووقتا كثيرا واهتماما أبويا وأخويا كبيرا جدا في علاجي من خلال الوصفة المتكونة من الأدوية الرئيسية التالية: التوبة النصوحة والاستقامة والاستغفار؛ الذكر والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ التفكر الإيماني العميق في آيات الله المبثوثة في الكون واستحضارها الذهني في كل وقت وحين وتجنب الغفلة القاتلة. وأوصاني بأن أستمر على هذه الوصفة مدى الحياة كون المرض الذي أعاني منه هو مرض مزمن ومن الممكن أن يعود مرة أخرى بعد العلاج الوقتي إضافة إلى أدوية وعلاجات نافعة أخرى.. ولكني وللأسف الشديد لم ألتزم بالوصفة بصورة دقيقة ورحت أستعمل بعضا من الأدوية وبصورة متقطعة ثم انقطعت عنها كليا لفترة من الزمن فوصلت إلى هذا الحال المرضي السيء الوخيم.
قلت كل هذا منبها نفسي أولا وكل أخوتي في الإنسانية ثانيا ومحذرا من هذا المرض المزمن وضرورة مراجعة الطبيب المختص لتلاحقه وعلاجه قبل فوات الأوان، وإلا فمصيرنا السقم والغفلة والتيه والغرق والهلاك بسبب هذا المرض.. مرض "عمى الآيات" أو "العمادزم" (Emadism).

عماد البياتي
2009/01/25