وصلت فجر اليوم الى جيبوتى فى المحطه الثانيه من مهمتى الاعلاميه التى من المقرر ان تنتهى بعد خمس أيام من اليوم
أأملا" ان تكلل بالنجاح
وما أن نزلت احدى الفنادق وسط العاصمه حتى ذهبت فى نوم عميق نتيجه لحاله السهر والاجهاد اللذان عانيتٌ منهما الليله الماضيه
أستيقظت قبل صلاه الجمعه لأذهب لاحد مساجد المدينه لأداء طقوسى الدينيه التى دأبت فى الفتره الاخيره على الالتزام بأدائها
بعدها التقيت صديق صومالى تعرفت عليه ذات يوم فى عدن يعمل مقدما" فى القسم الصومالى فى أذاعه جيبوتى* بعد تنسيق مسبق أصر هو على دعوتى لتناول وجبه الغداء فى منزله المتواضع فى حى الكهرباء شرق العاصمه
وأمام أصراره قبلت الدعوه *
وان كان الزجنى لم يروق لى وهى وجبه أثيوبيه فى الاساس مشهوره فى الصومال وجيبوتى
وبعدها كنت بمعيته فى جوله صغيره بسيارته الكورولا القديمه للتعرف على طبيعه العاصمه ومعالمها السياحيه
وأثناء الحديث معه عن مجمل الاحداث الدا ئره هنا على الصعيد الاقليمى
تحدث الىٌ بشئ من الحزن يكسو ملامحه وهو ما أثار فضولى *
قال لى بأنه فقد بعضا" من اقاربه قبل أسبوعين لقوا حتفهم غرقا" عند سواحل عدن فى رحله للبحث عن الحياه !!
أحزننى الخبر ليس لانه غريب ولكن لانى دابت سماع الكثير من المأسى للاخوه الصوماليين وهم يصارعون الموت على الشريط الساحلى الجنوبى لبحر العرب وخليج عدن *
قلت له لاتحزن يا صديقى فاالامر سيان بين اليمنى والصومالى *
فالاول يهرب من جحيم المعاناه ليلقى حتفه عطشا" فى صحارى الربع الخالى وعلى حدود الشقيقه الكبرى
والثانى يهرب من الموت المخيم فى مقديشو منذو زمن *
لكأن عزرائيل أستوطن هنا* ليلقى الموت غرقا" ويصبح وجبه دسمه لحيتان بحر العرب*
انها مأساه بكل معانيها المؤلمه *
ومعها يقف العالم متفرجا" *
قلبي مع الضحايا و عائلاتهم... أبرياء بدون ذنب..
إلا حظهم العاثر الذي جعلهم يلقون حتفهم بتلك النهايه التعيسه...
أدعو لعدم تحويلهم لأرقام مجردة من أي معنى... إنهم أهلنا... فلنبكهم كما يستحقون..
و لندفنهم كما يجب...
و الأهم...مهما نسيتهم العدالة العمياء.. علينا ألا ننساهم أبدا... فلنمارس الوطنية...
بالصلاة على أرواح أبناء وطننا...
أستغليت غروب شمس جيبوتى...
لأصمت أمام رهبة خبر وفاة العديد من الشبان في محاولتهم الوصول إلى أفاق حياه جديده بعيدا" عن اصوات الرصاص وجنائز الموت الجماعى
إنهم شهداء.. شهداء حرب لم يسألهم أحد إن كانوا يريدون خوضها...
رحمة الله عليهم... و الصبر و السلوان لأهاليهم...
و لعنة الله و التاريخ و الوطن... تحل على من كان السبب*
كانوا فى اليمن او فى الصومال
21- نوفمبر-2008
http://norssouth.blogspot.com
Bookmarks