[size="5"]
الأطفال هم نواة الجيل المقبل* إن أحسنا إعدادهم* أمكننا ضمان جيل سليم نافع* أما إن أهملناهم أو أسأنا معاملتهم* فستكون النتيجة كارثة اجتماعية في المستقبل* لذلك فالأطفال هم وديعة في أيدينا* سنقدم عنها حسابا أمام الله والوطن* وهذه المسئولية تشمل الأسرة والمدرسة والمجتمع وجميع أجهزة الدولة.[/size]
والطفولة تنقسم إلي نوعين:
الطفولة المبكرة التي في السنوات الخمس الأولي تقريبا من العمر*
والطفولة المتأخرة* وهي ما بعد ذلك حتي سن الصبا*
وسوف نتحدث في هذا المقال عن الطفولة المبكرة وخصائصها وكيف التعامل معها*
وما تجده في مقالنا هذا ليس هو نتيجة قراءات في كتب علم الاجتماع أو علم النفس أو الأنثروبولوجي* إنما هو خبرات عملية في التعامل مع الأطفال ودراسة نفسياتهم وطباعهم.
أول قاعدة في التعامل مع الطفل هي
أن تعامله بما يناسبه* بمستوي عقليته ونفسيته*
فإن فشلنا في التعامل معه فغالبا ما يرجع ذلك إلينا* إذ نكون قد أخطأنا فهم الطفل* أو أخطأنا الوسيلة إلي اجتذابه*
والوضع السليم هو أن ننزل إلي مستواه* ولا نكلمه من فوق* لابد أن نعرف ما يحبه وما لا يحبه* وأن نفهم طباعه ونتمشي معه* ولا نرغمه علي الخضوع لطباعنا.
اجعله يشعر إنك صديق وأنك في صفه* وليكن هذا هو أساس التعامل* وإن قابلت طفلا لأول مرة أو رأيته في زيارتك لأسرته* فلا تسرع بحمله علي كتفك أو بمداعبته* فربما يصدك فيؤثر فيك هذا الصد* فتأخذ منه موقفا أو تتجاهله* وهكذا تفقد علاقتك معه.
إن الأم التي توبخ طفلها الصغير بقسوة* وقد تهدده بعنف* ربما يصرخ الطفل في خوف ويستغيث* لا بسبب كلامها فربما لا يفهمه* أو يكون منشغلا بملامح وجهها الغضوب* ويري فيه صورة مزعجة لا يحتملها.
وما أسهل أن تترك هذه الصورة عقدة في نفسه أو تسبب له أحلاما مزعجة.
* الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة
يستخدم الحواس أكثر من العقل* ويحب الصور أكثر من المعلومات* أو تصل إليه المعلومات عن طريق الصور* وهو في هذه السن يحب الحيوانات والطيور* ويراها أمامه كما لو كانت تنطق وتتكلم* وقد يحتضن لعبة من قطن بشكل قطة أو دب* ويخاطب تلك اللعبة كأنها كائن حي* وتصلح له في هذه السن قصص الحيوانات* إنها تشبع خياله* وحبذا لو كانت هادفة* تعجبه قصص ميكي ماوس وأشباهها* وهو يحب الحكايات* ويحب من يحكي له حكايات* لذلك جهز نفسك برصيد من الحكايات* تصير بها صديقا للأطفال.
* والطفل يحب اللعب ويجد فيه تسليته ومتعته ويحب من يعطيه لعبا* كما يحب من يلاعبه أو يلعب معه من الكبار* والمفروض أن نوفر للطفل مجالا للعب* وأنواعا من اللعب التي يحبها* وإن لم نفعل ذلك فسنجعله يلجأ إلي تصرفات من اللعب فيها عبث أو خسارة* أو أنه يحدث ضوضاء ثم نلومه علي ذلك واللوم يرجع إلينا*
والا نسأل:
كيف يمكن أن يشغل الأطفال وقتهم؟ وماذا قدمناه لهم؟!
وهناك ألعاب للأطفال لا تقتصر فقط علي التسلية* إنما تشمل أيضا تدريبات علي الذكاء والخبرة* مثل ألعاب لبعض قطع الكاوتشوك متنوعة الأشكال والألوان* ومعها رسم لبيت يستطيع الطفل بتشابكها أن يبني بيتا ثم يهدمه ويبني آخر برسم آخر.
* الطفل أيضا من طبيعته أنه دائم الحركة* له طاقة يستخدمها في الحركة* ولا تستطيع أن تأمره بأن يجلس في مكان صامتا لا يتحرك* لأن هذا ضد طبيعته* فإن أرغمته علي ذلك* لكي ترتاح أنت* يكون هذا لونا من قهر الكبار للصغار* ولا يجوز أن نعود أطفالنا علي قبول القهر.
منقول
زيزى جاسبرجر
Bookmarks