قيل إن ملكة في اليمن أو أميرة دعت الشعراء إلى التباري في مدحها ووصفها وذكر
جمالها, على أن تتزوج صاحب أجود قصيدة, وبينما شاعر اليتيمة في طريقه إلى اليمن,
قابله آخر ولم تكن قصيدته تصل مستوى اليتيمة لا معنىً ولا حبكةً ولا لفظاً, فقتل
صاحب اليتيمة وأخذ القصيدة ووصل اليمن, وبدأ ينشد
هـــــل بــالــطــلــول لــســائـــل ٍ iiردُّ أم هــــل لــهـــا بـتــكــلّــم ٍ عـــهـــدُ
دَرَس الـجـديــدُ ، جـديــدُ iiمـعـهـدهــا فـكــأنــمــا هــــي ريـــطـــة iiجـــــردُ
مـن طـول مـا تـبـكـي الـغـيـوم عـلـى عَـرَصـاتِــهــا ويـقـهــقــه iiالــرعـــدُ
وتـــلُــــثُّ ســـاريــــةٌ iiوغــــاديــــةٌ ويــكـــرُّ نــحـــسٌ خــلــفــه ســعـــدُ
تــلـــقـــاءَ شــامـــيـــةٍ iiيــمــانــيـــة لــهـــا بــمـــورِ تُــرابــهــا iiسَـــــردُ
فـكــســت بـواطـنــهــا iiظــواهــرهــا نـــــوراً كــــــأن زهــــــاءه بــــــرد
فـوقـفــت أسـألـهــا ، ولـيــس iiبـهــا إلا الــمـــهـــا ونــقـــانـــق رُبـــــــد
فـتــبــادرت درر الــشــؤون iiعــلــى خــــدّي كــمـــا يـتــنــاثــر الــعــقــد
لـهـفــي عـلـى(دعـد)ومــا iiحـفــلــت بــــالاً بـــحـــرِّ تــلــهــفــي iiدعـــــدُ
بـيـضــاء قــد لـبــس الأديـــم iiبــهــا ء الـحـسُـن ، فـهـو لـجِـلـدهــا iiجِـلــد
ويــزيـــنُ فــوديــهــا إذا حــســـرت ضــافــي الـغــدائــر فــاحــمٌ iiجَــعـــد
فـالـوجــه مـثــل الـصـبــح مُـبـيــضٌّ والـشــعــر مــثــل الـلــيــل مــســودُّ
ضــدّانِ لـمــا اسـتـجـمـعــا iiحـسُــنــا والـضــدُّ يـظـهــر حُـســنــه الــضــدُ
وكــأنــهــا وســـنَـــى إذا iiنـــظـــرت أو مــدنـــف لــمَّـــا يُــفِـــق iiبـــعـــد
بـفـتــور عــيــن ٍ مـــا بــهــا iiرمَـــدٌ وبــهــا تُـــداوى الأعــيــن iiالــرمــدُ
وتـــريـــك عِــرنــيــنـــاً يــزيّـــنـــه شــمـــمٌ ، وخــــداً لــونـــه iiالــــوردُ
وتـجــيــل مــســواك الأراك عــلـــى رتـــل ٍ كــــأن رضــابـــه iiالــشــهــد
والــصــدر مــنــهــا قــــد iiيــزيــنــه نــهــدٌ كــحـــقِّ الــعـــاج إذ iiيــبـــدو
والـمـعـصـمـانِ ، فـمـا يـرى iiلـهـمــا مـــن نــعــمــةٍ وبــضــاضــةٍ iiزنــــد
ولــهـــا بـــنـــان لـــــو أردت لـــــه عــقــداً بــكــفــك أمــكـــن الــعــقــد
وكــأنــمـــا سُــقــيـــت تــرائــبــهــا والـنــحــرُ مـــاءَ الـــورد إذ تــبـــدو
وبــصــدرهــا حُــقَّـــان خـلـتــهــمــا كــافــورتــيـــن عــلاهـــمـــا iiنَــــــدُّ
والـبـطــن مـطــويّ كــمــا iiطــويــت بـيـض الـريــاط يـصـونـهــا iiالـمُـلــدُ
وبـخــصــرهــا هـــيـــف iiيــزيــنـــه فـــــإذا تـــنـــوءُ يـــكـــاد iiيــنـــقـــدُّ
....................................ii ii.....................................
.....................................ii ii......................................
والــتـــف فــخــذاهــا iiوفــوقــهــمــا كــفــل يــجــاذب خـصــرهــا نــهـــد
فـقـيـامــهــا مـثــنــى إذا iiنـهــضــت مـــن ثــقــلــه ، وقــعــودهــا فــــرد
والــســـاقُ خــرعــبـــة iiمــنــعــمــة عـبـلــت فـطــوق الـحـجــل iiمـنـســدُ
والــكــعـــب أدرم لا يــبــيـــن لـــــه حــجــمٌ ، ولــيـــس لــرأســـه iiحــــدُّ
ومـشـت عـلــى قـدمـيــن iiخُـصـرتــا والــتــفــتّــا ، فــتــكــامــل iiالـــقــــدُّ
مـــا عــابــهــا طــــول ولا iiقِــصَـــر فــي خـلـقـهــا ، فـقـوامـهــا iiقــصــد
إن لــم يـكــن وصـــل لــديــك iiلــنــا يـشـفـي الـصـبـابـة ، فـلـيـكـن iiوعـد
قـــد كـــان أورق وصـلــكــم iiزمــنــاً فـــذوى الــوصــال وأورق iiالــصـــد
لـــلــــه أشـــواقــــي إذا iiنـــزحــــت دار بـــنـــا ، وطـــواكـــم iiالــبـــعـــد
إن تـتـهــمــي فـتــهــامــة iiوطــنـــي أو تـنـجـدي ، يـكــن الـهــوى نـجــدُ
وزعـمــت أنـــك تـضـمــريــن لــنــا وداً ، فـــهـــلاّ يــنـــفـــع الــــــودُّ ii!
وإذا الـمـحـب شـكــا الـصــدود iiولــم يـعــطــف عـلــيــه فـقـتــلــه عــمــد
نـخـتـصُّـهــا بـالــود ، وهــي iiعـلــى مـــالا نــحــب ، فــهــكــذا iiالــوجـــد
أو مــا تـــرى طــمــريَّ iiبـيـنـهــمــا رجـــــل ألـــــحّ بــهــزلـــه الـــجـــد
فـالـسـيــف يـقـطــع وهــو ذو صــدأٍ والـنـصـل يـعـلــو الـهــام لا iiالـغـمــد
هــل تـنـفـعــن الـســيــف iiحـلـيــتــه يــــوم الــجـــلاد إذا نــبـــا iiالـــحـــد
ولــقــد عـلــمــتُ بــأنــنــي iiرجــــلٌ فــي الـصـالــحــاتِ أروحُ أو iiأغـــدو
ســلــمٌ عــلــى الأدنـــى iiومـرحــمــةٌ وعــلــى الــحــوادث هـــادن جَــلـــدُ
مـتـجـلـبــب ثــوب الـعــفــاف iiوقـــد غـفــل الـرقــيــب وأمــكــن iiالـــوِردُ
ومـجـانــبٌ فـعــل الـقـبـيــح ، iiوقـــد وصـل الـحـبـيـب ، وسـاعـد الـسـعـد
مــنــع الـمــطــامــع أن iiتـثـلّــمــنــي أنـــيّ لـمِـعـولِــهــا صــفـــاً iiصــلـــدُ
فــــأروحُ حُــــراً مــــن iiمــذلّــتــهــا والـحــرُّ حــيــن يـطـيـعــهــا iiعَــبــدُ
آلــيـــت أمـــــدح مُــقــرِفـــاً iiأبـــــداً يـبـقــى الـمـديــح ويـنــفــد iiالــرفــدُ
هـيـهــات ، يـأبــى ذاك لــي iiسـلــفٌ خـمــدوا ولــم يـخـمــد لـهــم iiمــجــد
والــجَــدُّ كِــنــدة والـبــنــون iiهــمــو فــزكــا الـبــنــون وأنــجــب iiالــجــدُّ
فـلـئــن قـفــوت جـمـيــل فـعـلـهـمــو بـذمــيــم ِ فـعــلــي ، إنــنــي وغــــدُ
أجــمــل إذا حــاولــت فـــي iiطــلـــبٍ فـالــجِــدُ يـغــنــي عــنــك لا iiالــجَــدُّ
لـيــكــن لــديـــكِ لــســائــل ٍ فــــرجٌ أو لــم يــكــن.. فـلـيـحــســن iiالـــردُّ
هـــل بـالـطـلـول لـسـائــل رد=أم هـــل لـهــا بتـكـلـم عـهــد
درس الجديـد جديـد معهـدهـا=فكـأنـمـا هـــي رَيـطــة جَـــرد
من طول ما تبكي الغيوم على=عرصـاتـهـا ويـقـهـقـه الــرعــد
فوقـفـت أسألـهـا ولـيـس بـهـاإلا= الـمــهــا ونـقــانــق ربـــــد
1
2
3
4 هـــل بـالـطـلـول لـسـائــل iiرد أم هـــل لـهــا بتـكـلـم iiعـهــد
درس الجديـد جديـد iiمعهـدهـا فكـأنـمـا هـــي رَيـطــة iiجَـــرد
من طول ما تبكي الغيوم على عرصـاتـهـا ويـقـهـقـه iiالــرعــد
فوقفـت أسألهـا وليـس iiبـهـاإلا الــمــهــا ونــقــانــق iiربـــــــد
ومضى في القصيدة ومعانيها المشهورة:
فالوجه مثل الصبح مبيـض=والشعر مثل الليل مسـود
ضدان لما استجمعا حسنا=والضد يظهر حسنـه الضـد
1
2 فالوجه مثل الصبح iiمبيـض والشعر مثل الليل iiمسـود
ضدان لما استجمعا حسنا والضد يظهر حسنـه iiالضـد
وهو ما يعرف في الإنجليزية بالـ (CONTRAST), يعطي صورة رائعة, وأخذت القصيدة تصف كل جسد الأميرة من أعلى رأسها إلـى أخمص قدميها كما يقولون, ولم تهمل جزءاً منه, والمفاجأة كانت عندما أُنشد البيت:
أن تُتهمي فتهامة وطني=أو تنجدي إن الهوى نجد
1 أن تُتهمي فتهامة وطني أو تنجدي إن الهوى iiنجد
حيث صرخت الأميرة (وا بعلاه, وا بعلاه, لقد قتل الرجل زوجي المرتقب) وتجمع الحرس والحاشية وأخذوا يستفهمون ويتساءلون: ما الخبر؟ فشرحت لهم أن شاعرها من تهامة لقوله ذلك, بينما منشدها من نجد حسب ما يوحي لسانه بذلك! وأمسك بالرجل المنشد وضيق عليه الخناق, فاعترف بما حدث, وللأسف لم يكن يعرف اسم شاعر القصيدة الحقيقي قبل قتله, ولذا لم يعرف لها مؤلف مؤكد, فسميت باليتيمة, وتضم أجمل أبيات من الشعر الخالص مثل:
لهفي على دعد وما خلقت=إلا لـفــرط تلـهـفـي دعــــد
1 لهفي على دعد وما خلقت إلا لـفــرط تلـهـفـي iiدعــــد
والمرأة الدعد الناعمة البضة التي ترتدي الملابس الناعمة.
ومثل الأبيات:
فالجـد كنـدة والبنـون هـم=فزكـا البنـون وأنجـب الجـد
فلئن قفوت جميـل فعلهـم=بذميـم فعلـي إننـي وغــد
أحمل إذا حاولت في طلب=فالجِد يغني عنـك لا الجَـد
وإذا صـبـرت لجَـهـد نـازلـة=فكأنـه مــا مـسـك الجـهـد
ليكـن لديـك لسائـل فــرج=إن لم يكن فليحسـن الـرد
1
2
3
4
5 فالجـد كنـدة والبنـون iiهـم فزكـا البنـون وأنجـب iiالجـد
فلئن قفوت جميـل iiفعلهـم بذميـم فعلـي إننـي وغــد
أحمل إذا حاولت في طلب فالجِد يغني عنـك لا iiالجَـد
وإذا صـبـرت لجَـهـد iiنـازلـة فكأنـه مــا مـسـك الجـهـد
ليكـن لديـك لسائـل iiفــرج إن لم يكن فليحسـن iiالـرد
Bookmarks