مخلوق عجيب هذا الإنسان، تجد به القليل من كل شيء، عنف ورقة، ظلم وعدل، نفاق وصدق، غش ونبل، دناءة وشهامة، بخل وعطاء، شر وخير.. كل هذه الصفات تجتمع في إنسان واحد، وهو الذي يختار ماذا يعلن وماذا يدفن، هو الذي يحدد من سيكون.. كذلك الأمر بالنسبة للمشاعر، غير أن الإنسان لا يتحكم فيها فلا يدري متي يكون سعيداً ومتي سيحزن.. مشاعرنا يحددها من حولنا، تحددها الظروف والأقدار، يرحل أحدهم فتصير حزيناً مبتئساً والدمعة علي طرف جفنك، أو يعود أحدهم فتصير سعيداً مسروراً مع ابتسامة عريضة تمنعك من الكلام أو ربما دمعة لا تتردد في الخروج للترحيب بغائب عاد.
فهناك أشخاص لديهم قدرة عجيبة علي إخفاء مشاعرهم، يسيطرون علي أنفسهم فلا يظهرون إلا ما يريدون، وهناك أشخاص تسيطر عليهم مشاعرهم، فلا يستطيعون كتمان الأمر عن الغير.. ذات يوم كان هناك شخص من الناس الذين يسيطرون علي مشاعرهم، وكان متخصص في المشاعر السيئة، كالحزن والجرح والكراهية، فتفنن في اخفائها وبدأ ذالك الانسان الذي لا يعرف الحزن أبداً، ولكنة اليوم صار ممن لا قدرة لهم علي الكتمان، أصبحى ككتاب مشاعر مفتوح، يعرف كل ما بداخلة، ويكشف أوراقة، يعلم حين يحب، حين يفرح، حين يحزن، حين ييأس، كل شيء يكون واضحاً في عينة.. لا يهمة إن علموا لا مشكلة في أن يشاركونة فرحتة ويمسحوا دمعتة فهم في وجهة نظرة أصدقائة وهو صديقهم.. لهذا وجد الأصدقاء، ليحبوا بعضهم ويدعموا بعضهم ويساندوا بعضهم في كل الظروف، وأنا لي عدد من الأصدقاء الرائعين، أصدقاء يزداد تعلقي بهم يوماً بعد يوم .
مع اطيب تحياتي
Reply With Quote
ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها) سورة الشمس
Bookmarks