شوطنا فوق احتمال الاحتمال
فوق صبر الصبر .. لكن لا انخذال....................
نغتلي .. نبكي .. على من سقطوا
إنـمـا نمضي لإتـــمــام الـمـجـال......................
دمـــنا يــهمي علـى أوتـارنــا
و نــغنـي لـلأمـاني بــانــفـــعال.......................
مـــرةُ احزاننا .. لكنـــــها
يا عذاب الصبر- احزان الرجال....................
نبلع الأحجار .. ندمى إنما
نعزف الأشواق .. نشدو للجمال...................
ندفن الأحباب .. نأسى إنما
نتحدى .. نحتذي وجه المحــــال....................
:
:
مذ بدأنا الشوط .. جوهرنا الحصا
بالدمِ الغالي و فردسنا الرمال....................
و إلى أين .... ؟ غرفنا الــمـبتدى
و المسافات -كما ندري- طوال...................
و كنيسان انطلقنا في الــذرى
نسفح الطيب يمينا و شمال....................
نبتني للوطن المنشود من
سهدنا جسراً و ندعوه : تعال...................
:
:
و انزرعنا تحت أمطار الفناء
شجراً ملء المدى .. أعْيا الزوال...................
شجراً يحضن أعماق الثرى
و يعير الريح أطـــراف الــظـلال................. .
و اتقدنا في حشى الأرض هوىً
و تــحـولـنا حـقولا .. و تـلال.....................
مشمشا .. بنَا ..ورودا .. و ندىً
و ربيعا .. و مصيفا و غلال......................
نحن هذي الأرض .. فيها نلتظي
و هي فينا عنــفوانٌ و اقتتال.....................
من روابي لحمنا هذي الربى
من رُبى أعظمنا هذي الجبال.....................
:
:
ليس ذا بدء التلاقي بالردى
قد عشقناه و أضنانا وِصال.....................
و انتقى من دمنا عِـــمَته
و اخذنا وجهه الناري نِعال.....................
نعرف الموت الذي يعرفنا
مسَنا قتلا .. و دسناه قتال.....................
و تقحَمنا الدواهي صوراً
اكلت منا .. اكلناها نضال.....................
موت بعض الشعب يحيي كله
إن بعض النَقص روح الإكتمال..................
:
:
ها هنا بعض النجوم انطفأت
كي تزيد الأنجم الأخرى اشتعال....................
تفقد الأشجار من أغصانها
ثم تزداد اخضراراً و اخضلال.....................
:
:
إنما يا موت .. هل تدري متى
ترتخي فوق سريرٍ من ملال؟...................
في حنــايــا ســــؤال .. ما له
من مجيبٍ .. و هو يغلي في اتصال................
و لماذا ينطفي احبــابــنــا
قبل أن يستنفد الزيتَ الذبال؟...................
ثم ننسى الحزن بالحزن و من
يا ضياع الرد - ينسينا السؤال ..؟..
-------------------------------------------------------------عبدالله البردوني (( رحمه الله ))
Bookmarks