مقال للدكتور ::: محمد العوضي ..
" شاب كويتي .. متعلق بأستار الكعبه "
في جلسة عصرية في الدور الثاني من توسعة الحرم المكي جهة باب الملك فهد،
يلفت نظرك منظر حلقات القرآن المتناثرة وتجمعات الشباب والشيب من شتى انحاء العالم،
مجموعة أحمد بن حنبل لحفط القرآن، جمع من شباب بلدي وصلوا مكة بعد أن قضوا مدة طويلة في المدينة المنورة يحفظون القرآن جلست معهم وتجاذبنا أطراف الحديث عن طاقات الشباب في زمن السرعة وغياب الهدف وضياع المعاني،
ومما ذكرت لهم ما رواه المؤرخ ابن عساكر في تاريخ دمشق من أن الأديب اللغوي الأصمعي قال: «دخلت في الطواف وقت السحر - قبيل ضوء الفجر - فرأيت شابا متعلقا بأستار الكعبة يبتهل إلى ربه متضرعاً ويقول: زادي قليل ما أراه مبلغي أللزاد أبكي أم لطول مسافتي؟ اتحرقني بالنار يا غاية المنى فأين رجائي فيك أين مخافتي؟
قال الأصمعي اقتربت من الشاب وتفرست في وجهه واذا به الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - المشهور بالحسن المثنى - فقلت له أنت من نسل بيت النبوة ومع هذا تخاف اليوم الآخر؟! فقال الحسن: يا أصمعي ان الله خلق الجنة لكل طائع وصالح وان كان خلق النار لكل فاجر وجاحد وان كان سيداً قرشيا، أو ما قرأت قول الله تعالى عن يوم القيامة: (فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون)»؟
ما أن انتهيت من رواية القصة واذا بالعجب يرتسم على وجوه الحاضرين وأولهم اكبرهم «الدوسري» فقال يالها من موافقة عجيبة قبل ان نعتمر بساعات ونحن في لبس الاحرام ارسل لنا احد الأخوة من الكويت عبر رسالة الهاتف دعاء عبارة عن بيت شعر جميل ولم نعرف قائله وهو البيت الذي ذكرته لنا في قصة الحسن المثنى. أتحرقني بالنار يا غاية المنى فأين رجائي فيك أين مخافتي؟
وأعجب من ذلك ان احد الشباب هزته الابيات لما فيها من خشوع التضرع إلى الله، فتعلق بأستار الكعبة وأخذ يناجي بها ربه فبكى وأبكى كل من سمعه ورآه!!...
كان هذا الحوار في اليوم الثاني بعد غسل الكعبة...
يقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم «يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة».
ان الشباب اليوم يحتاجون منا الكثير من التفهم والرعاية وتجديد الخطاب التوعوي ودراسة فنون الارشاد ووسائله، لا الفلسفة الاخلاقية، ولا ترسانة القوانين، ولا فكرة الضمير المجرد، ولا الاعراف والتقاليد، تستطيع ان تصمد أمام طوفان وسيول ثقافة عبادة المال والتمركز حول اللذة، والانانية المتزايدة، والمسألة اكبر من نصيحة هنا ونشاط هناك القضية تحتاج نظاما صادقا ودولة تتبنى الإشكال، ومع ذلك نفرح وندعو لكل من يساهم في بناء الشباب وتنميته ومن هؤلاء، مشروع ركاز الذي ستبدأ فعالياته الجديدة قريباً.
Reply With Quote
Originally Posted by ســـامح
Bookmarks