تتخم الحواس بما لا تشتهي
وتمتليء بما لا تريد
وتنتفخ حتى تصبح ورما خبيثا مليء بكل صنوف الألم
عندها لم تعد بحاجة لها
لأن الحواس المشبعة بالألم لا مكان لها للعيش
فطاقة استيعابها صارت صفرا مكعبا
عندما يتشبع بصرك بالوجوه الرمادية التي كساها الالم و بقطع اللحم المتناثرة فما تعود تبصر سوى المرارة والحسرة
فما فائدة البصر؟؟
وعندما تستهلك أذنك كل صراخ وتعتاده وتطرب لصوت الثكالى واليتامى فما يعود بها متسع لسماع اهزوجة فرح او تراتيل سرور
اعلم ان الصمم خير لها
وعندما يمتليء فمك بكلمات الشجب والاستنكار ويتمطط لسانك بالحوقلة التي لا تملك سواها وتزرق شفاهك من الدم المحتقن بها لشدة المصاب
وجب ان تنتزع لسانك وتتمتع بالخرس مدى حياتك
وحينما تعبق في انفك روائح الدخان المنبعث من المباني المهدمة
وتنتشي بروائح الموت في كل مكان
جيد ان تتخلص من انفك فما عادت العطور تجدي نفعا
وحينما تتشرب مسامك حالة قصوى من "اللاحساس"ويصبح الضرب على الجلد مجرد لعبة اعتدتها فبات لزاما ان تتخلص من جلدك فما عاد ينفعك لمجرد شعور
Bookmarks