ان البيوت التي يغشاها الود والتفاهم القائمان على الثقة والاحترام والتقدير والمحبة والتي تحتفظ بتوازن حكيم بين الحرية والضبط هي البيوت التي تخرج اشخاصا اسوياء اما البيوت التي تغرس في نفوس الاطفال اتجاهات الكراهية والحقد والقائمة على الخوف فهي التي تخرج للحياة جحافل المنحرفين والجانحين فمن نشأ في بيئة مشبعة بالعدوان لا يشعر بالصداقة في كبره اينما ذهب ومن حرم الامن او العطف في طفولته رفض ان يتقبل الحب ممن يريدون ان يمنحوه اياه وعز عليه ان يمنح اطفاله الامن والحب ومن حرم الاستمتاع بالحياة او بالحرية في طفولته اخذ يختلسهما او يتحايل على الظفر بهما في شبابه ومن شب على الهرب من المشكلات ومن مواجهة المصاعب والعقاب استقبل عهد الرجولة خائفا خانعا ومن دلله ابواه في عهد الطفولة انتظر من رؤسائه وزملائه ان يمجدوه ويرفعوا من قدره دائما وهو كبير.
وتدل مقارنات تواريخ حياة من خرجوا من الحرب منهارين من اثر العصاب ان المشاكل السلوكية في طفولتهم _ كالمخاوف المرضية واضطراب النوم والتبول اللا ارادي _ كانت اكثر بثلاثة امثالها منها عند من خرجوا من الحرب سالمين
كذلك تدل الدراسات التي أجريت عن الاحداث الجانحين على ما للاسرة والعلاقات السائدة بين الوالدين بعضهم ببعض وما يضفيه ذلك من اثر على الجو الاسري من ناحية وبين علاقات الوالدين مع الابناء من ناحية اخرى _ من اثر هائل في انحراف الابناء _ ان ابشع العوامل واكثرها خطرا وتدميرا هي العوامل التي تدور حول حياة الاسرة في الطفولة.
]دمتم جميعا سالمين
Bookmarks