عيادة طبية لمعالجة اليمنيين الخائفين من الصراصير

المصدر:جريدة الوطن السعودية-الجمعة 8 شوال 1428هـ الموافق 19 أكتوبر 2007م العدد (2576) السنة الثامنة

صنعاء: نسيبة عبدالله غشيم

كثير من اليمنيين الذين يعانون الخوف القهري من الصراصير ومن المرتفعات تفاجؤوا حين عرفوا أن ما يعانون منه مرض يمكن أن يشفى منه وعاشوا دون أن يعرفوا أن هذا مرض مثل غيره من الأمراض الأخرى التي يمكن شفاؤها.
ولأجل هذا بدأت عيادة طبية تابعة للمركز الصحي الثقافي مزاولة عملها في معالجة المرضى مجاناً حتى يتخلصوا من الهم النفسي الكبير الذي يقع تحته كثيرون.
وقد لاقت هذه العيادة إقبالاً شديداً من قبل المرضى فور الإعلان. يقول محمد عامر الأخصائي النفسي المختص بمعالجة هذه الحالات والحالات المماثلة إن هذا المرض يمكن الشفاء والتخلص منه إلى الأبد، وليس كما هو شائع لدى الأغلبية، والمعالجة تتم عبر جلسات مع المريض ومعالجتها، وصرف أدوية للحالات التي تحتاج إليها.
وأضاف "حالات كثيرة تأتي إلينا ونتعامل معها حسب نوعها كما نستقبل حالات المصابين بالصرع والذين يخجلون من إظهار إصابتهم به، ويأتون إلينا خفية، لأن هذه الأمراض ارتبطت بالوصمة ، وتعتبر معيبة من وجهة نظر المجتمع، وهو ما يجعلها تتطور حتى يصعب علاجها.
يقول أحمد يوسف وهو أحد المرضى الذين يعانون الخوف من المرتفعات إنه ظل لمدة طويلة يتعامل بسرية مع مخاوفه، ولم يكتشف معاناته أحد غير أهله المقربين جدا حين يرفض الذهاب معهم في الرحلات الجبلية، ويفضل أن يقبع في البيت منتظراً عودتهم من رحلة يصفونها بالشيقة والممتعة. وتفاجأ أنه يمكن أن يشفى من هذه الحالة وأنه مرض وليس عادة يصعب تغييرها.
ولا يعرف يوسف متى بدأت هذه الحالة تنتابه ويذكر أن والدته روت له أنه سقط في سلم البيت وهو في سن الثالثة مما تسبب في بعض الكسور التي اختفت مع الأيام لتترك له الخوف من السقوط، وقد ذهب للطبيب الذي استمر ثلاثة أسابيع في معالجته، حتى تم شفاؤه تماما، وأصبح يتحدى ما كان يخشاه قبل العلاج.
فيما تقول سهير الصلوي وهي إحدى الحالات التي تمت معالجتها إنها كانت تعاني حالة فوبيا شديدة من الحشرات خاصة الصراصير وتعلن حالة الطوارئ بمجرد رؤيتها لصرصور وطالما هب إخوتها ووالدتها لنجدتها وكأنه وحش كاسر حتى أنها أصبحت محلاً للسخرية، حتى قررت التوجه للعيادة النفسية ولم يستغرق علاجها سوى أسبوعين فقط