بينما كنت في العمل دخل الجنـرال بعد عودته من أرض الوطن فرحبت به وسلمت عليه سلاما حارا فهو ولد الخال والصديق العزيز على نفسي كثيرا رغم اختلافنا في كثيرا من الأمور إلا أنه على قول بعض الناس الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وكما يقول بعض الناس لكل إنسان فلسفته بالحياة
خلونا أول نرحب بالرجال وبعدها نرجع لأقوال بعض الناس
هنا ذكرت نكته سمعتها ان وحده كان جيرانها عائلة اسمهم ال ابرهيم وكانوا يأذوها وتكرههم كره العمى ومن شدة كرهها لهم لما تقراء التحيات في الصلاة تقول اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على بعض الناس وعلى وال بعض الناس
(وهنا نستغفر الله وانما اوردنا هذه القصة على سبيل ان الانسان حين يطلق العنان لنفسه في الحب او الكره لا تنتهي النفس الى حد بل تتمادى كل الحدود )
يوووه الرجال منتظر الترحيب
حياك الله يا أبى هيأ
الحمدلله على السلامة
كيف حالك وش أخبارك
الترحيب أعلاه عبارة عن ديباجه لا بد منها يقولها الواحد تلقائيا حين مقابلة شخص
جلس يحكي لي عن اليمن والأمطار والطبيعة الحلوة الخلابة وشوقنا لليمن ولأهل اليمن
المهم قلي كيف حالك و عساك انبسطت في رحلتك قال الحمد لله * ها تعال شوف وخرج جواله وأشوف الصور ومقاطع الفيديو والأمطار وطرت شوقا لأرض الوطن أرض اليمن السعيدة فبينما نحن كذلك دخل أبو مصطفى
استأذن الجنــرال قائلا لم يعد لي مكان دام أبو مصطفى جاء سأعود إليك لاحقا واحكي لك كل شيء .
أبو مصطفى كيف حالك الحمد لله بخير كيفك يا عم عبدالله الحمد لله بخير
اللي بيسمعه يقول يا عم عبدالله بيحسبه بسن العشرين و عبدالله بسن الخمسين هاهاها صح ما أنكر إني تعديت الخمسة وعشرين سنه على قول المنهالي الله يذكره بالخير
لا علينا هذي عاده تعودها الكثير من الناس يقولها احتراما وتعجبني أي كلمة طيبة دامها صادره من قلب طيب وصادق ومحب
أبو مصطفى شخصية مهمة جدا عند الجميع فهو بائع سمك تطلب منه 3 كيلو يجيب لك سبعه كيلو وعاد لازم تحاسب عليها وما تقول كلمة وبالسعر اللي يحدده هو فهو ملك السمك
هكذا أبو مصطفى ربي سلطه على الناس ولا حد يقوله لا أبدا
بس بصراحة عنده ميزات أولا يجيب سمك حلو وخدمات توصيل و الحساب مش مشكله اللي عندك هاته والباقي خليه لبعدين ما عندك مشكله أبو مصطفى تحت الخدمة
طبعا أبو مصطفى يحب الشاي خاصة شاي علم لأنه مسبوك ويعدل المزاج ويفتح مشاريع * كنه قات نهمي * بس عاد لو طلبنا له شاي بيطول وكعادته يشكي هموم اليمن كلها وعبدالله اللي فيه مكفيه
لكن بما انه له فتره ما جاء وآخر مره جاب سمك حلو وباقي له حساب عندي عاد لازم نطلب له شاي وهذا ذكرني بقصة
كان واحد من إخواننا أهل البيضاء استلف فلوس من واحد وكعادة أهل البيضاء قديما أنهم عندما يقبل شخص عليهم يقابلوه ويلعبوا لعبة المصارعة وعاد الرجال كل ما جاء قابله الرجل اللي دينه ويقوله بنتصارع ويقوله تمام ويصارعه ولانه مديون له يخليه يغلبه
واستمر الحال لفترة طويلة حتى مل هذا الرجل وراح وباع كل ما عنده وحضر الدين اللي عنده وحطه في طاسه
واقبل على القرية وقابله رفيقة قاله بنتصارع قاله تمام ولكن في مبرك البعير قاله تمام * طبعا كان واثق انه بيخليه يغلبه
ودخلوا مبرك البعير واخذ رفيقة وبطحه في مبرك البعير وهذاك زعل وقام وهو غضبان وقاله عندك لي دين هته الان
قاله قدني ما رجيت بك الا وقروشك فمطساه (في الطاسة ) هاهاهاهاهااااا
تعجبني هذه القصة مرررررررره بس عاد لاتزعلوا يا اهل البيضاء خايف لا يطلع الرجال حميقاني ولا وحيشي ولا حد من صحابنا
نعود لأبو مصطفى
يا علم هات شاي لابو مصطفى قال وكوب ماء زمزم قلنا وكوب ماء زمزم يا علم
قال ابو مصطفى يا عم عبدالله أنا اليوم شفت جلسة مجلس النواب قلت ونا بالصدفة شفتها لان رئيس الوزراء كان موجود قال يا عم عبدالله شفت الباطل
قلت وش من باطل قال هذا رئيس الوزراء ما فيه خير وقالوا انه يكذب على الشعب وانه مفسد ورفع الاسعار وما عنده علم ولا فهم
قلت لا هذي اخالفك فيها الرأي لان الرجل اعرفه ولا زلت لا اعلم عنه الا خيرا بل انه أمل اليمن الوحيد في هذه الفترة بعد الله سبحانه وتعالى .
قال يا عم عبدالله المسألة ما تحتاج تأقيد (تعقيد ) انا اندي حل (عندي حل )
طبعا ابو مصطفى تهامي
قلت خير وش هو الهل ( الحل )
قال يحطوا دعم للسلع الضرورية
قلت قد حطوا دعم واستفاد منه التجار والمفسدين على قولك ولكن المواطن ما استفاد وعادوا ولغوا القرار
قال يا عم عبدالله أرجوك عندي حل اشتيك توصله للرئيس
قلت وحد قالك إني وزير عند الرئيس ولا مستشار
قال بصراحه انا قالي واحد ان الرئيس يتواصل معك دايما
قلت احم احم ورخيت الكرسي شوي وخذنا نصف دورة وسرنا نكلم ابو مصطفى بطريقة مختلفة .. خليه يستاهل هو السبب ...
ابو مصطفى انا كم طلبت منك كيلو سمك قال أربعه كيلو قلت خليهم عشرة
على فكره يا ابو مصطفى كم باقي لك حساب قال باقي لي ميه وعشرين ريال بس انته قبل شوي دفعت لي خمسين من شق الحساب وقلت هذي اللي معي الان والباقي خله لبعدين قلت لا عاد حاسبه يا جنرال على الكل ولووووو احنا بقينا ناس مش عاديين عاد معرفة الرئيس دي لحالها واتصاله بناء ولا نحاسب احم احم
ايوة فعلا انا اتواصل مع الرئيس يا ابو مصطفى اش تريدني اقله احم احم
قال اشتيك تقوله ابو مصطفى عنده الحل (والله وواثق ابو مصطفى )
وما هو الحل
قال يفرضوا دعم على السلع الضرورية ويجيبوا حاسب آلي ويسجلوا فيه كل العوائل في اليمن ويقرروا لكل عائله كمية معينة من كل صنف من السلع الضرورية ويستلموها شهريا
قام ابو مصطفى وخرج لخارج قلت الحمدلله روح ابو مصطفى
الا وابو مصطفى يعود من جديد
اثريه يشتي يعمل بروفة
قال يا سعادة موظف الدولة قلت خير او قدني موظف دولة
قال لالا بس على سبيل المثال
قلت يا الله خرااااجك
كله عشان السمك والدين اللي عندنا لابو مصطفى عاد لازم نصبر ونسوي زي صاحب امبيضاء
قال انته فرضا انك موظف قلت تمام
قال هذي بطاقتي اكشف في الحاسب الآلي قلت ايوة قال لي مصاريف الشهر عادني ما اخذتها قلت صح قال اصرفها لي قلت تمام
خرج ابو مصفطفى قلت الحمدلله رووووح ولا عاد بيرجع
الا وابو مصطفى رجع مره ثانية قدم البطاقه
طبعا انا فهمت قصده
اخذت البطاقة وكشفت في الحاسب الالي قلت عفوا يا ابو مصطفى انته سبق وان اخذت مصروفك الشهري
الا وابو مصطفى يقوم ويسلم على راسي ويقول افدي ربك يا عم عبدالله انته فهمتني
قلت فهمتك اكيد
قال امانه عليك بتفهم الرئيس بهذا الموضوع
قلت بفهمه
قال بس يا عم عبدالله بالله تقوله ان ابو مصطفى صاحب الفكرة يمكن يدي لي جايزه
قلت ايه ايه يا بو مصطفى ما تدري اننا قد طبقوا علينا هذه العملية ايام كنا اطفال ايام الحزب الاشتراكي وللنفر 3 رطل سكر وللأسرة جونية بر وجونيه برعم و قصعة دانوا وقارورة سنكويك وست علب صلصه ياااااه ياااااه يا ابو مصطفى لا تخليني اكرررررررهك
قال ما لك يا عم عبدالله اش تقول ما فهمت منك ولا شي
قلت أحسن انك ما فهمت شيء
قال طيب متى بتتصل بالرئيس قلت له بعدين
إلا و قده مغرب وبعد المغرب ورجعنا من صلاة العشاء و أبو مصطفى محضر
قفلنا المحل و أبو مصطفى جالس
خرجنا ركبنا السيارة
إلا وابو مصطفى لا زال واقف جنب باب السيارة
قلت تفضل معنا قال طيب بجي في سيارتي
قلت اهلا وسهلا
وصلنا عند البيت قلنا تفضل يا ابو مصطفى هيا يا اولاد حضروا العشاء قال يا عم عبدالله انا مشتيش عشاء ولا بجلس عندكم انا بس قلت بتتصل بالرئيس الليلة ونا عندك و اشتي اسمع صوت الرئيس لما بتتصل به وتعرض عليه الحل
يا الله
الرجال منه والصدق
قلت خارجوها يا بصار (بصار= جمع بصير)
فيصل مرشح الرئاسة القادم كانت فرصة له يعمل بروفة وقده صاحب الأدوار كان موجود
راح لبعيد شوي و دق على جوالي فجئه الا ويقول معك الرئيس
يااااااااااا الله تخارجنا
قلت يا ابو مصطفى هذا الرئيس خذ كلمه منك له
الا وابو مصطفى يكلم الرئيس ويتفاعل ويبكي ويا رئيس والله اننا نحبك واحنا فدى للوطن ولرئيسنا وتفاعل معه لدرجة انه كان عبارة عن مشهد ربما يكون كوميدي بالنسبة للكثير لكن بالنسبة لي كان مشهد مؤثر جدا
لا أخفيكم انها ذرفت دموعي وانا اسمع ابو مصطفى يكلم الرئيس
يا الله
كم كان صادق في كلماته
كم كان محب لوطنه
كم كان محب لرئيسة
ومما زاد الطين بله عندي وزاد من ألمي وايجاعي اني شعرت اني اكذب على هذا الإنسان الصادق الذي تشهد كل ذرة من حولنا على صدقة
لكن بالتأكيد لم اكن اقصد ذلك ولكن هو من ادخلني في هذا الأمر
لكن الكذاب فيصل الملعون اللي ما يخاف الله ولا يتقيه في هذا المواطن البسيط الضعيف الذي كله صدق ومحبة وإخلاص لوطنه
بينما كان ابو مصطفى يمزج كل كلمة بجشة من الدموع
كان فيصل الملعون يرد عليه ايوا ايوا
اشكرك على وطنيتك
و يمزجها بجشة من الاستهتار والاستخفاف والضحك
قلت بعفوية لعنك الله يا فيصل
حسبي الله ونعم الوكيل ربما أول مرة العن شخص
حتى بوش وشارون لا اذكر أني لعنت أحدا منهم
لكن الرئيس الكذاب المزيف فيصل استحق اللعنة
لك الله يا ابو مصطفى كم انت صادق
وقاتلك الله يا فيصل ليش تخدع هذا الإنسان الصادق وتوهمه بأنك الرئيس بينما أنت كذاب مخادع نصاب يكلمك وهو يبكي وتكلمه وأنت تضحك ومستهتر وساخر
رغم كل ما يربطني بفيصل من علاقات حميمة رغم إعجابي بجوانب كثيرة حازها فيصل رغم أشياء كثيرة تربطني به إلا أن وضع أبو مصطفى الصعب جعلني اكره فيصل كره شديدا.
تحياتي
Bookmarks