صاحبة القلادة

زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم

في سطور قصتها الكثير من الدروس والعبر0بل واحكام التشريع الاسلامي ايضا.

وبين الميلاد والرحيل دارت فصول حكاية انسانية من طراز فريد00 امتزجت فيها

مشاعر الحب الانساني والعواطف الراقية بحب الدين والتسليم لارادة الله عز وجل

وفيها الكثير من الايثار والتضحية

انها السيدة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

امها السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها0

ولدة قبل بعثة والدها بعشر سنوات وكانت اول اولاده من ام المؤمنين خديجة

بنت خويلد

تزوجت من ابن خالتها ابى العاص بن الربيع فأنجبت له عليا وامامة فمات علي

وهوى صغير وبقيت امامه فتزوجها الامام علي بن ابي طالب000رضي الله عنه000

رجع ابو العاص بن ربيع من احدى رحلاته الى الشام فوجد اخبار الدين الجديد

تملأ جنبات مكة0 فأسرع الى بيته فبادرته زوجته يحدوها الامل قائله00

الاسلام يا أبا العاص 0 وهنا يلف الصمت ابا العاص ويشرد ذهنه بعيدا فقد خاف

ان يقول القوم عنه فارق دين ابائه ارضاء لزوجته ورغم انه يحب النبي صلى الله

عليه وسلم ويحب زوجه الا انه كره ان يخذل قومه ويكفر بالهة ابائه 0 وظل متمسكا

بوثنيته0وهنا اغرورقت عينا الزوجة المخلصة بالدموع ولكن الامل ظل حيا في نفسها

عسى الله ان يهدي زوجها

وفي ذالك الحين بدات ملحمة الصراع بين المسلمين وكفار قريش 0 وهاجر النبي صلى الله عليه وسلم

وأصحابه الى المدينة وهاجرت معه رقية وفاطمة وام كلثوم وبقيت زينب وحيدة في مكة بجوار زوجها الذي ظل

متمسكا بوثنيته ثم تطورة الاحداث فخرج المسلمين لاسترداد حقهم الذي تركوه بمكة

فتعرضوا لقافلة ابي سفيان فخرجت قريش برجالها وبدأت الحرب بين الفريقين وكانت غزوة بدر الكبرى

انتصر المسلمون وانهزم الكفار والمشركون فوقع ابو العاص اسيرا عند المسلمين فبعثت قريش لتفديه وارسلت

زينب باخى زوجها عمرو بن الربيع وأعطته قلادتها التي اهدتها لها امها خديجة يوم زفافها فلما وصل عمرو ومعه

القلادة التي ارسلتها لفداء زوجها الاسير وراى الصحابة القلادة اطرقوا ماخوذين بجلال الموقف وساد الصمت الحزين

برهة 0 فقطعه النبي صلى الله عليه وسلم والدموع حبيسة عينيه وقال لهم في رقة رقت لها افئدة المسلمين

ان رايتم ان تطلقوا لها اسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا قالوا نعم يارسول الله فاطلقوه وردوا عليها

الذي لها(ابوداود واحمد والحاكم)

وامر النبي صلى الله عليه وسلم ابا العاص ان يترك زينب وان يرسلها اليه في المدينة ففعل رغم حبه الشديد لها

ورجع ابو العاص وارسل اخاه كنانه ليقود بعير زينب وهي في طريقها الى المدينة

لكن قريشا تصدت لهما فاصاب هبار بن الاسود الاسدي بعيرها برمحه فوقعت زينب على صخرة جعلتها تنزف

دما واسقطت على اثرها جنينها فهدد كنانه بن الربيع قريشا بالقتل بسهامه ان لم يرجعواو يتركوا زينب

فرجع الكفار عنهما

وراى كنانة ألم زينب فحملها الى بيت اخيه وظلت هناك حتى تستعيد قواها وبجانب ابي العاص زوجها الذي

لايكاد يفارقها لحظة 000فخرج بها كنانه مرة اخرى حتى سلمها الى زيد ابن حارثه الذي صحبها حتى اتت

بيت ابيها صلى الله عليه وسلم بالمدينة فاستقبلها المسلمون استقبالا طيبا حافلا

ومرة الايام ووقع ابو العاص مرة اخرى في الاسر حين هاجم المسلمون قافلته العائدة من الشام وبعد صلاة

الفجر دخلت زينب الى ابيها تطلب منه ان تجير ابا العاص فخرج النبي صلى الله عليه وسلم

على المسلمين قائلا00 نعم وقال فوالذي نفسي بيده ما عملت بشيء مما كان حتى سمعت الذي سمعتم

المؤمنون يد على سواهم يجير عليهم ادناهم وقد اجرنا من اجارت ( الحاكم وابن سعد وابن هشام)

وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب ان لايقربها زوجها ابو العاص لانها لاتحل له مادام مشركا

ورحل ابو العاص بتجارته عائدا الى مكة واعاد لكل ذي حق حقه ثم اعلن اسلامه على الملأ ورجع مهاجرا

في سبيل الله الى المدينة وكان ذالك في السنة السابعة للهجرة فالتأم شمل زينب بزوجها مرة اخرى

لكن سرعان مانزلت مصيبة الموت بزينب فماتت متأثرة بالألم الذي اصابها بالنزف عند هجرتها الى المدينة

وكانت وفاتها رضي الله عنها في السنة الثامنة للهجرة فبكاهاا زوجها ابو العاص بكاء مرا وحزن عليها

الرسول صلى الله عليه وسلم حزنا كبيرا ثم ودعها الى مثواها الاخير

وعاد زوجها ابو العاص الى ولديها علي وامامة دامع العين يقبل راسيهما وفاءا لزوجته الحبيبة زينب رضي

الله عنها والسلام

هذ الموضوع منقول من مجلة جواهر الذي تصدر عن مصرف الراجحي

فحبيت ان انقلها اليكم يا اخواني والسلام عليكم ودمتم بود

ابومدين؟؟؟