هاري بوتر .. عشر سنوات من القمة .. والبطل الحقيقي لهذه الرواية
عشر سنوات من المجد والشهرة ، عشرة سنوات من التشويق من الخيال الواسع والأفكار والشخصيات والمشاهد الخيالية التي أسرت القراء والمشاهدين لرواية (هاري بوتر) ، كانت البداية في يوليو 1997م، وها نحن اليوم في نفس الشهر بعد مرور عشرة أعوام على موعد مع صدور الجزء السابع والأخير من رواية (هاري بوتر ) يوم السبت القادم تاريخ 21/07/2007م ، عشر سنوات مضت تمتعنا خلالها بست رواية كان أولها harry potter and the philosopher's stone * ثم أتى الجزء الثاني من الرواية وكان أروع وأكثر تشويقاً وهو harry potter and the chamber of secrets ثم تتالت الأجزاء كان كل جزء أطول وأروع من سابقه حتى بلغ الجزء الخامس 700 صفحة فتتالت الأجزاء harry potter and the prisoner of Azkaban* harry potter and the goblet of fire* harry potter and the order of phoenix and Harry Potter and The Half-blood Prince ويوم السبت نحن على موعد مع الجزء السابع والأخير ليتمم رحلة ومشوار العشر سنوات لأكثر كتاب مبيعاً في العالم ، لكتاب تُرجِم لأكثر من 55 لغة ، رغم الشوق الذي يحدو المتابعين لمعرفة نهاية الرواية لـ(هاري بوتر) فهل سيموت في النهائية بطل الرواية كما زعم أحد المعجبين الذي قال إنه أخترق جهاز الكاتب وقراء نهاية الرواية؟؟ أم أن (هاري بوتر) سوف يلتحق بالأكاديمية العظمى كما زعم أيضاً معجب آخر ادعى اختراق جهاز الكاتب أيضاً ... ؟؟ أقول رغم الرغبة القوية التي استمرت على مدى سنتين منذ آخر رواية صدرت harry potter and the half blood prince لمعرفة نهاية الرواية إلا أن المتابعين يشعرون بالأسى على نهاية يريدون ولا يريدون لها أن تتم.
كأحد المعجبين لهذه الرواية أود أن أعرض عليكم الموضوع من زاوية أخرى ، زاوية لا يعرفها الكثير .. دعونا نتعرف على البطل الحقيقي للرواية ... دعونا نتعرف على صاحب فكرة (هاري بوتر)؟ وكيف أتت الفكرة؟ فأكاد أجزم أن الكثير من المعجبين لا يعرفون حتى أسم كاتب الرواية بقدر ما يعرفون أسماء الممثلين في سلسلة الأفلام الرائعة. فمن من منطلق الإعجاب والتقدير لكاتب الرواية أجريت بحثاً بسيطاً –ولكنه أخذ مني وقت- عن حياة الكاتب الشخصية منذ ولادته حتى بلغ ما بلغ من الشهرة.
أتت فكرة (هاري بوتر) من مدرسة بريطانية أسمها Joanne Kathleen Rowling المعروفة بالاسم المختصر J.K. Rowling ولدت J.K. Rowling في 1966 في Chipping Sodbury بالقرب من Bristol في England ، ولدت كاتبتنا في عائلة على درجة عالية من الثقافة فالأب والأم من هواة القراءة وكانوا يقرءون لها عندما كانت صغيرة بصوتٍ عال ، كانت على مستوى عالٍ من الذكاء ففي سن السادسة ألفت كتاب أسمته Rabbit وقد حاولت نشره ككتاب حقيقي ، كان لكاتبتنا هواية غريبة جداً منذ أن كانت صغيرة فقد كانت تحب أن تقرأ وتحفظ أسماء الموتى ولا زالت إلى الآن وتقول أنها تستخدم بعض الأسماء الغريبة في كتابة روايتها ، انتقلت إلى مدينة Tutshill وكان أول يوم لها في المدرسة سيئاً فقد كان المعلم يستخدم أسلوب غريب في معاملة الطلاب فقد كان يفصل الطلبة إلى قسمين ، قسم الطلبة الأغبياء وقسم الطلبة الأذكياء وفي أول يوم لها في المدرسة لم تستطع J.K. Rowling أن تجيب على احد الأسئلة فوضعها المعلم في صف الطلبة الأغبياء ، فكان لهذا التصرف أثر كبير في نفس Rowling حتى إنها تقول أن شخصية المعلم Snap -المعلم الذي يكرهه هاري في الرواية- كانت مستمدة من هذه الحادثة ، كان المقرر الدراسي المفضل لدى Rowling هو اللغة الإنجليزية وقد كانت ذكية ومتفوقة في كل المقررات الأخرى ، تقريباً كانت شخصيتها تشبه شخصية Hermione في الرواية؛Hermione الصديقة المقربة من Harry في الرواية والتي تغيظ زملائها لأنها كانت متفوقة عليهم. في فترة المراهقة لم تكن Rowling راضية عن نفسها وعن شكلها كانت تظن أنها قصيرة وسمينه وليست جميلة كأختها الصغيرة.وفي المرحلة الثانوية مرضت والدة Rowling وكان لهذا أثر بالغ في نفسيتها فقد كانت من النوع القلق جداً فكان لديها مخاوف كثيرة بخصوص أشياء كثيرة وكان أكثر ما تخافه هو تقبل فكرة إنها قد تخسر والدتها . وفي هذه المرحلة من حياتها كان لها أصدقاء مخلصون يسمعون لها ويخففون عنها وكان أفضل أصدقائها Sean Harris الذي كان لديه سيارة يصطحبها في جولات خارج هذه المدينة الصغيرة ليبعدها من الأجواء المنزلية الحزينة ، وهذا أثر في كتابتها وتصويرها لشخصيات أصدقاء Harry الذي يحبونه ويدعمونه ويساعدونه على التغلب على ضعفه فتقول كاتبتنا أن شخصية Ron Weasley في الرواية تشبه إلى حدٍ كبير شخصية صديقها Sean Harris.
بعد التخرج من الثانوية توجهت كاتبتنا إلى جامعة Exeter وقد كانت تعلم في قرارت نفسها إنها تريد ان تصبح كاتبة ، ولكنها تخاف أن لا تجد لها وظيفة ذات مردود مادي جيد إذا هي درست علوم اللغة والكتابة ، فبدلاً من ذلك درست لغات وفي السنة الأولى من الجامعة انتقلت إلى باريس ودرّست هناك لغة إنجليزية للطلبة الفرنسيين ، بعد ذلك درست سكرتارية وقد كانت تعلم في قرارت نفسها أيضاً إنها سكرتيرة غير جيدة ولكنها تعلمت الأساسيات في السكرتارية كالطباعة وتنسيق المواعيد وترتيب الملفات .. ألخ بعدها وجدت لها وظيفة في منظمة عالمية لحقوق الإنسان أسمها Amnesty . كانت وظيفتها مهمة لها ولكن الكتابة كانت هوايتها ومهنتها الأخيرة ، وقد استطاعت أن توفق بين العمل والكتابة رغم الجهد الذهني الكبير المتطلب للكتابة الناجحة ، ولكن كاتبتنا كانت كاتبة ناجحة بفطرتها.
إلى الآن لم نأتي إلى بيت القصيد في هذا الموضوع، كيف أتت فكرة رواية Harry Potter في أي لحظة؟ وفي أي مكان؟ كانت كاتبتا مسافرة من Manchester إلى London فخطرت ببالها فكرة كتابة رواية لشخصية اسمها Harry Potter يمتلك قوى سحرية خارقة ، وقد كانت تعلم إن هذه الرواية ستلاقي نجاحاً كبيراً فخططت لكتابة سبعة أجزاء لهذه الرواية .بعدها بفترة ماتت والدتها فأصبها غم وهم كبيرين فقررت إنها بحاجة إلى السفر من إنجلترا فسافرت إلى البرتغال لتدريس اللغة الإنجليزية أيضاً وفي أثناء وجودها في البرتغال قابلت الصحفي البرتغالي Jorge Arantes فتزوجت منه ،وفي السنة الثانية من زواجهما رُزقت J.K.Rowling بطفلتها البكر Jessica وقد كانت أسعد لحظة في حياتها ، وبعد أشهر قليلة أدركت كاتبتنا أن الزواج لم يكن لينجح فرجعت مع صغيرتها إلى إدنبرا في إسكتلندا . طوال هذه الفترة كانت كاتبتنا تعمل على كتابة النسخة الأولى من الرواية harry potter and the philosopher's stone ، فبعد الانتهاء من كتابة النسخة الأولى من الرواية كان على كاتبنا أن تجد ناشراً مناسباً لروايتها أخذ منها البحث سنة كاملة كي تجد الناشر المناسب ، وأخيراً نُشِر الجزء الأول من الرواية في يوليو 1997م وكان يوم النشر ثاني أفضل يوم في حياة كاتبتنا بعد ولادة طفلتها جيسيكا ، فقد كانت تتمشى طوال اليوم وهي حاملة نسخة تحت ذراعها. في البداية لم تكن الرواية بتلك الشهرة ولكن فجأة ازدادت نسبة النسخ المباعة زيادة هائلة وبدأت الناس تتناقل خبر هذه الرواية الخيالية الرائعة ، وبعد فترة بدأت كاتبنا في كتابة الجزء الثاني من الرواية harry potter and the chamber of secrets وفي نفس الوقت تعمل بدوام جزئي ولكنها أدركت أنها لا تستطيع أن تكتب جيداً وتعمل جيداً فقررت ترك التدريس والتفرغ للكتابة. ثم تتالت الأجزاء الرائعة ليصبح أسم J.K. Rowling الاسم الأول عالمياً في كتابة الرواية فكتابها يتصدر المركز العالمي الأول في قائمة الكتب العالمية الأكثر مبيعاً في العالم. ورغم كل الإغراءات والطلبات المتتالية لها من المخرجين والإعلاميين ورجال الأعمال للعمل معها إلا أنها رفضت كل هذه الإغراءات وحاولت ونجحت في أن تعيش حياة طبيعية بسيطة فهي لم تعد تحتاج إلى مال ، فلا يكاد أحد ليتعرف عليها لو صادفها في مكانٍ ما لقلة ظهورها الإعلامي وحرصها على عدم نشر صور كثيرة لها ، و ثاني أهم شي بالنسبة لها الآن –كما تقول- بعد عائلتها هو أن لا تخيب ظن قرائها في كتاباتها وأن تكتب فقط لأجل الكتابة وأن الكتابة بالنسبة لها هواية وحب قبل أن تكون مهنة ... تحية لهذه الكاتبة العظيمة التي خط قلمها وأخلص في كتابته وأمتعنا بأروع ما قرأنا في عالم الخيال. أخيراً دعوني أذكركم بأن غداً يوم الخميس 19/يوليو/2007م سيعرض فيلم Harry potter في قناة دبي واحد One TV في الساعة 9 ونصف (تقريباً) من مساء ذلك اليوم .. والخميس الذي يليه سيعرض أيضاً جزاءً آخر جديد .. فلا تفوتوا الفرصة عليكم . ( لست متأكداً من صحة التوقيت للفلم
) .. تأكدوا بأنفسكم
هذا المقال هو رمز للتحية والتقدير لكاتبة الرواية .. وإهداء مني للمعجبين بهذه الرواية .. الذيب الخليفي
Bookmarks