لــو ينطــقُ الجــرح ...
أبو ياسر العراقي
12 /07 /2007 م 12:54 مساء
نمْ ملءُ جفنيكَ ، نَحنُ الدارَ نفديها
ودعْ دمـوعَـكَ تـغفو في مآقيها
(بغدادُ) لمّا تزلْ يا (حِجرُ) ساطعةً
رغـمَ الـلـيالي عجيباتٌ لياليها
لا تـبـكـها ألماً ينسابُ من رئةٍ
إنّـا لـدى الروعِ نَحميكم ونحميها
ما زالَ (شعلانُها) كالليثِ منتظراً
ولم يزل كاللَظى الهدّارِ (ضاريها(
أحـفـادُ ( هارونها ) للآنَ ناسجة
( رسـائلا ً ) لكلابِ الروم تنبيها
سَلِ (التحالفَ) هل نامتْ سريرتهُ
إلاّ عـلـى هـلعٍ مُذ جاءَ يبكيها
وسـلْ كلاباً لهم في الدربِ سائبة ً
كـيـفَ الذئابُ إذا مرّت تلاويها
أرضُ الفراتين حاشا العّزُ يهجرها
فـي كـفِ جـلادها واللهُ راعيها
فـالناذرونَ لها الأرواحَ ما وهنوا
يـومـاَ ولا وهنت يوماَ مواضيها
عادتْ بِهمْ (شهرزاد) الليلَ ساهرةً
فـألـفُ ليلةِ أخرى سوفَ تحكيها
* * *
يا ساكبَ الشعرِ نيراناً على شفتي
دع ِ الـمـواجـعَ لا تذكِ بواكيها
لا تـبكِ بغداد محزوناً لحاضرها
وابـكِ على (أُمةٍ) ضلت مراسيها
تحيا إلى النورِ عطشى من تحرّقها
وتـسـتـقي آهة ً حرّى وتخفيها
) و الطالعونَ ) على التاريخ آلهة ً
خـانوا الرسالة في أسمى معانيها
تلكَ ( الذنابى ) وإنْ طالتْ ذوائبها
لابـدّ مـن وقـفـةٍ فيها نجازيها
ونـقـطـفنَّ رؤوساً عن مناكبها
إذ ْ طـالـمـا أينعتْ ذلاً وتمويها
* * *
يـا "حِجرُ" دعنا ففينا النارُ لاهبة
لو ينطقُ الجرحُ لاحتارت قوافيها
(بغدادُ) مهما تداعى الليلُ يعصرُها
أنـى لـتلكَ القرى يوماً تضاهيها
قـد يسقط ُ الدمعُ مِن أجفان ِ ثاكلةٍ
ويـجـمدُ الحزنُ في أحداقِ واليها
لـكـنَّ بـغـدادَ لم تركعْ لسارقها
يا (حِجرُ) عفوكَ (فانظرنا لتاليها)
رابطة أدباء الشام
Bookmarks