من المتعارف عليه في المجتمع اليمني أن هناك ثلاث وجبات أساسية تقدم في اليوم والليلة وهيا وجبة الإفطار والغداء والعشاء وهذه الوجبات نتناولها يومياً وبشكل منتظم في الأوقات ألمحدده لها. إلا أن المجتمع اليمني يستضيف وجبة جديدة بين تلك الوجبات ويضعونها بين وجبة الغداء والعشاء في هذه الفجوة الكبيرة من الوقت بين الوجبتين ويقضون هذه الفترة الطويلة في تناول وجبة القات مع ملحقاتها من السيجارة والشيشة والمعسل . وتعتبر وجبة القات في المجتمع اليمني من الوجبات الأساسية لهم ويتناولونها يومياً وبشكل منتظم فلا يكاد يخلو مجلس من المجالس الاوهم يمضغون فيه القات 0
وان تناول مضغ القات في المجتمع اليمني أصبح اليوم لم يقتصر على الرجال فقط بل امتد ذلك إلى النساء والأطفال وأصبح ضرورة من ضروريات حياتنا اليومية 0
ولكن أليس من العيب والحزن أن نرى أطفالا وشباباً في زهور العمر يتناولون القات في الشوارع والمقاهي ويتناولون شرب الدخان والشيشة التي تقضي على حياتهم وكأنهم ينالون بذلك مفخرة ورجولة.
أليس أن ذلك حراماً أموالا تهدر يوميا في شراء القات بل أن بعض من الناس أدى به الحال إلى أن يبيع أثاث منزلة ومستلزمات زوجته ليحصل على نقود لشراء القات مما أدى الحال بأسرته إلى الحضيض من الفقر والمرض بسبب إهدار هذه الأموال في صرفت القات 0
هذا هو الحاصل اليوم في المجتمع اليمني فلولا القات لكانت اليمن اليوم من الدول التي تنافس الكثير من البلدان المتقدمة من ناحية العلم والحضارة بدلاً من التخلف والجهل0حيث إن زراعة القات صارت تشمل أكثر الأراضي الزراعية التي كانت تزرع الحبوب بجميع أنواعها* وكانت اليمن في اكتفاء ذاتي بالنسبة لجميع الحبوب، فلما زرع القات واتسعت زراعته على حساب الزراعات الأخرى صار الشعب عالةً على الدول الأخرى وخاصة الكافرة في استيراد القمح وما أشبه ذلك، ولو منعت هذه الدول التصدير لسبب أو لآخر لمات الشعب جوعاً لأن بعض البيوت لا يوجد فيها غالباً إلا القليل من القمح أو الدقيق وسرعان ما ينفد خلال أيام معدودة* وهذا هو الواقع الذي يعيشه المجتمع اليمني اليوم
Bookmarks