بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أيها الإخوة الأعزاء الفضلاء و عودا على بدء و نواصل معكم سلسلة ماذا يعني انتمائي للإسلام و مع الموضوع الرابع:
أن أكــــــون مسلمــــــا فـــــي أهلـــــي و بيتــــــــي:
إن انتمائي للإسلام يجب أن يجعل مني صاحب رسالة في الحياة بل يجب أن يجعل حياتي موجهة وفق هذه الرسالة.
فإذا كان انتمائي للإسلام يفرض علي أن أكون مسلما في نفسي عقيدةً وعبادةً وأخلاقاً فإنه يفرض علي كذلك أن أعمل ليكون المجتمع الذي أعيش فيه مسلما.
إنه لا يكفي أن أكون مسلما وحدي دونما اهتمام بمن حولي..ذلك أنه من الآثار التي يبعثها الإسلام و يكسبها في النفس البشرية الاهتمام بالآخرين و دعوتهم و النصح لهم و الغيرة عليهم مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من بات و لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم).
و من هنا تترتب علي مسؤولية جديدة هي مسؤولية إقامة المجتمع المسلم و مسؤولية حمل الإسلام إلى المجتمع.
و أول خطوة في هذا المجال أن يكون بيتي مسلما لقول الله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين) و من هنا كانت أول مهمة تعهد إلى المسلم بعد نفسه مباشرة هي مسؤوليته تجاه أهله وبيته و أولاده.
مسؤولية الزواج:
إن الإسلام لكي يساعدني على النجاح في إنشاء البيت المسلم دلني على الطريق و أشار إلى جملة عوامل و أسباب تسهل مهمتي و تحقق غايتي، منها:
• أن يكون زواجي لله أي لإنشاء البيت المسلم لإنجاب ذرية صالحة تضطلع بحمل الأمانة و تحقق توالد الهداية و استمرارها.
• أن يكون مقصدي من الزواج أن أعف بصري و أحفظ فرجي و أتقي الله ربي.
• أن أحسن اختيار زوجتي وشريكة حياتي و رفيقة دربي.
• أن أختار صاحبة الخلق و الدين و إن كانت دون غيرها مالا و جمالا.
• أن أحذر من مخالفة أمر الله في ذلك و أتقي سخطه و انتقامه.
مسؤولية ما بعد الزواج:
إن حسن اختياري لزوجتي لا يعفيني من متابعة مسؤوليتي تجاهها بعد الزواج بل إن المسؤولية الكبرى تبدأ منذ اللحظة الأولى لزواجي ومن هنا تترتب علي جملة تبعات منها:
• أن أحسن إليها و أكرم معاملتها لتتحقق الثقة بيني وبينها.
• أن لا تقتصر علاقتي بها على علاقة الفراش و الشهوة و إنما يجب أن يتحقق بيننا التجانس الفكري و الروحي و العاطفي، نقرأ معا ، نؤدي بعض العبادات معا و ننظم شؤون البيت معا ثم تكون لنا بعض الفرص للمداعبة و اللعب.
• أن تكتسب علاقتي مع زوجتي صفة الشرعية فلا تكون على حساب الإسلام أو فيما حرم الله.
مسؤوليتنا معا في تربية الأولاد:
في الواقع إن النجاح في الزواج و في اختيار المرأة الصالحة، يساعد إلى حد كبير على تربية الأولاد التربية الإسلامية المنشودة، أما الفشل في تحقيق الزواج الإسلامي، و سوء اختيار المرأة فإن ذلك يفضي إلى عواقب مهلكة و ينذر بشر مستطير للبيت كله.
و الحقيقة أن الثمرة المرجوة لنشأة البيت المسلم هي إيجاد الذرية الصالحة. لهذا شدد الإسلام و أكد على حسن تربية الأولاد و على توفير كل الأسباب و المقومات و الأجواء و المناخات التي تحقق حسن التربية.
هذا و للحديث بقية في جلسات أخرى أن شاء الله و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
Bookmarks