بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
أخواني و اخواتي و أحبائي من اعضاء منتدى اليمني
سوف احكي لكم اليوم إلى اين ذهبنا أنا و جدتي ..............
اليوم بعد الظهر قالت لي جدتي : يا أمل اريد الذهاب الى دار العجزة ودي ازوهم و ارى احوالهم , ففرحت بهذا الامر كثيرا لأني لاول مرة سوف ادخل هذا الدار , و في تلك اللحظات تسابقني اللهفة الى الذهاب بأسرع وقت فأتصلت الى الدار و اخذت الاذن منهم .
ذهبنا انا و جدتي و أخذنا لهم الهدايا , و لما وصلنا الى ذلك المكان استقبلتنا مسئولة الدار كم هي من انسانة أخلاقية و رحبوا بنا و لكن ما لفت نظري هو تعليق مسئولة الدار و من يعملون في الدار الصليب اجل فإنهم مسيح , المهم سلمنا و دخلنا الى النساء في بأدى الامر و ما رأيته انا و جدتي لمناظر تفطر القلوب و تعصر الاكباد آلام و احزان مشيت الى تلك العجوز التي قد وصلت الى أرذل العمر وقلبي يعتصر قربت منها و سلمت عليها و لو تعلمون كم قبلتني تلك العجوز و تقول لي أنتي ابنتي فلانة؟ قلت لها: لا ..و قبلتها و لو تعلمون كم قبلتني و كنت اكلمها و لكنها لا تسمعني و كانت تنادي بكلمات لم افهمها, اه اخواني فمنظرها يقطع الفؤاد قمت من جابنها و هي تتحسسني اين ذهبت و تنادي ...
ذهبت انا و جدتي الى اخرى تتكلم قليلا سلمنا عليها و سألناها فقلت لها :معك أولاد؟ فقالت لي: لا, فقلت لها: ما الذي اتى بك الى هنا ؟ فقالت: كنت اعيش عند اختي فطردتني و اتت بي الى هنا , فقلت: هل احد يزوك؟ فقالت لي: لا ..
فذهبت عنها الى اخرى , اظنها قد فقدت عقلها لا تتحدث و تتمتم بكلمات لم افهمها , ذهبت الى ثلاث اخريات و لكنهن على نفس الحال لا يتحدثن ابدا و لا يتكلمن اظنهن فاقدت لعقولهن, و لفت نظري اخرى جالسة في زاوية الغرفة قد غطت وجهها بيديها و تبكي قربنا منهم و لكنها لا تتحدث ابدا ........ كم هي من مناظر يعجز لساني عن وصفها نساء قد هرمن, وصلن الى آخر العمر بل أرذل العمر شيخوخة قاتلة آه كم هي لحظات صعيبة اذا رأيتوا ما رأيت انا و جدتي
و بعدها سمعت اخرى تنادي و تصيح قربنا منها و لو رأيتم منظرها يحسر القلب قد افنى العمر ملامحها حتى انها لا تستطيع المشي , وقلت لها: ما الذي جاء بك الى هنا ؟ قالت لي انا ليس عندي اولاد فلم اتزوج و كنت اعيش عند اخي و بعدها كنت اعيش عند جيراني و في يوم لم ادري بنفسي الا و انا هنا , و بكت بكاء شديد و قالت لي انا من بيت الفقيه يأتوا بي الى هنا !! و انا حافظة لكتاب الله و بدات تتلي علينا سورة الرحمن الله ما اجمل قرأتها بالرغم كبر سنها الا ان حفظها للقرآن باقي .
ذهبنا الى اخرى و قلت لها: ما الذي اتى بك الى هنا؟ قالت لي: اولادي و لي بنات منهن تسع قد تزوجن, فقلت لها: و لماذا اتوا بك الى هنا؟ قالت :لا يريدوني .. فقلت لها هل انتي مرتاحة هنا , قالت لي يا بنتي الحمد لله بس هذا بيت الناس اني ما أخذ راحتي الى في بيتي
............................و هناك اخريات لم استطع الحديث معهن بسبب الهذيان الذي هن عليهن خرجت انا و جدتي من عندهن و أعدت نظري نحوهن ألقى اخر نظراتي عليهن قبل ان اغادر فودعتهن و ودعت في قلبي كلوم بل جراح ................خرجت و في قلبي الكثير من التسأل سألت الحارس قلت له هل يأتي احد لزياتهن , فقال لي القليل منهن من ياتي لزياتهن و لكن من وين لاوين لما احد يذكرهن, و لكن الاغلبية لا أحد يسأل عليهن
غادرنا و انتقلنا الى قسم الرجال و قد حملنا انا و جدتي في قلوبنا الكثير من الاحزان لأمرهن و مقلتينا تملأهن الدموع من سبب ما رأيناه
دخلنا الى قسم الرجال و سلمنا عليهم وكم هم لطاف وحبوبين كثير استقبلونا بكل رحابة تكلمنا مع بعضهم و لهم نفس احوال تلك النساء و كل له مأساته و قصته و ما لفت نظري ذلك الرجل يمكن كذا عمره 40 عام في صحته و تلك الوسامة التي فيه, حسبته رجل من المسئولين هنا و لكن اتضح لنا انه مقيم هنا, سألته ما جاء بك الى هذا المكان؟ قال لي: ما عندي بيت عشت حياتي كلها في الايجار و لي ابنتين قد تزوجن , و قلت له: اين زوجتك قال لي قد انفصلنا, و قلت له : لماذا لا تذهب عند بناتك قال انا لا اريد .... استغربت كثيرا لأمر ذلك الرجل .. وقلت له كم لك هنا قال لي سنتين و انا مرتاح هنا و الحمد لله
و تحدثنا الى الغير ..... و الله احولهم و هرمهم و عجزهم و تلك الوجوه البريئة التي كانت تلتفت لنا تقطع الاكباد على امرهم و بعضهم لا يدرون ما حولهم و هناك شايب لا يتلكم قد غطى باللحاف كل جسده فلا نراه , فقال لي الحارس: هذا الرجل جاء اولاده قبل يومين و اعطوا مسئولة المكان 10 الف ريال و طلبوا منهم اذا مات ان يشتروا له الكفن و يكفنوه و يقبروه..... و آخر شخص تحدثنا اليه كان جالس على سريره و لديه صوت جدا قوي و سلمنا عليه و سلم علينا, و قلنا له: من اين انت ,رد علينا : من بريطانيا( يضحك معنا ) فأبتسمنا اليه انا و جدتي و قال لنا : هذه البلاد لعنه الله عليها و على الرئيس لعنه الله عليه و لعنه الله على كل من أحبه و يحبه ... فقلنا له لماذا فقال : نحن لا نجد ماء نغتسل فيه, مقطوع عنا و نحن شيّبه نريد ان نغتسل و لكن لا يوجد ماء بس و الله ذول الكفار( المسيحيين) طيبين معنا و يعاملونا تمام .. المهم كان كلامه معنا جدا جميل و تحسه بعقله و ودعناه و سلمنا عليه
ثم حان الرحيل فرحلنا انا و جدتي و قد حملنا في أجوافنا هموم ثقيلة مما رأيناه و سمعناه و ودعنا المسئولين عن المكان و غادرنا انا وجدتي و الصمت مخيم علينا فلم نتحدث بشئ.......... الى قبل قليل كلمت جدتي و دار بيننا هذا الحوار
ماذا تقولين عن ما رأيناه اليوم ؟
قالت لي و العبرة تمسكها .. يا بنتي قلبي يوجعني عليهم الله يتولهم برحمته
طيب كيف ترين اولادهم ؟
قالت لي ذول ربي لا وفقهم و لا بارك لهم في اي شئ و لو الاولاد مثلهم ربي يمسحهم و يعدمهم
اذا كنت بمكانتهم اي تعيشن بينهم كيف سيكون احساسك؟
قاطعتني قبل ان انهي سؤالي و قالت لي ربي لا يودي اي شايب الى ذلك المكان و اذا عادني بوصل لذاك المكان ربي يموتني و لا اروح هناك
قلت لها يا جدة .. اكيد و ألف اكيد انك لن تذهبين الى ذلك المكان انتي في أعيننا و طول الله في عمرك لنا
و قطعت الحديث من جد لم استطيع اكماله فما رأيناه يغنينا عن الكلام
و لكن .........
لن اتكلم و أعطي نصائح عن حقوق الوالدين فالكل منا يعلم حق المعرفة
و لكنني وضعت اليكم ما رأيناه انا و جدتي كي ترون ماذا يحصل في الدنيا و لن ازيد في كلامي فما سردته كافي فتأملوا و تفكروا .............
لا حولة و لا قوة الا بالله العلي العظيم
و حسبي الله على كل ولد جائر عاق لوالديه
و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
عرش بلقيس
Bookmarks