قد يعلم الكثير من المهتمين في الشعر والادب من شعراء ونقاد ومتذوقين بأن الشعر اكبر واشمل من مجرد(لفظ ومعنى) وانه يشمل امورا كثيرة ومنها الشعور والملكة الشعرية وشخصية الشاعر وعقليته بجميع جوانبها فالشعر من ناحية فنية بحتة من المفترض ان يمثل صاحبه ويترجم قدراته وروحه ..فاللفظ والمعنى تمثلان ظاهر الشعر وصورته اما روحه وحقيقته فقضية اخرى تحتاج إلى بحث ادق وعندما نحاول الغوص في ماهية الشعر وروحه يبرز لنا نوعان من الشعر وهما الشعر المتكلف والشعر المطبوع.ونقصد بالمطبوع مانصفه في وقتنا الحاضر (بالشعر التلقائي)والتلقائية امر مهم جدا في الشعر عامة وهي اهم في الشعر النبطي خاصة الذي يستمد جماله وقوة تأثيره من سهولته وبساطته وتلقائيته المحببة للنفس من صدق التعبير وشدة التأثير في مشاعر وأحاسيس المتلقي.ومن ناحية اخرى فالشعر المتكلف هو ذلك الشعر الذي يهذبه صاحبه وينقحه بكل حرص فكما هو معلوم بأن الشعر له صنعة وأن كثيرا من الشعراء على مر العصور اتخذوا الشعر كصنعة وتفننوا فيه لدرجة الحق والاجادة واخرجوا لنا كثير من النصوص المبهرة من هذه الناحية ولكن لو عدنا لماهية الشعر الحقيقي ولهدفه الاسمى الذي يدعو الشاعر للجوء اليه كأداة تعبيرية وكمتنفس لما يعتلج في النفس البشرية من مشاعر واحاسيس لوجدنا ان الشعر المطبوع والتلقائي هو الاجدر بهذه المهمة والاقرب للنفس البشرية المتلقية له فهناك جفوة كبيرة لايمكن تجاهلها بين الشعر المتكلف مهما علت مرتبته الفنية وجودته بين روح المتلقي الواعي.
فالشعراء إ ذن اثنان :شاعر متكلف وشاعر مطبوع او تلقائي وهذا حسب تقسيم قديم لابن قتيبة العالم العربي المعروف وهذا التقسيم قائم الى يومنا هذا وهو صحيح بنسبة كبيرة.
Bookmarks