هذه مفارقة جديدة وساسردها منقولة كم وجدتها في احد مواقع الانترنت العامة
والجائزة هذه المره لافضل تعليق مختصر لا تزيد اسطره عن عدد اصابع اليد الواحدة
وبعدما تقرروا ان ننهي المسابقة نعطي افضل المعلقين ارقام لنتختاروا الافضل
على فكرة المفارقة الاولى ليست منقولة *_^ للعلم
بسم الله نبدأ
رجل على مشارف السبعين من عمره، ينزل كل صباح بجاكيتة ساطعة الألوان كالتي يرتديها الشرطة هنا، يركب دراجته ويتجه صوب مركز المدينة أو قل القرية، فحجمها صغير وسكانها قليلون إذا ما قورنت مع أمستردام أو روتردام، إلا أنه وبالرغم من ذلك فإنك لا تكاد تجد مكانًا توقف فيه سيارتك بالمجان، كل أزقة المدينة الصغيرة تضج بالعدادات الأوتوماتيكية أو بمآرب السيارات تحت وفوق الأرض، وإذا ما خالجك الشعور بأنك أذكى أو أقوى من القانون المعمول به هنا، وتركت سيارتك في زاوية ممنوعة أو دون تعبئة العداد مقابل كل دقيقة وقوف، فإنك ستجد بعد عودتك، مهما قصر زمنها، ورقة صغيرة على مقدمة زجاج السيارة وستؤدي الغرامة رغم أنفك ودون أن يطلبها منك أحد؛ لأن الشيك وعليه اسمك وعنوانك والمبلغ المحدد دفعه، سيصلك بعد أيام عبر البريد وستوقع عليه رغم أنفك وترسله إلى المؤسسة البنكية التي تتعامل معها لتحوله بدورها إلى حساب الدولة، وإن لم تفعل ذلك داخل الأجل المحدد فسيضاف مبلغ جديد إلى الأول، ثم تعطى أجلاً جديدًا للتسديد، وإن لم تفعل فسيرتفع مبلغ الغرامة مرة أخيرة ليكون بعدها الأداء الفوري أو المثول أمام القاضي... وقد تتطور القضية وتقضي في السجن بعض الوقت.
أعود إلى بطل هذه المفارقة فقد توجه بدراجته إلى ساحة واسعة مهجورة تقع بين بعض الأحياء السكنية المتفرقة هنا وهناك، محاطة ببعض الأشجار المتناثرة وتصلح لإيواء بعض وعشرين سيارة، حرص الرجل، من تلقاء نفسه أن يسهر على ترتيب وتنظيم من يفرون بسياراتهم من غلاء العداد الأوتوماتيكي ومن الغرامة، فيبتعدون بعض المئات من الأمتار عن مركز المدينة ليتركوا سياراتهم بالمجان، في هذا المكان الهادئ، وتحت إشراف هذا المايسترو الذي يرشدهم بحركات يديه إلى المكان الفارغ، بل ويساعدهم على الوقوف والانطلاق بسهولة... والمقابل ؟.. لا شيء تقريبًا... إذا ما قارنت ما كنت ستدفعه لو دخلت بسيارتك إلى مرآب من المرائب الضيقة، وكم من الوقت كان سيأخذ منك ذلك و.. ثم هو لا يحدد لك مبلغًا معينًا، بل يدعك ببشاشته وكلماته التي تشاركك حميمية الحياة الصاخبة وأحوال الطقس والزحام، تناوله وأنت تغادر ربما أكثر مما كان سيلتهمه العداد.. وربما اعتبرت ذاك الفعل عملاً إنسانيًّا تدغدغ به مشاعرك، بل ربما عدت في نفس اليوم مرتين أو ثلاثة وساعدك الرجل في الحصول على مكان شاغر.
وأعود مرة أخرى إلى البطل، داخل بيته، حيث سمح لكاميرا البرنامج بتصوير المكان الذي يمضي فيه حياته الخاصة.. بيت في الطابق الرابع من غرفتين وصالة ومطبخ.. إلى آخر المرافق الضرورية.. أثاث نظيف وآلة بيانو تكدست فوقه وعلى السرير أوراق قطع موسيقية عليها جميعها نجمة داود، ثم إذا استفزك السؤال وجدت الجدار أمامك ينبئك بما هو أفصح.. شارات إسرائيلية وشعارات وعلم إسرائيل وخريطة هيكل وحمامة سلام وورود هنا وهناك.. ليكتمل السؤال في ذهن المخرج.
- هل أنت يهودي؟
- لا، ولكننا في الكنيسة تعلمنا أنه يجب علينا أن نساعد إخواننا اليهود في مدينة القدس؛ ليحافظوا على المدينة وعلى المقدسات.
- وكيف تساعدهم وأنت عاطل عن العمل؟
- ببساطة؛ لأن أجرة التقاعد التي أتقاضاها تكفيني جيدًا لكل احتياجاتي، فقد استطعت في أربعين سنة من الشغل المتواصل أن أوفر لنفسي تقاعدًا جيدًا، ثم هذه النقود هي خاصة بمعيشتي وليست هي التي أساعدهم بها في المرتبة الأولى.
- إذن لك مورد آخر؟
- هو ما رأيت.. ما يجود به أصحاب السيارات كل يوم، هو ما أضعه في هذا الصندوق (وأشار إلى صندوق صغير مغطى بعلم إسرائيل) حتى آخر الشهر.. ثم أرسله إلى مؤسسة خيرية في إسرائيل.
- ما هي حدود المبلغ الذي ترسله كل شهر؟
- حوالي 800 إلى 850 أورو.
- وهل يعلم أصحاب السيارات بهذا العمل الإنساني التطوعي..؟
- منهم من يعلم.. يعني هناك من شرحت لهم الغاية من قيامي بحراسة سياراتهم وهناك من يدخل ويخرج ويعطي ما يريد ولا يسأل عن شيء.. ربما يظنني في حاجة إلى ذلك المال.. لا يهم.. لقد التقيت بسفير إسرائيل شخصيًّا في إحدى المناسبات وحدثته بالأمر، وأعجبته المبادرة وشكرني وشجعني على الاستمرار.
- أليس لك أطفال؟
- أتجه بخطى ثقيلة إلى الجانب الثاني من الغرفة حيث طاولة كبيرة، عريضة الحجم عليها مجسمات حديدية لسكك الحديد، قاطرات طويلة وأخرى قصيرة، إشارات مرور حمراء وخضراء وصفراء، بناية على الرصيف الثاني.. ومسافرون ينتظرون، محطة قطار كاملة، ضخمة، بكل المواصفات.. سرعان ما ضغط على أزرار تحت الطاولة ليبعث فيها الحياة، فتتحرك القاطرات، كل إلى اتجاه، ويغمر الغرفة صخب حقيقي أخفى بين موجاته مرارة الجواب على السؤال المتقدم:
- لم أفكر قط في الزواج :BIRTHDAY: .. لم يكن لدي الوقت لذلك، أحيانًا أشعر بمرارة الوحدة... ليس لي أهل كثير.. لكن لا بأس، هاأنذا أشغل وقتي بأشياء أجد فيه راحتي، هذا هو المهم.
**النهاية**
** على فكرة يا اخوان لا حد يستهبل ويصوت قبل ما نعلن المرشحين
Bookmarks