سلام
العِلّة
قالَ ليَ الطبيبْ :
خُذْ نَفَساً .
فكِدتُ - من فَـرْطِ اختناقي
بالأسى والقـهْرِ – أَستجيبْ
لكنّـني
خَشِيتُ أن يَلمحَـني الرقيـبْ .
وقالَ : ممَّ تشتكي ؟
أردتُ أن أُجيبْ
لكنّـني
خَشِيتُ أن يَسـمعَني الرقيـبْ .
وعندما حيَّرتُهُ بصمـتيَ الرهيـبْ
وَجَّهَ ضَوءاً بـاهِراً لمقلـتي
حَاولَ رَفْعَ هـامتي
لكنّني خَفضتُـها
ولُذْتُ بالنحيـبْ
قلتُ لهُ : معذرةً يا سيّدي الطبيـبْ
أودُّ أن أرفعَ رأسي عاليـاً
لكنّـني
أخافُ أن .. يحذِفَـهُ الرقيـبْ !
الطب يضر بصحتك
لي صاحـبٌ
يدرس=ُ في الكُلَّيـة الطبيَّـهْ
تأكَّدَ المخبرُ من ميولـهِ الحزبيّـهْ
وقامَ باعتقالِـهِ
حينَ رآهُ مَـرَّةً
يَقرأُ عن تَكَـوُّنِ " الخليّـهْ " !
* * *
وبعدَ يومٍ واحـدٍ
أُفْرِجَ عن جُثَّتِـهِ
بحالةٍ أمْنيَّـهْ :
في رأسِهِ رَفْسَـةُُ بُندقيّـهْ !
في صَدْرِهِ قُبْلَـةُ بُندقيّـهْ !
في ظَهْرِهِ صُورَةُ بُندقيّـهْ !
لكنَّـني
حينَ سألتُ حارسَ الرعيَّـهْ
عن أمرِهِ
أخـبرني
أنَّ وفاةَ صاحبي قـد حَدَثَـتْ
بالسكتةِ القلبيَّـهْ
حالات
بالتّمـادي
يُصـبِحُ اللّصُّ بأورُبَّـا
مُديراً للنـوادي .
وبأمريكـا
زعيمـاً للعصاباتِ وأوكارِ الفسـادِ .
وبأوطانـي التي
مِـنْ شرعها قَطْـعُ الأيادي
يُصبِـحُ اللّصُّ
.. رئيساً للبـلادِ !
Bookmarks