في محراب سيد الكلمات
مقدمة :
شعراء كثيرون
جاءوامن الموت ..
عادوا إلى الموت ..
يا سيد الحرف
............. والعشب
...................... والليل
هب لي حروفٍ
مبرأةٍ من غبار الكلام .
...................................عبد العزيز المقالح
__________________________________________________ ___________________________
السادة الكرام ,,
في لحظةٍ من الليل .. صادفت نور الله العظيم بعد أن كنت متوغلاً في ظلامي وضلالي وبؤسي وعذابي ..
واستقر بي الحال في قبةٍ مضيئة بنور الذي خلق النور تسللت إلى داخلها بروحي وقلبي ..
كنت قريباً من كلمات الإله وعاتبني سيد الكلمات عما جناه لساني وقلبي وحرفي ..
وها أنا ذا أبرأ إليه أمامكم من كل كلمةٍ قلتها في سياق كلامي عن شاعر الحب والمرأة (نزار) ..
توغلت في النسيان حتى وجدتني قد رغبت عن تطهير هذا الكيان العظيم .. تطهير الشعر .. تنزيه حروف الله من أن تلقى في أوحال التفكير اللا إنساني ..
أحرفهم مهما زينها الشيطان فإنه يترك فيها نتن قدميه بعد أن وطأتها وكأنني أرى فيها آثار العصيان لسيد الشعر والحرف والكلمات ..
إلهي ..
ترتفع الأيدي ..
وترتفع القلوب في صلاتها ...
نناديك إلهي ..
إلهي ..
هاهي الكلمات تتألم تأن .. تعيش في عالم مظلم ....
ضاع فيه النور وطغت في الخطيئة...
إن الخطيئة تملأ عالم الكلمات عالم الشعر وهذه أحرف لغتة كتابك الأعظم تشكوا ألم المعاني التي لطختها .. والتي أبعدتها منك ..
إلهي إننا نتألم ... و نحتاج إلى نورك في قلوبنا حتى نرى الأشياء بعين البصيرة .. ونور الحقيقة .. حتى نخلص من هذا العالم المجنون .
إلهي ..
والدموع تملأ العيون الحزينة ... والأصوات المحتلطة بشيء من الأنين والتي ترددها القلوب المتألمة بخطاياها ..
القلوب التي أثقلتها الخطايا ..
نرجوك .. نتوسل إليك .. ثبتنا على طاعتك .
سيدي الصمت ..
سيدي صوت الحرية..
جرس العمر يرّن وكأنني أرى أن الزمن يتأهب للعودة من حيث جاء وأراه حاملاً حقيبة السفر البيضاء يهديها إلينا معلناً ساعة الرحيل ..
أما آن لتفكيرنا أن يتطهر من الاتربة والأوساخ العالقة من زيف الكلمات .. زيف الشعارات ..
أما آن لهذه القلعة الشامخة أن تتطهر من بصق الشيطان في أركانها العتيقة .. وتعلن ولاءها لسيدها ..
أيها الأصدقاء ..
أيها الحلم الجميل .. أيها القلق الذي ما فارقني وما غاب عن فكري ..
أنتم معي تخوضون في دمي تجولون في خاطري و تجىء المحبة .. و... وتؤلمني الذكرى .
أحبتي أتساءل أحياناً لماذا بدأنا .. لماذا كتبنا وأعتصرنا الفكر كلمات رائعة كروعة أحلامنا الطاهرة ..
لماذا أعطانا الله شيئاً من جمال الكلمات فكدنا نسقط في خط الدفاع عن العصيان عن النزق المجنون عن التيه في منعطفات الدروب المظلمة ..
وأحياناً تجول في صمتي اسئلةٌ أخرى وترافقني (لماذا) إلى أعماق السؤال العظيم الذي ننساه أحياناً (من أنا؟!!) .
أصدقائي ..
أتذكر مجالسكم التي فارقتها .. حيث كنا نقضي الأوقات المطوية في المنزل .. في النادي .. على أرصفة شوارعنا التي ما شعرنا يوماً برداءتها مع جمال حديثكم وابتساماتكم ..
أحرفكم ... الشجية , الحزينة , الحالمة هنا وهناك سمعناها وقرأناها بشغف لا يخبو نورها ولا يخفت بريقها ويبقى بصيص ضوؤها لكل من اعترته العتمة واضل الطريق ..
أصدقائي موقنٌ أنكم معي وأنكم تفكرون بما أفكر فيه ..
عبد الرحمن حزام
15/12/2005م
__________________
Bookmarks