عدن نيوز - خاص - 12-1-2007
إستبدال سكان الجنوب
د.
فاروق حمـزه
يبدو إن سلطات الإحتلال المهيمنة على بلادنا تعمل جاهدة على إستبدال سكان الجنوب بسكان شماليين موالين لهم، مستفيدة بذلك من قلة سكان الجنوب وكثرة سكانهم، وهو الأسلوب الذي تفتكر بأنه سيمكنها من البقاء المستمر، وكأن العالم كله قد توقف عندها، وعند فكرتها هذه المتخلفة ... فإضافة لذلك فهي تخلق المتاعب لكل أبناء الجنوب وترهقهم في كافة مناحي حياتهم المعيشية المعاشة، ففيما يخص من ما تبقى من الموظفين الجنوبيين، تربط وظائفهم وكافة إستحقاقاتهم أما بالسكوت الخالص وحتى تصفيته لاحقا، وأما القبول بالإحتلال والتعامل معهم على أساس ذلك، مستفيدة من إرتباط هؤلاء الموظفين بجهاز الدولة، وهم هكذا موظفون، فهي تسيطر على رواتبهم ودرجاتهم وكافة الإستحقاقات الخاصة بهم، فتقهرهم بذلك ويكون شرطها هو التجويع لهؤلاء الموظفين وأسرهم، أو جرهم لخدمتها ومؤقتاً، وزج بعضهم البعض بالفتن والبغضاء والكراهية والتمزق، لاحقاً،علاوة على إستخدام أسلوب طردهم من أعمالهم أو إحالاتهم للتقاعد القسري وذلك كي لا يبقى لهم سوى الراتب الضئيل المبتز به لكرامتهم، المهم أن يكون هناك إذلال لكل جنوبي، وإفراغ الوظائف لتصبح لهم.
كما تعمل سلطات الإحتلال على جلب موظفين شماليين، وجعلهم مسئولين في مختلف المرافق، كي يسيطروا سيطرة تامة على جميع المرافق، وبالذات الإراداتية، أي مواقع المال، والإدارية أي مواقع النفوذ الإداري، لغرض بسط الهيمنة والنفوذ الكلي لهم وحدهم، وفرض أكاذيبهم في جعل الحياة المعاشة كلها عبارة عن شمالية صرفة، متعمدة بذلك إلغاء كل شئ معالمه جنوبي أو عادات أو تقاليد جنوبية، المهم تجري على قدم وساق إلغاءها من حياة البشر، بما فيها إرساء لكنتهم الشمالية وجعلها هي السائدة، وما الإفقار المنظم لكل جنوبي موظف كان أو لحتى مجرد مستقل هو الآخر صار في جل إهتمام نظام الإحتلال الغاصب.
والحقيقة لا أفهم أنا ماهو المراد لهؤلاء البشر، والذين جاءوا من خارج بلادنا لينعموا بثرواتها وبخيراتها، وكل مقومات بلادنا، المهم أنهم يفرغوها من كل شئ جميل، تراثي كان أم عصري، وهو ما يبرز ويعكس وعلى الدوام بكافة أجهزتهم الإعلامية، والتي هي الأخرى مسخرة في أعمال التزوير والتضليل والكذب، في المتغيرات كلها ولصالحهم، مفتكرة بأن عدم وجود إعلام جنوبي، سوى ماهو بأقل من عدد الأصابع، وعدم وجود إعلام جنوبي مرئي، بأنهم هكذا قد أستطاعوا خدمة أهدافهم ومآربهم البغيظة في قلب الحقائق، وإرساء ما يحلو لهم من برامج التزوير هذه، والمعطلة لكل أفاقنا الجنوبية الذيي يتمادون عليها جهاراً نهارا.
وحتى ديننا الإسلامي الحنيف، يبدو أنه هو الأخر لم يسلم منهم، فقد سخروه لهكذا إحتلال وسلب ونهب وتغيير المعالم، فقد أتفق في بلادنا ومندو القدم مهندسو طرازات البناء في التعامل على نمط البناء المناخي أي وفقاً لمناخ الجنوب، إلا أننا ونجدهم يبنون في بلادنا، وبمعالم جديدة، مختلفة عن ما بنوه إباءنا وأجدادنا أي أنهم يبنون بنمطهم الشمالي والمثير لنا بالاشمئزاز، كون جونا ومناخ بلادنا لا يتفق وطبيعة أشكال بناءهم في بلادهم، إلا أننا نجدهم يصرون على هكذا نمط يذكرهم ببلادهم وعقلياتهم المتحجرة والتي لا تتفق إطلاقاً وأنماطنا في الحياة، كما أننا قد تورُّثنا إسلامنا الحنيف، بل وقد كنا من أول الأوائل فيه معتبرينه ديناً إسلامياً حنيفا، لم نكن ولنحتاج لأحد أن يزايد علينا به أو فيه، إلا أننا نجدهم اليوم يفندوه وأطروحاتهم السياسية المنمقة والغريبة، بل ويخلقون لديننا الحنيف فتاوى لا لها أية صلة فيها، وإنما ليستخدمونها وفقاً لأهوائهم ومزاجاتهم، والذي نرى أنهم بهكذا قد أفتكروا لأنفسهم النجاح في شق الألفة والمحبة بين الناس، متناسيين بأن الله بكله هو الغفور الرحيم وأن رسولنا الكريم قد أرتضى بنفسه الإسلام ديناً للمسلمين، رغم أننا لا نريد بهذا أن نتشعب إحتراماً لديننا الإسلامي الحنيف، إلا أننا ننصح بعدم تحريفه وتحويله إلى مجرد إستخدام في الغير الصحيح إحتراماً له ولرسولنا الكريم.
صنعاء في يناير 11 2007
dr.farook@yemen.net.ye
Bookmarks