**** علي الطاوله *****
تفصل بينهما طاولة مستديرة
وتلتقي يديه مع يديها علي الطاولة
يديه تحظن يديها الصغيرتين
وهي لا تأبة لرائحة التبغ المنبعثة من حبة الدخان بين اصبعية
كان كل ما يهمها ان تجد الوقت المناسب لتقول كل ما يقلقها
لتعود الي البيت وقد وجدت اجابات تنهي تلك الشكوك الي زرعتها تصرفاته الغريبة
سوف تسالة لماذا اكتفى بكلمه مرحباً حين التقاها اليوم
لما لم يقل كعادتة مرحباً صغيرتي الجميلة
تريد ان تعرف ما اسمها ومتي التقاها واين التقاها ومنذ متى
تلك الاخرى التي جعلت هاتفه مشغول طوال الاسابيع الماضية
تريد ان تعرف ككل مرة هل مازال يحبها والي اي درجة يحبها
هو تقتله وتورقة هموم وطن
تثقل كاهله مشاكل اكبر من ان يتحملها هو
واكبر من ان تتفهمها هي
تحزنه اشيا لا طاقه لصغيرتة ان تستوعبها
نظرت اليه وكعادته هو
ينظر بعيداً وينفخ الدخان
مرت دقائق وهي تنتظر ان يعود اليها
اخيرا اخذ نفساً عميقا وزفر الدخان الي اعلي
ورمي السجارة بعيداً
نظر اليها لثواني معدودة
اخذ يتفحص ملامحها كمن يراها لاول مرة
ربما يحاول ان يقرا مافي نفسها
يريد ان يكشف مخاوفها
نظر بعمق واهتمام
امسك كلتا يديها وضمهما بقوة
اقترب منها اكثر
وقال : ماذا بك ؟
تاهت حروفها وراحت تفكر باستعجال وارتباك
ماذا كانت تريد ان تقول ؟
لقد قضت اخر يومين وهي ترتب وتحضر وتسرد كل ما ستقولة له
كان هناك سوال وحيد في راسها .
كيف تستطيع عيناك ان تفعل بي كل هذا ؟
اتراة يدري كيف لنظراتة هيبة ؟
اتراة يعرف مدي جبروت صمتة ؟
اتراة يدري مدي سطوة حروفه ؟
قبل ان تقول شي
سحب يديها اليه وطبع قبله علي كلتا يديها
وقال احبك يا صغيرتي .
تعرفين هذا اليس كذلك ؟
اشرق النور من عيناها وتفتحت كورود الربيع حين تشرق الشمس عليها
ابتسمت وكانها شمس الصباح
ارتسم الفرح علي خديها فتوهجت
وشاركه الخجل بقليل من اللون الاحمر فاصبحت كزهرة رمان
وتحولت حيرتها الي يقين
ونست كل الدموع وكل البكأ
وكل الشكوك العقيمة
تمنت ان يعيد ما قالة لتسمعة مرة اخري
لكنها تعرفه لا يقول شيأ مرتين
هزت راسها كطفلة سعيدة
قال لها ماذا بك حقاً هل هناك شي ؟
شحذت كل همتها لتستعيد السيطرة علي عواطفها
وقالت : لا حبيبي ليس هناك شي
فقط افتقدتك واحببت ان اراك .
تبسم لها قليلاً
ثم نظر الي ساعته
وقال تاخر الوقت
تعالي نتمشي قليلاً
نهض وامسك يدها ونهضت معه
وغادرا سويا .
محاوله قتل الملل بكتابه اقصوصه قصيرة
شرعب - 2012
*اول كتابه قصصية انشرها خارج اطار دفتري
- منقولة من حائطي علي الفيس بوك
Bookmarks