بسم الله الرحمن الرحيم
الأحبة الكرام
عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بالف ألف خير ** تقبل الله أعمالكم وصيامكم وأعتقكم من النار ** وأعاد علينا وعليكم هذه الأيام الخيرة ونحن بألف صحة وسلامة
برمضان ** ذهبت وإياكم برحلة بين رمضان الماضي ورمضان اليوم ** رمضان اليمن ** ورمضان الإغتراب ..
اليوم أيضا سنفعلها مجددا ... سنتحدث عن العيد بالأيام الجميلة بأرض الشوق ..
ونحن صغار .. كنا نمضي العشر الأواخر من رمضان نخطط للعيد ونحلم به ** فهو أجمل أيام السنة بالنسبة لنا .. ففيه نلبس أجمل الثياب وفيه نلعب برفقة أصدقاءنا الأطفال ** وفيه أيضا تزيد أرصدتنا المالية .. نمضي تلك الأيام نشتري الثياب ونستكمل إستعداداتنا للعيد .
أتذكر وأنا بالصف السادس وباليوم الخامس عشر من رمضان _ كان آخر أيام الدراسة برمضان _أعطانا مدرس اللغة العربية 300 جملة لنحوية نقوم بإعطاءه الإعراب المفصل لها بدفتر خاص ونسلمها له بعد العيد مباشرة ** وكم كان هائلا ذاك المجهود الذي بذلناه بالعشر الأواخر إذ كنا قبل النوم وبعده وبالمسجد وبعد الأكل وبكل وقت دفتري بيدي حتى لا نضيع متعة العيد ** أتى يوم العيد وبقي لي 100 جملة ** تركتها لليلة الدوام وأكملتها بالطابور المدرسي .. كان الكثير من مدرسينا يلجأون معنا لهذا الاسلوب حتى لا ننسى دراستنا ** يومها كنا نعتبرهم أعداءا لنا ** لكننا اليوم لا نتذكر سواهم ولا ندين بالجميل لغيرهم .
كم كانت حامية تلك المعارك التي كانت تنشب بيننا حول ما إشترته لنا أسرنا للعيد ** فكلا يبالغ في الوصف ويزيد في ثمن ثوبه أو جنبيته ...
بليلة العيد نلجأ للنوم باكرا بعد صراع طويل مع والدتنا التي تلجأ معنا للقوة في حمام طويل نزيل به شيئا مما إكتسبناه برمضان .. ولكن النوم كان يتأخر دوما إذ أن أحلام اليقظة تمنع الإستغراق بالنوم * وعلى صوت أمي أستيقظ وفقط يوم العيد نستيقظ لأمي بسرعة وبدون اللجوء لأي وسائل مساعدة * نلبس الجديد وأحيانا كثيرة كنا نكتشف مشكلة بثيابنا فنبكي مباشرة ولكن أتذكر أن أبي لم يخرج من البيت بعد فأسكت فأبي كان بالأمس مخزن ** نخرج لأداء صلاة العيد ونترك في البيت أعزكم الله (( أحذية العيد خوفا عليها من أن يشتريها أحد من معرض المسجد ..))
في المسجد تتحول أعيننا إلى قرون إستشعار فكلا يتأمل ما لبسه أصحابه وقد نفرح كثير حين نرى من لبسنا أفضل منه وأيضا سنمتعض حين أرى أحد الأصدقاء خصوصا يلبس ما هو أجمل مما لبسناه .. _ أيام رائعة بالفعل
بعد الصلاة يسعى كلا منا ليسلم على والده في ركبتيه ولكن والدي أطال الله عمره كان يمنعنا من ذلك ** وحتما كنا حين نسلم نعمل على إطالة السلام رغبة في تكثير العيدية التي تسمى (( العسب )) نعود للبيت لنتناول طعام اللإطار والذي هو بعيد الفطر ( كبدة لم أذق بحياتي كتلك التي تطبخها الحبيبة أمي يوم العيد ) بالإضافة إلى القرم _ والقرم هو نوع من الخبز ولكنه غليظ نوعا ما ويتكون من أنواع مختلفة من الحبوب .ننطلق بعدها للسلام على أقربائنا ونبتدأ بعمي الكبير ثم عمة والدي وبعد ذلك نختتم بعمتي ** إذ أن بقية أقاربنا لم يكونوا بخمر بل بصنعاء وثلا وبالتالي فعيدية أول يوم من أيام العيد لا تعتمد على الأقارب بقدر ما تعتمد على الوالد وأصحابه الذين كنا نرفض ما يعطوننا ( رفضا إصنطاعيا ) ثم نسارع للأخذ منهم * ولن أننسى أحد أصدقاء والدي رحمه الله الذي ثبت في ما يعطيه لنا على اخمسة ريالات حتى بعد أن نسينا العشرين والخمسين .
ساعات قليلة وننطلق للسوق لنبدأ بشراء الألعاب النارية ونبدأ حرب الشوارع التي نعشقها وإن كانت دوما توقعنا بالمشاكل إن مع الأهل أو الجيران .. ما إن يؤذن الظهر ونصلي بالمسجد الذي يخلو من المصلين حتى ننضم لمائدة الغداء التي نأكل بداية بهدوء حتى لا نشبع قبل أن يأتي اللحم والذي حتما بيوم العيد هو أكثر وألذ منه بغيره ..
بعد الغداء وقبل أن نكبر كان يوم العيد يوم تاريخي إذ يجتمع أطفال كل حارة في مهرجان ناري كبير * وتبدأ المغامرات والمشاكل التي قد توصل لعراك بيننا ** وحتما كانت أكبر مشكلة تنشب بيننا وبين أهالينا حول ثياب العيد التي يحرصون على أن نغيرها أثناء اللعب لئلا تحترق بالمفرقعات أو (( القريح )) وأتذكر بالثاني الإعدادي حين إشتريت نوع جديد من المفرقعات وبعد إشعال الفتيل فيها دخلت الشدة كاملة بكم ثوبي لأرميها إلى الخارج ولكنها إشتعلت بثوبي ومزقه بشكل هائل
يومها لم أتغدى في البيت **
كان أكثرنا مشاكسة ذاك الذي يبدد هدوء الحارة بعد المغرب بالمفرقعات وكنت أنا أفعلها أحيانا ويخرج الجيران ليقوم كلا بما يطيب نفسه ولكن الظلام ساعدنا دوما
ثاني العيد يأتي أخوالي وأعمامي من صنعاء ليروا أمي وجدتي * وبالتالي فستزيد وبشدة عيديتي بعد إنخفاض شديد يوم العيد وأيضا سأجتمع بأولاد عمي وأخوالي لنشعل الحارة لعبا ومشاكلا
وبثالث العيد ننطلق إلى ثلا لنسلم على جدتي وهناك أيضا أمضي يوما جميلا ورائعا
كان أخي الأصغر مني بعامين دوما يجمع عند أمي عيديته ليشتري له بها أي شيء بعد العيد ** أما أنا فلم افعلها إطلاقا
حين كبرت قليلا تغيرت الخارطة نوعا ما فقد توقفنا عن اللعب بالمفرقعات وإستعضنا عن ذلك بالخروج لأطراف المدينة وتعلم التصويب بالبندقية * وبعد العصر نذهب برفقة الوالد للتخزينة ثم أتسلل بهدوء لألتحق بشلتي إذ لا طعم للقات سوى بينهم
أمر أهم من هذا وذاك حين كبرت ** فقد توقفت عن أخذ العسب من أي شخص سوى والدي الذي زاد من مخصصي ولكن لا أعرف لماذا كان للعسب نكهة أخرى بتلك الأيام
بالفعل أيام رائعة وجميلة جدا
____2___
قبل العيد بيوم ** أكون مداوما بكليتي وأعود للبيت لأتغدا وأذكر أن الغد هو العيد وحينها أخرج للسوق لأشتري ملابس العيد وهي كملابس كل يوم إلا أنها جديدة ** أسهر ليلة العيد برفقة زملائي إلى وقت صلاة العيد التي تحسسنا فعلا أن هناك عيدا * ثم ننطلق لزيارة بعضنا البعض فببلاد الغربة زملاءك هم أهلك * وأجمل تلك الزيارات هي تلك التي تكون للزملاء المتزوجين إذ أننا نجد عنهم طقوس العيد اليمنية من حلويات وكعك وكيك يمني وأيضا مشروب العيد المفضل (( الفيمتو )) ثم إلى مطعم مندي حضرمي أو مشويات حلبية * وبعد الظهر ننام حتى المغرب * لنصحو وننطاق إلى البلد _ وسط المدينة أو ال DOWNTOWN لندخل الحديقة أو نذهب إلى السينما ونعود مهدودي الحيل ..
أجمل ما بالعيد هو تلك الرسائل والإتصالات التي تجعلك تشعر أن لك بالفعل أناس يحبونك ..
ثاني أيام العيد نخرج فيه إلى اللاذقية لنمضي يومين أو ثلاثة على البحر وهي بالفعل أيام رائعة جدا وممتعة فشروق الشمس ومنتصف الليل خي أجمل الأوقات التي تقضيها بجانب البحر وبين أجمل الغابات لتخرج من متاهات دراستك وغربتك وأشغالك ..
هذا العام ليلة الإثنين سافرت برفقة أصحابي للاذقية ظنا منا أن العيد الإثنين وما إن استقرينا بالشاطىء حتى عرفنا أن العيد الثلاثاء فصمنا الإثنين بالبحر ههههههههه وأتصل الكثير الكثير ليعايدوني وأنا صائم هههه ..بالختام ... أثقلت عليكم كثيرا ولكنكم أصبحتم الأقرب للنفس والأحب إليها
تقبلوا خالص المحبة والتقدير
Bookmarks