الأحبة جميعا ... سلام الله عليكم
قبل عام من اليوم كان أول أيام رمضان الماضي (( وكنت حينها باليمن ))
أما اليوم فهو أيضا أول أيام رمضان هذا (( ولكني لست باليمن ))
وحق لي أن أقارن بالصومين
........... الصوم بأرض الخير _ اليمن ..............
يبتدأ الصوم على صوت أمي الحبيبة توقظني للسحور .. وحين يكون نومي قد إبتدأ مبكرا فسأصحو بسرعة ونشاط .. أما حين أنام متأخرا (( أحيانا أنام قبل السحور قليل )) فالأمر يحتاج لأن يوقظي أبي
نجتمع حول مائدة السحور وما إن أجمع دومان حتى أبدأ بالضحك على أخوي الأصغر مني فمنظرهما حول المائدة والنوم يملأهما يميت من الضحك (( وحتما يفعلان ذلك بي )) .. يكون سحورنا عادة مقلى فطير مع الحليب (( الفطير لمن لا يعرفه هو نفس الخبز ولكن بدون خميرة خبز )) وما ألذ الحليب المخلوط بالسمن و****دة .** وأيضا هناك مقلى سلتة لمن خزن بالمساء وأيضا أشياء أخرى ثانوية كالمعكرونة أو الشوربة ** بعد السحور أهرع لشرب الماء ثم أعود لشرب كأس من القهوة ** ولا أدري لم لا نشرب الشاي !!!
أخرج برفقة والدي للمسجد الذي أجده مكتظا بالمصلين وكأنه يوم الجمعة وإن كان نصفهم نائم وأجلس لأقرأ القرآن إلى أن تقام الصلاة التي ما إن أفرغ منها حتى أهرع برفقة من هرع للنوم***
حين لا تكون هناك دراسة فسأنام للساعة الحادية عشرة والنصف كأقصى حد مسموح به وأستيقظ لأغتسل وأذهب لصلاة الظهر التي ما إن أصليها حتى أجلس مع أصدقاء الأيام الجميلة لنقرأ القفرآن وبين الفينة والأخرى نمزح ونتحدث وهذا حتما يزعج كبار السن الذين إتخذوا من المسجد بيتا لهم وبالتالي فلن أسلم من لفت نظر يصل للسيد الوالد **
قبل العصر بنصف ساعة أنطلق للبيت لأرى إن كانوا يحتاجون شيئا يتعلق بالفطور (( إذ أني لا أعرض خدماتي في غير هذه الأيام ))
بعد أن نصلي العصر أنطلق برفقة الوالد أو برفقة أصحابي في رحلة لإحدى القرى المجاورة لمدينتنا ونسميها (( الدورة )) والتي يحرص الوالد على أن يجلب يوميا (( العنصيف والذي نضعه بين اللبن ولا أعرف إسمه العربي )) وأيضا اللحوح والذي لا طعم لمائدة الإفطار بغيرة طريا يوميا ** ..
من العادات الجميلة (( أيام زمان )) أن صحن مسجدنا يمتلأ بموائد الخير التي يحرص الكثير على الإستمرار فيها تخليدا لذكرى المرحوم أبيهم الذين كان متعودا عليها ** ولكنا كنا ممنوعون من حضورها لأسباب كثيرة منها أنه من الخلل الأكل الكثير بعد الإفطار مباشرة وأيضا إحتوائها على الثوم والفجل و ** والتي لا يجوز الدخول للمجلس بها ** ولذا وقبل المغرب بنصف ساعة أجتمع وإخواني بغرفة الأكل ببيتنا ننتظر الأذان الذي هو بالنسبة لنا بمثابة الغيث ...
ما إن يؤذن حتى نبدأ باللإفطار الذين كنا نسمية (( الفطور العسكري )) فهو ليس سوى تمرات ولقيمات نتناولها من (( الحامضة _ وهي وجبة لا أعرف كيف أشرحها سوى أنني أعرف حتما أنها تحتوي على الخل )) وكأس ليمون لنطرد من البيت للحاق بصلاة المغرب ...
بالطريق إلى المسجد يكون بجيبي حتما أي شيء ** تمر أو تفاحه * أو حتى قطعة سمك وكانت عادة دائمة أنني أحب الأكل بالتهريب هههههههههههه ..
أصل لمسجد صغير كنت أصلي فيه هربا من روائح الثوم التي كانت تملأ مسجدنا الكبير وسبب آخر هو أيضا مهم .. أن هذا المسجد هو أول مسجد بالمدينة ينتهي من الصلاة ..
دقائق وأنا أنتظر بلهفة وصول أبي من المسجد لتأتي مائدة الإفطـــــــــار ((التي أشتاق لها الآن بقدر إشتياقي لكم
))
مائدة إفطارنا برمضان تحتاج الكثير لشرحها ولكني سأختصر ما أمكنني ذلك:
بالأول نبتدأ بالشفوت (( اللحوح مع اللبن وتوضع عليه أحيانا السلطات أو الرمان أو العنب )) وحتما هناك الزحاوق الحارة (( الزحاوق هي الطماط _ وطبعا لا عن طريق العصارة بل عن طريق المسحق )) * ثم ننتقل إلى فتة العسل (( السبايا )) أو البيض (( السوسي )) * أو الهريش *
أو العصيد * هذه الأربعة تتداول بإستمرار فيوم نوع وباليوم التالي نوع آخر * الرز حتما ليس وجبة رئيسية ولكنه يكون حاضرا * وخصوصا حين نأكل عليه السمك (( الذي لا نعرفه بغير رمضان إلا نادرا )) * الشربة دائما تتوسط المائدة وهي إما شربة الحليب أو الشعير والمرق * وطبعا وبسبب الغزو الثقافي والفكري تسللت لمائدتنا شربة الخضار وشربة العدس * المعكرونة لا أعرف لماذا يجب أن تتواجد يويما على مائدة رمضان فقط وببقية أشهر السنة نأكلها بالأسبوع مرة أو مرتين * وحتما كل يوم تختلف المعكرونه فيه عن الذي قبله *
نسيت أيضا أن أحدثكم عن الأقراص والتي لا أعرف كيف أصفها لكم أيضا ولكنها نوع من الخبز ولكن بطريقة مميزة نتناوله عند الإفطار مباشرة *
نتناول أيضا الكباب الذي عرفته لأول مرة وأنا بالصف الرابع ولكني لم أحفظ إسمه غير وأنا بالسادس * ولكني لم أنسى طعمه الذي عشقته من أول نظرة * وبقدر حبي للكباب أحب السنبوسة التي ولأول مرة عملتها اليوم بيدي ولكن لا أظن الناتج كان سنبوسة هههههههههههه .
أكلات كثيرة تزين مائدتنا ولكنها ليست على البال حاليا *
بختام العشاء لا بد من مقلى سلتة صنعانية تشتعل * ودوما أعمل على أن أبقي لها ببطني محل إذ لا طعم للقات بدونها *
بعد هذا كله نتناول المحلبية وأحيانا الجيلي أو الكريم كراميل * وكم من مرة كنت أتشاجر وإخوتي على المحلبية الإحتياط التي يوما تزيدها أمي من أجل ضيف يكون بكثير من الأحيان أنا *
أخرج برفقة بطني المتخمة للمسجد لأداء صلاة العشاء ولا أنسى تلك الزحمة غير الطبيعية بالسوق الذي يفصل بيتنا عن المسجد لأنه وبرمضان فقط ينتقل سوق القات لهذا السوق بعد المغرب وبالكاد أصل للمسجد * وبعد العشاء والتراويح * أمضي بقية الليل برفقة أصحابي أو مع إخواني بالبيت ** ولن أنسى تلك الجلسات الرمضانية المتميزة * فحين يحتدم النقاش يجد المزح والفكاهه طريقة للقلوب * وحين نتعب من الكلام * نتجه لكتاب رب العباد فما أروعها من أيام *
(( فاصل إعلاني حزين ))
أسير الشوق يصيح :
فياليتني أمي بقربكي جالس
أقبل كفيكي وألعن غربتي
(( عدنا ))
............ رمضان ببلاد الغربة والشوق ............
أستيقظ إما على رنين منبه هاتفي أو على وجه صديقي الذي لا يذكرني بأحد * ونتجه للسحور الغني والمتنوع دوما فيوم نتسحر بيض ويوم آخر فول وربما يمن علينا الرحمن بشربة خضار لا تمت بصلة لشربة أمي
ننطلق بعدها للصلاة في المسجد * ولن أنسى أول أيام صومي بسورية فبعد أن تسحرنا وأذن الفجر إنطلقت مسرعا للمسجد لألحق بالصلاة وحين وصلت مضت الدقيقة تلو الأخرى حتى كان ما مضى بعد الأذان نصف ساعة فقمت لأصلي بعد أن يأست من الإمام والنوم يوشك أن يغلبني * حينها فقط أقام الصلاة * بعد يوم قلت للإمام : عندنا باليمن 5 دقائق ويصلوا فهل دينكم ثاني * فضحك مني كثيرا وقدر ظروفي ..
بعد الفجر حتما أعود لأنام قليلا إلى أن يبدأ الدوام الجامعي الذي يبدأ كالعادة في السابعة والنصف صباحا وبإختصار أعود بعد المغرب (( وطبعا كم أكره الخروج من البيت برمضان فهو يعد بسورية من مفطرات الصوم ))
حين أعود نتساعد على صنع طعام الإفطار والذي هو أيضا فيه من التنوع الكثير
فنحن نتناول الشفوت والشوربة والرز مع الدجاج وفي اليوم التالي نستبدل الدجاج باللحم ** أيضا نأتي بأكل جاهز من السوق (( محاشي ومشاوي حلبية )) ولا ننسى الفلافل اللذيذة عند الإفطار
لحد اليوم سجلت نفسي ضيفا عند 7 من الأشقاء السوريين وأيضا عند بعض الشباب اليمنيين الذين يذكرني أكلهم بأكل الوالدة فتح الله عليها وأطال بعمرها ..
بعد المغرب نصلي العشاء والتراويح ونعود لندرس ونتسامر إلى أن ننام وهكذا
أثقلت عليكم كثيرا ولكنها كلمات تسيل ..
خاص للشباب : تصدقوا الشهر الوحيد الذي أتمنى فيه لو أني متزوج هو شهر رمضان **.
وأيضا نصيحة للجميع نسيت أن آتي بها بالبداية : أنصح بعدم قراءة موضوعي قبل الإفطار **..
وللجميع مني خالص المحبة
Bookmarks