كثيراً ما نلتقي أشخاصاً تنفر منهم منذ الوهلة الاولى ، فيما تنجذب الى اشخاص اخرين بمجرد النظر اليهم او الاستماع الى احاديثهم او حتى قراءة كتاباتهم، وكأنهم يمتلكون قدرة مغناطيسة لا يمكن الابتعاد عنها!..
اما النوع الاخر من الاشخاص الذين قد لا يمتلكون أي من الصفات الجمالية ولا الفكرية إلا انهم يتميزون بما يسموه الجاذبية او بمصطلح اعلامي ( الكاريزما) كما نسمعه على شاشات التلفاز..
وكمثال على الاشخاص المشاهير ذو الكاريزما مثل : جمال عبدالناصر، جون كينيدي، انديرا غاندي، د ابراهيم الفقيه، رفيق الحريري .. الخ
والكاريزما ترجع اصولها الى اللغة اليونانية القديمة وقد عرّفتها المعاجم اللغوية بـالموهبة الالهية .. وهي تعتمد على القناعة الشخصية من الداخل بأنك شخص موهوب حقاً .. ولكنها بصراحه تعتمد على تحقيق الشخص لاهدافه بوسائل لطيفة، وذلك بدفع الاخرين لا تباعك ليس بوسائل الضغط ولكن عن طرق القوة الجاذبية كأن يقنعك زعيم ما او شخصية مشهورة تمتلك هذه الكاريزما باكاذيب واوهام على الرغم من معرفتك بحقائقها ..
اما اذا كنت ممن يريدون السعي الى الحصول على تلك الكاريزما فإما أن تحاول ابراز تلك الموهبة أو ان تتعلمها لتكتسبها جيداً فيجب عليك اولاً ان ترى نفسك مستقلاً ومؤكداً على قدراتك وعلى التحكم في انفعالاتك فتلك الصفة تلعب دوراً اساسياً في جذب الاخرين وصولاً الى المريدين والمؤيدين بالنسبة الى الزعماء خاصة حيث تختلط العاطفة بالعقل في معظم مواقف التأييد لاي امر يطرحه الزعيم او القائد مما يجعل الحشود الملتهية بتلك بشخصية الكاريزمية الاستسلام حتى لوكان ما يطرحه ذلك الزعيم يجلب لهم البؤس والشقاء ..
ومن هنا تكمن خطورة مثل تلك الشخصية الكاريزمية في حالة لم تكن واعية وصادقة ونقية من الداخل والخارج فهي تستعمل كل الاساليب للاقتناص وتجييرها الى مصالحها الشخصية.
اخواني اعتقد اننا في هذا العصر لسنا بحاجة الى اشخاص يتمتعون بالجاذبية، لكونهم احياناً يكونون جاهلون وانانيون وسوف يقودون مجتمعهم الى مصير مجهول .. بل ما نحتاج اليه فعلاً هو افراد مخلصين لاوطانهم فكرياً وعلمياً لسيروا بنا الى دفة الامان .. ولا بأس ان اتبعوا دورات تدريبية لاكتساب الكاريزما المطلوبة ..
Bookmarks