كلاكيت ثاني دورة: فيصل بن شملان
مثلت قضية اصرار الرئيس علي عبدالله صالح على عدم الترشح هاجس شغل الرأي العام اليمني والعربي لعدة ايام، وعشت لحظات مشاهدة وتأمل ومتابعة لما يجري لمعرفة ما ستؤول الية الامور بالرغم من قناعتي بأن الرئيس علي عبدالله صالح لازال رجل المرحلة بسبب عوامل عديدة لا داعي لاستعراضها هنا. الا ان الهاجس الذي ظل يشغل بالي هو المرشح الذي سيختارة مجلس تنسيق احزاب المعارضة لمنافسة الاخ الرئيس في حال تراجعة عن قرارة او منافسة مرشح المؤتمر في حال تمسك الرئيس بقرارة.
قال بعض السياسيين والكتاب في احزاب المعارضة ان ما يجرى فصول مسرحية تم اعدادها واخراجها من قبل الحزب الحاكم وانهم غير معنيين بها وانهم سيخوضون معركة الانتخابات القادمة ضد مرشح المؤتمر بمرشح موحد للمشترك.
لم يخطر على بال هؤلاء اطلاقاً ان مجلسهم و احزابهم ومرشحهم فصل ثاني من فصول نفس المسرحية الفارق الوحيد فيها عن المسرحيات العربية ان الخطوط العريضة لفصولها رسمت منذ عدة سنوات. وعلى طريقة كلاكيت اول دورة: نجيب قحطان كان كلاكيت ثاني دورة: فيصل بن شملان، الا ان هذه المسرحية تتميز بخاصة هوليودية مستوحاه من المسلسلات التلفزيونية حيث تتحدد وقائع مشاهدها اليومية وتكتب اثناء فترة التصوير مابين الحلقات ولا يدري الممثليين خاتمة المسلسل الا بنهاية تصوير اخر حلقاته حتى البطل الرئيسي لا يعلم بشيئ مثلة مثل بقية الجمهور، الا في حالة واحدة عندما يكون البطل هو المنتج والمخرج بحيث يفرض اراءه على ا لمؤلفين وكتاب السيناريو.
عندما اعلنت احزاب المشترك تسمية السيد فيصل بن شملان كمرشح للمشترك لمنافسة السيد الرئيس في الانتخابات القادمة وانا ادرس واحلل وافكر لايجاد مبررات هذة الاختيار واسبابه وعواملة قد يتضح من الوهلة الاولى ان دوافع اختيار شخص ينتمي للمحافظات الجنوبية محافظة حضرموت تحديداً ان مجلس تنسيق المعارضة اختار شخصية جنوبية تمثلاً لروح المساواة بين المواطنين في ابهى صورها ولا فرق عندهم بين ابناء الشمال والجنوب. الا انني بعد التأمل والتفكير لم اجد الا شيئ واحد يتمثل في رائحة المؤامرة واسباب الخيانة في كل ما في هذا القرار من خلال دلالات ومعاني الرسائل الموجة ضمنيا بهذا الاختيار واهمها:
• لو لم يتراجع الرئيس عن قرار الترشيح هل كانت احزاب المشترك سترشح فيصل بن شملان؟ أجيبواااااااا ؟!!!! هل سيقبل حمران العيون في هذه الاحزاب شخصية جنوبية يجمعون على ترشيحها ان كانت هناك ساحة منافسة حقيقية وديمقراطية؟؟؟؟ أجيبوااااااا!!!!! الم يكن الاحرى بمرشح المعارضة ان يكون رئيس احد الاحزاب او امينها العام؟!!! بالله عليكم لا يوجد في اخواننا في الاصلاح او رفاقنا في الاشتراكي او الناصري او سادتنا في الحق مرشح ينافس الاخ الرئيس سواء فيصل بن شملان. لقد اعتراف السيد بن شملان في المؤتمر الصحفي ان في احزاب المشترك قيادات وشخصيات خير منه!!!! اذاً الم يسأل نفسه لماذا رشحوه؟!!!
ان اختيار شخصية جنوبية يهدف الى صبغ الانتخابات القادمة بشرعية المشاركة المتساوية لابناء اليمن شمالاً وجنوباً وفيها اسقاط لدعاوي التفرقة والتمييز او الاستبعاد السياسي التي قد تثير قلقاً وهاجساً داخلياً وخارجياً وكان الذي حدد المرشح لمنافسة شخص الرئيس هو الحزب الحاكم وليس احزاب المعارضة.
• شكك الكثيرين بالخلاف الحاصل بين الحزب الحاكم وبعض احزاب المعارضة لدرجة ان احد قادة الاحزاب لجأ للاعتكاف السياسي في احدى دول الجوار!!! الم يطالب البعض بثورات شعبية لتغيير الوضع!!!! بصورة اظهرت للرئيس ومن حولة ان من قد يفكر منافستة او منازعتة للسلطة شخصيات من هذة الاتجاهات!!! فلماذا بين عشية وضحاها تسكت هذه الاصوات الرنانة والحزبية؟! وتستبدل بصوت جنوبي حضرمي مستقل (لا ينتمي لأي حزب) ليكون امام الرئيس نداً بند او ليصور امام الرئيس انة الخصم في المعركة القادمة!!! ايريدون ان يثبتوا لنا انهم يتنازلون بمنصب الرئاسة (لجنوبي) ليكون القائد الاعلى للقوات المسلحة في الوقت الذي لم يتحملوهم جنوداً وسكتوا على ارسال نص الجيش الى البيوت بحجة التقاعد ما عدا صحف الاشتراكي.
ان الاخوة الاعداء اتفقوا على وضع الخلافات جانباً بما فيهم بعض الرموز القوية في المشترك التي غلبت عصبيتهم القبلية والمناطقية انتمائتهم الحزبية وان اختيار جنوبي لينافس الرئيس سيبعد ايضاً شبح مقاطعة الانتخابات القادمة بحيث ان المحافظات الجنوبية ستشارك بكل قواها وهو امراً مطلوب. ولو كانت لدى الحزب الحاكم او المشترك شفافية ورغبة بديمقراطية حقيقية لشجعوا شخصية من بكيل او حاشد او من محافظة تعز مثلاً اكبر المحافظات سكاناً وعلماً وهي المحافظة التي يتوزع ابناءها في قيادة معظم المناصب الحزبية في كل الاحزاب.
• ومن هنا يبرز سؤال مهم: ان كانت احزاب المشترك جادة في انجاح مرشحها بن شملان فلماذا لا تدفع بشخصيات مستقلة اخرى من بكيل او حاشد او مذحج لتشتيت الاصوات عن الحزب الحاكم؟!!!!!! وهي تملك نسبة التزكية اللازمة من اعضاء البرلمان لدعم مرشحين اخرين؟!!!!!!!
• ومن جهة الحزب الحاكم لربما لاحظ المتابعون لوقائع المؤتمر العام للمؤتمر الشعبي ان كاميرات التصوير تجاهلت اظهار صورة نائب الرئيس عن المشهد في اغلب الاحيان!!!! تأكيد على انهم في القاعة لتحديد اسم الرئيس وليس نائب الرئيس!!!!!! فأن كان علي عبدالله صالح قال في صنعاء الوحدة او الموت ويستحق تكريم وتقديس شعبي، وتجديد ترشحه للبقاء على كرسي الحكم الم يكن عبدربة منصور هادي هو الجسد الذي تحدى وواجه الموت على جنبات العند وابواب عدن ليخلد الكلمات التي قالها الرئيس في صنعاء ويجبر الانفصاليين على الاستسلام او الفرار.
الا يعتقد المستشاريين السياسيين ان استخدام سياسة الاحتواء المزدوج في التعامل مع ابناء الجنوب من اعضاء المؤتمر الشعبي العام يضر الوحدة و تماسك المؤتمر ويدفع ابناء الجنوب لاتخاذ مواقف متطرفة كما فعل الحسني!!!!
حقيقة المشهد الماثل امامي ان بن شملان في هذه المسرحية ما هو الا مجرد ممثل كمبارس يجمل ادوار الاخرين على الخشبة وعندما يسدل الستار عند انتهاء المسرحية يصفق الجمهور طويلاً للبطل اما هو فلن ينال الا القليل من الاصوات (عفواً التصفيق) حتى احزاب المعارضة ستصوت للبطل (عفواً ستصفق) للبطل.
Bookmarks