عدن نيوز - خاص 5-6-2006

أقولها لــــكم أعلنوها صراحــــــــــــــة



د.فاروق حمــزه

كان بودي أن أوجه خطابا مفتوحاً للمجتمع الدولي مطالباً إياه
بتحمل مسئوليته الإنسانية والأخلاقية تجاه شعب ودولة الجنوب والرازحة تحت نير
الاٍحتلال الاٍستيطاني من قبل عسكر نظام صنعاء ... لكنني في الحقيقة أجلت
موضوع هكــــــــــــــذا على المستوى العلني كوني في البداية أريد معرفة
حقيقية لكل من هم ينتمون لشعب دولة الجنوب حكاماً سابقون أم ممن يبد أنهم
يستخدمون شماعة للتستر على نمط الاٍحتلال والتوهم بهم ومن خلالهم إعطاء
الصبغة الشبة وهمية لمشروعية الاٍحتلال. وفي الواقع والذي لا نريد البث به
هو ربما عودتنا للوراء بعض الشئ للوقوف في هذا الجانب والذي ربما نلخصه
ونختصره أيضاً فقط في مثال واحد وهو عندما يخبرونك من قسم أي مركز شرطة
ويبلغونك بأن إبنك محتجز لديهم كونه أرتكب جنحة معينة لسبب ما، ففي هذه
الحالة أول ما ينبغي عمله هو إبذال قصارى الجهد في التخلص من عملية إحتجاز
الولد وبعدئذٍ معه في البيت تتفق معه في أسلوب التربية المراد بها تصحيح
إعوجاجه.
ونحن هنا وبهذا نخاطب أولاً الزعامات الجنوبية ممن هم محسوبين
على شعب الجنوب وخاصة ممن حكموه وبأي نمط كان أو ممن أشتركوا في مماحكات
الصراع على السلطة في الزمن الأغبر وبالرغم من إدراكنا لتلك الأخطاء الجسيمة
والتي كانت مسببة بفعل فاعل مراده ما وصلنا إليه حالياً، نقول لجميع هؤلاء
أننا نحن معشر الجنوبيين نقول لكم صراحة العبارة أولاً أخرجوا الولد من
الاٍحتجاز حتى يتسنى لنا مستقبلاً الاٍتفاق في تجاوز كل الاٍعوجاجات والتي
أصلاً قد بدأتها التجمهرات الشعبية التلقائية والعفوية.
إخوتي الأحباء وأولاً ومن ثم أولاً بحكم مسئوليتكم الأخلاقية
والتاريخية تجاه شعبكم في الجنوب ممن حكمتموه ولم تلحّقوا بعد في لمه
وإثرائه، فهو حالياً يناشدكم بإسم أنين الرجال والدوس في كرامة النساء وقتل
الأطفال، ويطالبكم بالخروج من جحوركم مثل الفأرة المذعورة والاٍلتحاق بركب
المطالبات بالحرية والكرامة لشعبكم في الجنوب والذي كان ولازال وسيظل يعتبركم
جزءاً منه، لأنه سينظر لموقفكم هذا المتوافق والمتوائم لمطالب شعبكم سيكون هو
المحك والمقياس العملي والفعلي في تعريفكم الحالي واللاحق من قبل شعبكم
العظيم هذا الذي نجده اليوم يئن من شدة وجعه.
فبعــــــــــد اليوم يا إخوتنا اوقفوا الغزل في قضايا شعبكم، لا
تجعلوا موقفكم بالفكر القومي العربي أن يكون سببا في ذرف الدمع بعيون شعبكم
وتشقق وشه الذي يمنعه من تقمص البسمة إن أراد بها شعبكم أن يتناسى ولو لبرهة
واحدة أوجاعه، احتدوا ولو لموقف واحد فقط بقائد فكركم هذا القائد الرمز جمال
عبدالناصر عندما رجح فكره الوطني عن فكره القومي لسبب واحد فقط "حباً في
مصر"، نعم حباً في مصر وتراب مصر، فعندما رأى الدبابات الإسرائيلية تتقدم
تجاه القاهرة وهي قد أجتازت سيناء وتتجمع في شرق السويس فقد كفر عبدالناصر
بالعرب والعروبة وألغى ماكان يقوله بأننا سنضحي في كل شبر شهيد وإذا إسرائيل
أحتلت أي قطر عربي سننتقل وسنقاتل من القطر الآخر، ولكن عبدالناصر قبل بمبدأ
وقف إطلاق النار حباً في مصر ورمى بالفكر القومي العربي عرض الحائط ... وكان
عبد الناصر واقعياً في ذلك ووطنياً مصرياً ونقول لكم نحن ما الذي غير فكر هذا
القائد القومي العملاق ألم يكن رؤيته للجندي الإسرائيلي على تراب مصر، فلماذا
أنتم يا إخوتي تقبلون بالجندي الشمالي جندي الجمهورية العربية اليمنية على
تراب الجنوب؟؟؟!!! فماهو الفرق بين هذا وذاك؟؟؟!!! وكلهم يؤدون مهمة إحتلالية
واحدة، رغم أن هذا الآخر يحتل ويستوطن ويتحول إلى متنفد في بلادنا وربما في
بعض الشئ يعلن عن نفسه كمستثمر وهمي ينهب ويسلب بالمساحات وبالعيار الثقيل.
وفي الأخير ورغم أننا سنواصل بهذا المضمار، وسنوضح لشعبنا المغلوب على أمره
الكثير والكثير في قواعد اللعبة الجارية والمخربين المختفين، ومحركوا خيوطها.
وإنما يبدو أننا نريد أن نختتم هذه الحلقة بمقولة للقائد العربي الكبير جمال
عبدالناصر حينما قال :" طعنة العدو في الجسد ولكن طعنة الصديق بالقلب"
فأين أنتم يا من حكمتم الجنوب وما هو السبب في صمتكم هذا
الرهيب؟؟؟!!!أم أنكم لازلتم محتفلون بعيد وهمي يسود ظلامه في الجنوب، وينزف
به شعب الجنوب ... فرجائي ثم رجائي ومن جديد أقولها لكم بإسم أنين الرجال
والدوس في كرامة النساء وقتل الأطفال ... أقولها لكم أعلنوها
صراحــــــــــــــة.
وختاماً وليس بأخر أهدي بعض من مقاطع لشعر الشاعر العراقي الكبير
سليم إبن دريد:

حتى متى لا نرى عدلاً نسر به ولا نرى لأهل الحق
أعـوانَ
مستمسكين بحق قائمين بـــــه إذا تلون أهل الجور ألــوان
يا للرجال لداء لا دواء لـــــــه
وقائد ذي عمى يقتاد عميانَ

صنعاء في يونيو 5 ، 2006م
dr.farook@yemen.net.ye