تأملات في سفر الخوارج !!

عبد الجبار سعد
--------------------------------
> قال صلى الله عليه وسلم : (.. تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ..)
(ما نفهمه من معناه)
الرميّة على وزن سبيّة أي مسبيّة هي الهدف المرمي فهي مرميّة ، كالغزال مثلاً فإذا انطلق السهم إلى الهدف فأصابه وسكن فيه يقال سكن السهم في الرميّة وإذا دخل السهم في الهدف وخرج منه ولم يسكن يقال مرق السهم من الرميّة.
الحديث عن الخوارج يشبههم بالسهم ويشبه الإسلام بالهدف فهم ينطلقون إليه بقوة ثم بنفس القوة يخرجون منه.. تتمثل قوة الانطلاق إليه بكثرة الصلاة والصوم الذي يراه المؤمن الحق ظاهرا عليهم فيحتقر إلى جانبه صومه وصلاته وهم يقرؤون القرآن ولكن هذه القراءة لا تجاوز تراقيهم ، والترقوة هي عند منتهى الصدر من أعلى وعند منتهى الحلق من أسفل فقراءتهم لا تتجاوز هذه الحدود إلى أسفل بحيث تغير بواطنهم ولا تجاوزها إلى أعلى بحيث تغير العوالم من حولهم..
>>>
«برصيصاً» عابد في صومعته جاء إليه إبليس في صورة شيخ وجلس معه أياما ثم غادره بعد أن أبدى له ارتياحه من حاله وعبادته وانه قد استفاد من الأيام التي قضاها معه.
ثم أعطاه رقية قال له أنها تفيد في إخراج الجن ممن تلبس به من الإنس " دخل إبليس في إحدى نساء الحي المجاور لصومعة "برصيصا" وتخبّطها فذهبوا بها إلى برصيصا وتركوها لديه فذكر برصيصا الرقية فتلاها فخرج إبليس ثم أوقع بين الفتاة وبين "برصيصا" فوقع عليها فحملت فوسوس له إبليس أن يقتلها ويقول لأهلها ماتت ففعل ثم ذهب إلى أهل الفتاة وألقى في روعهم منامات متشابهة بما فعله "برصيصاً" فقص كل منهم لصاحبه ما رأى فتوافقت رؤاهم فذهبوا فوجدوا الفتاة مقتولة وحاملة فعادوا وحملوه إلى حبل المشنقة فجاء " إبليس "ووقف قبالة " برصيصا " وأخبره انه وراء كل ما حدث فقال له "برصيصاً " وما تريد مني الآن ؟ قال له" إبليس " إذا شئت أن أخلصك مما أنت فيه فاسجد لي سجدة واحدة.. وأخلصك من كل هذا فسجد " برصيصاً " لإبليس فالتف حبل المشنقة على عنقه حال سجوده ومات على الشرك. فقال إبليس إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين .. فذلك قول الله تعالى في سورة الحشرنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ* فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ) "سورة الحشر"
>>>
ظل الخوارج يسيحون في أرض الخلافة الإسلامية أيام سيدنا الإمام علي عليه السلام ويحرضون عليه الناس ويكفرونه ويسبونه قالوا له هل تمنعنا عطاءنا من بيت مال المسلمين ونحن نكفرك ونسبك ونحرض الناس عليك قال لا قالوا له فهل تمنعنا مساجد الله قال لهم لا .. قالوا له فهل تقاتلنا ونحن نفعل ذلك كله قال لا إلا أن تصيبوا دما حراما أومالا حراما ..
>>>
مر بعض الخوارج على نخيل لذمي فرأوا رطباً قد تساقط على الأرض فأكلوا منه ثم علموا انه لذمي فقالوا لقد خفرنا ذمة الله ورسوله وعادوا يرضون الذمي فيما أكلوه ( حلالاً )... ثم جاؤا إلى واحد من أولاد الصحابة فسألوه عن قوله في التحكيم فأجابهم أنه سمع أباه يحدث عن رسول الله صلي الله وعلية وسلم "انه ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي" .. فقتلوه وقتلوا زوجته وبقروا بطنها وكانت حاملا فقتلوا الجنين وغنموا ما كان معهما (حراماً).
>>>
وهنا بدأ الامام علي عليه السلام وأصحابه في قتالهم بعد أن استحلوا الدم الحرام والمال الحرام للمسلمين وكانت له الغلبة عليهم ..