من يقف خلف المؤامرة؟

بقلم / د.علي مطهر العثربي
--------------------------------
إن الإصرار على قلب الحقائق وتشويه جوهرها دليل على الإفلاس والانهيار الأخلاقي والسقوط المهني وعدم المصداقية والموضوعية والخروج الفاضح عن الصواب, وهذا ماشهدته بعض الفضائيات العربية التي جعلت من نفسها عدواً لليمن والوطن العربي وتحولت من ناقل للأحداث إلى فاعل لها, وانحرفت من مهنيتها الإعلامية إلى احتراف الزيف والكذب وقلب الحقائق والتحريض الصارخ والمكشوف الذي لم يعد خافياً على أحد على الإطلاق.
إن المهنية الإعلامية لها آدابها وأخلاقياتها التي تمنع الإعلامي من الانحراف في أدائه للرسالة الإعلامية, واحترام هذه الآداب والأخلاقيات لازمة من لوازم المهنة, وأي انتهاك لشرف المهنة يعرض المنتهك للمساءلة التي تؤدي إلى إقصائه عن ممارسة المهنية, وتخرجه إلى ساحة القضاء كونه انتهك شرف المهنة وتجاوز حدودها, فما بالك عندما تتحول تلك الوسيلة إلى أداة عدوانية تعتدي على الشعوب وتدبر المكائد وتصنع المؤامرات بهدف القضاء على وحدة الكيان العربي ومحو آثاره خدمة للعدو الصهيوني.
إن أحداث الفوضى التي شهدها الوطن العربي قد كشفت حجم المؤامرة التي دبرت ضد الأمة العربية والإسلامية, وأدرك الكثيرون أن الهدف من هذه المؤامرة هو منع قيام الوحدة العربية بعدما شهدت الساحة العربية تحركات إيجابية في اتجاه الوصول إلى تحقيق الأهداف القومية العربية, وأن الأمة قد بدأت تنفض غبار الذل والانكسار الذي فُرض عليها في المراحل السابقة, بعد أن بدأت القمم العربية تتخذ قرارات عربية لها وزنها في العلاقات الدولية خصوصاً فيما يخص الشعب العربي الفلسطيني الذي ينبغي أن تقام دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس العربية.
إن الغريب الذي لم يستطع فهمه المواطن العربي أن التآمر على وحدة الأمة ومحاولة تمزيق شملها يأتي عبر أيادٍ عربية كانت تدعي أنها مع القضية الفلسطينية, فجأة تنقلب الموازين ليرى المواطن العربي أن تلك الأيادي تسعى لتنفيذ المخطط الصهيوني الذي عرفه المواطن وأعد نفسه لمواجهته, والواقع أن هذه الحالة تحتاج إلى المزيد من البحث في خلفية هذا التآمر وماالمقصود به ومن الذي يقف خلفه وماهي أسبابه ومسبباته لتكون الأجيال القادمة على علم ومعرفة بما جرى, وهذا دون شك ماستكشف عنه الفترة القادمة ليزول الاستغراب, ويعرف المواطن العربي عدوه من صديقه, وليدرك الجميع أن الوحدة العربية قدر ومصير لايمكن أن يكون لهذه الأمة كرامة ومجد إلا بتحقيق هذا الهدف العظيم بإذن الله.