الألفاظ الشركية
مثل قول بعض الناس -وهي منتشرة- ما شاء الله وشئت، بل ما شاء الله وحده.
وقول بعضهم: الله والنبي، وهذا شرك بالواحد الأحد، بل الله وحده، فالنبي عبد الله عز وجل فكيف تقرنه بالله.
أيضاً من الملاحظات أنني رأيت في بعض المجالس يكتبون اسم الجلالة في الميمنة (الله) وفي الميسرة (محمد) وهذا لا يجوز نبه كثير من العلماء على هذا، اللوحات التي يكتب فيها الله ومحمد لا تجوز، فإن الله إله، ومحمد بشر وعبد خلقه الله، فحتى الموازاة في الاسم لا تجوز، الله وحده لا إله إلا الله!
ومنها ما يقوله بعض الناس: الله والنبي محييك. وهذا خطأ وشرك.
ولا يجوز قولهم: لولا الله وفلان، إنما يجوز لولا الله ثم فلان، أما وفلان فهذه من الألفاظ الشركية المخالفة لما أتى به عليه الصلاة والسلام.
دعاء غير الله
من الكلمات التي قد تفشو في بعض الأماكن دعاء فاطمة : قد يمرض بعض المرضى في عينه، " فيقول: يا فاطمة بنت النبي ! أزيلي هذا الذي بي" أو غيره من الكلمات، وقد ذكر ذلك بعض العلماء الذين كتبوا رسائل في أحوال بعض المناطق، ومنهم من يقول: يا فاطمة يا فاطمة ! وبعضهم ينادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد يا محمد، حتى إن بعضهم خرج بثور يبيعه في السوق، فكاد الثور يتلف من مكان مرتفع، فيقول: يا محمد يا محمد! قال أخوه: خل الثور تتلف والله إن محمداً يحب المرقة! عليه الصلاة والسلام. فينادي الرسول عليه الصلاة والسلام ولا ينادي الواحد الأحد سبحانه، ومحمد صلى الله عليه وسلم ميت لا يملك ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً، وهو ينادي رسولاً ويترك الواحد الأحد: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ [الشعراء:218-219].
ومنهم من يتشاءم بالأرقام، فإن بعضهم يأتي إلى سبعة يقول: ستة وهو يكيل فيقفز السبعة يقول: موفي ثمانية! فمن فعل ذلك فقد اعتقد في الأرقام وقد أشرك في هذه الأمور، واعتقد أن غير الله يضر، مع أنه لا يضر ولا ينفع إلا الله عز وجل، فلا بد للإنسان أن يقول هذا الرقم معتقداً أنه رقم، لا أنه يدعو الجن ولا أنه يناديهم، فهم لا يضرون ولا ينفعون.
الاستغاثة بالجنومن الألفاظ الشركية دعوة الجن، فيقول -ونسأل الله عز وجل أن يعافينا- خذوا فلاناً ودمروه وطيروا به... وهكذا، فهذه ألفاظ شركية، ومن اعتقدها فقد أشرك، ومن لم يعتقد أنهم يضرون أو ينفعون وقالها لفظاً أذنب ذنباً عظيماً، ولقي الله بعمله.
الحلف بغير الله عز وجل
ومنها الحلف بالطلاق وهو منتشر وفاش، يحلفون بالطلاق ولا يحلفون بالله عز وجل، وهذا شرك، وتجد بعضهم يعظم هذا اللفظ أكبر من تعظيمه (والله وتالله وبالله) فتجد بعضهم لا يعزم لك ولا تصدقه أو لا يصدقه الآخر حتى يحلف بالطلاق، وبعضهم إذا حلفت له وأقسمت عليه أن يأتيك أو يزورك لا يوافق، فإذا طلقت وافق، فجعل الطلاق أعظم من اليمين، وهذه من الألفاظ الشركية عند أهل العلم، ولا يجوز الحلف بالطلاق، ومن حلف بالطلاق، فعليه أن يتوب ويستغفر ويكفر كفارة يمين، فإن كفارة الطلاق إذا كان يميناً أو بمعنى اليمين كفارة يمين إطعام عشرة مساكين أو ما ورد في الآية. ومقصودي من هذا أن كثيراً من الناس يعظمون القسم بغير الله أعظم من تعظيمهم للقسم بالله، وبعضهم بالحرام ونسأل الله العافية، وبعضهم يقول: وحياتي وشرفي ونجاحي والنبي والكعبة، وكلها ألفاظ شركية ما أنزل الله بها من سلطان، والواجب على طلبة العلم إذا سمعوا رجلاً يقول هذا أن ينبهوه في الحال، ومنهم من يقسم بالأمانة، وهذا من الشرك أيضاً، ومنهم من يظاهر بقصد اليمين، وهذا له حكمه لكن أحذر إخواني من استخدام الحرام والطلاق وأن يبقوا على الأيمان الشرعية في وقت الحاجة،
يقول الشافعي : ما حلفت بالله صادقاً ولا كاذباً. وذلك لتوقيره لله عز وجل وحدوده ولتأدبه مع ربه لم يحلف بالله صادقاً ولا كاذباً.
( اجتناب الألفاظ الشركية ) جزء من محاضرة : ( اعرف دينك ) للشيخ : ( عائض القرني )
Bookmarks