بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثالث ~
ظهور البدع في حياة المسلمين:
وتحته مسألتان:
المسـألـة الأولى: وقت ظهور البدع:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: واعلم أن عـامة البدع المتعلـقة بالعلوم والعبادات إنما وقعت في الأمـة في أواخر الخلفاء الراشدين كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنّـة الخلفاء الراشدين المهدين) .. رواه أبو داوود والترمذي[/u].
هـذه البدع ظهرت في القرن الثاني والصحابـة -رضي الله عنهم- موجودون وقد أنكروا على أهلها، ثم ظهرت بدعـة الإعتزال وحدثت الفتن بين المسلمين وظهر اختلاف الآراء والميل إلى البدع والأهواء، وبدعـة البناء على القبور بعد القرون المفضلة، وهكذا كلما تأخر الوقـت زادت البدع وتنوعت. "مجموع الفتاوى (10/354)"
المسـألـة الثـانية: مكان ظهور البـدع:
تختلف البلدان الإسلاميـة في ظهور البدع فيها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ' فإن الأمصار الكبار التي سكنها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخرج منها العلم والإيمان خمسـة: الحرمـان والعراقـان، والشام منها خرج القرآن والحديث الفقـه والعبـادة، وما يتبع ذلك من أمور الإسلام، وخرج من هذه الأمصار بدع أصوليـة غير المدينـة النبويـة، [ء وانتشر بعد ذلك في غيرها، والبصرة خرج منها القـدر والإعتزال والنسك الفاسد ، وانتشر بعد ذلك في غيرها، والشام كان بها النصب والقدر، وأما التجهم فإنما ظهر في ناحية خرسان وهو شرع البـدع، وكان ظهور البدع بحسب البـعد عن الـدار النبويـة، فلمـا حدثت الفرقـة بعد نقتل عثمان -رضي الله عنه- وأما المدينـة النبويـة فكانت سليمـة من ظهور هذه البدع، وإن كان بها من مضمر لذلك، فكان عندهم مهانًا مذمومًا، وقد ثبت في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الدجال لا يدخلها، ولم يزل العلم والإيمان ظاهراً إلى زمـن أصحاب مالك وهم من أهل القـرن الرابـع '. اهـ "مجموع الفتاوى [/color]
فأما العصور الثلاثـة المفضلـة فلم يكن فيها بالمدينـة النبويـة بدعـة ظاهرة البتـة ولا خرج منها بـدعـة في أصول الدين البتـة كما خرج من سائـر الأمصار.
إستفساراتكم و أسئلتكم سيجيب عليها أحد الشيوخ الأفاضل يوميّ الثلاثاء و الأربعاء
ترقبوا الدرس القادم ~
Bookmarks