شعب عظيم!!

--------------
برهن الشعب اليمني في كل المواقف أنه شعب أصيل وعظيم وحضاري، وأنه يحمل في جوانحه حباً جارفاً لوطنه ومبادئ ثورته ووحدته الوطنية، وأنه أيضاً يعتز أيما اعتزاز بهويته وانتمائه الوطني، لكونه تربى على هذه القيم والمعاني النبيلة، ولا نحتاج للتدليل على هذه الصفات، خاصة وأننا من عشنا مشاهدها على طبيعتها في ذلك التفاعل الذي عبر عنه أبناء هذا الشعب وهم يستقبلون أشقاءهم من دول مجلس التعاون الخليجي والعراق المشاركين في بطولة خليجي 20 التي تستضيفها محافظتا عدن وأبين، حيث شكل الحضور الجماهيري من محافظات عدن وأبين ولحج وكل محافظات الوطن في منافسات هذه البطولة زخماً جميلاً جعل من هذا الحضور فاكهة البطولة، بل إنه فاجأ كل الأشقاء وأكسب هذا الحدث الرياضي ألقاً جديداً وتميزاً إيجابياً أخرس كل الألسنة وأبواق الأكاذيب والزيف والخداع، التي ظلت تثير كثيراً من الغبار حول استعداد اليمن وجاهزيته وقدرته على استضافة بطولة خليجي 20، ليوجه هذا الشعب بذلك الموقف صفعة مؤلمة إلى أولئك الناعقين بالزيف والخداع والدجل الذين كانوا يراهنون على فشل اليمن في تنظيم واستضافة هذه الدورة الرياضية الهامة.
وكما انكشف أمر أولئك الموتورين والفاشلين، وتعرت حقيقتهم ومزاعمهم أمام كل الأشقاء والأصدقاء على حد سواء، فقد برزت عظمة هذا الشعب ومعدنه الأصيل، وما يختزنه من دلالات الولاء لوطنه وما يتصف به من إرادة وعزيمة في كل المنعطفات والتحديات، تجعله دوماً لا يقبل بالخضوع لعوامل الابتزاز أو الرضوخ لأساليب التضليل والحروب الإعلامية التي طالما تعرض للكثير منها قبل هذه البطولة التي سعى البعض بكل خسة ودناءة إلى حرمان اليمن من استضافتها وحرمان أبناء محافظات عدن وأبين ولحج من المشاريع التي شيدت في إطار التحضير لها من طرق وملاعب ومنشآت رياضية وإيوائية ومرافق خدمية وبنية تحتية، بل وحرمان هذه المحافظات من العوائد الاقتصادية التي ستنعكس على أبنائها جراء تدفق الآلاف من الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي وكذا المواطنين من المحافظات اليمنية الأخرى على هذه المحافظات، وما سيوفره هذا التدفق من فرص أكان ذلك على صعيد التشغيل الفندقي أو على نطاق الخدمات الأخرى، وهو ما يبدو جلياً اليوم في تلك الحركة التي استفاد منها المئات من أصحاب المطاعم وسيارات الأجرة والمحال التجارية والحرف اليدوية ومحلات العسل وغيرهم، الأمر الذي انعكس في إيجاد الكثير من فرص العمل أمام العديد من الشباب الذين حصلوا على مصادر رزق ستعود عليهم وعلى أسرهم بالنفع والفائدة.
وبفعل هذا الموقف الوطني لأبناء الشعب اليمني، فقد انتصرت اليمن وسقطت مراهنات التضليل ومن خطط لها ودعمها أو عمل على تغذيتها، وأثبت هذا الشعب بتفاعله الكبير مع بطولة خليجي 20 أنه عظيم بروحه الوطنية وعظيم بحسه الحضاري وعظيم بوعيه، وأصيل بثقافته وفكره وانتمائه الوطني وما يختلج في قلبه من مشاعر الحب والود لأشقائه.
ومن هذا الرقي والمستوى الرفيع من التحضر، حازت الجماهير اليمنية على إعجاب وتقدير كل الأشقاء من ضيوف اليمن، وليس هناك أجمل مما قيل في عدد من الوسائل الإعلامية، وآخرها ما كتبته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية التي أشارت إلى أن الجماهير اليمنية في المدرجات وخارج المدرجات قدمت درساً جديداً ليس فقط في الكرم والترحيب بالضيوف، بل إنها تجاوزت ذلك لتعلم الجميع المعنى الحقيقي للروح الرياضية والذي ظل شعاراً ولم يجد تطبيقاته إلا في هذا البلد بجمهوره الرائع.
وبالفعل فقد كانت قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية محقة حينما راهنت على أبناء شعبها في إنجاح هذه البطولة، وحينما أكدت منذ البداية أن الجماهير اليمنية وفي المقدمة منها أبناء محافظات عدن وأبين ولحج ستكون فاكهة هذه البطولة، وعنصر نجاحها الأول، وهذا ما وجدناه في ذلك التفاعل الجماهيري، الذي منح اليمن تفوقاً كبيراً في نجاح استضافة هذه البطولة، وبما يتجاوز عشرات المرات أي نجاح كروي للمنتخب الوطني إن لم يكن هذا النجاح يساوي ألف كأس، ولم يكن لهذه البطولة أن تكون من البطولات العظيمة لولا أن وراءها شعباً عظيماً جعل همه الأول خروج خليجي 20 بأفضل وأزهى صورة .
--------------
الثورة نت