خذوا العظة من الشعب !!

------------------------
لابد أن نسجل في هذا اليوم الذي تختتم فيه بطولة خليجي 20 التي استضافتها بلادنا خلال الفترة من 22 نوفمبر إلى 5 ديسمبر الجاري بنجاح كبير وغير مسبوق، عبارات الشكر والتقدير لجماهير شعبنا اليمني، التي برهنت أنها صانعة الانتصارات والتحولات والإنجازات والمواقف المشرفة والعظيمة، حيث أثبتت هذه الجماهير أنها في مستوى الرهان والتحدي الذي خاضته اليمن، وهي تعلن استضافتها لهذه البطولة الرياضية الهامة، وسط حملة محمومة من المؤثرات الصوتية والزعيق الإعلامي للأصوات النشاز، وعناصر الحقد الموتورة والمأزومة التي عمدت إلى التشويش وإطلاق الأكاذيب بغية إفشال استضافة اليمن لهذا الحدث الرياضي الكبير.
وكما كان متوقعاً فقد هبت الجماهير ومنذ البدايات الأولى لانطلاق هذه البطولة لإخراس أصوات السوء واستقبال ضيوف اليمن بكل ترحاب وود وحب، وذلك من خلال تلك اللوحة الوطنية الرائعة التي رسمتها سواء في حفل الافتتاح البهيج، أو بوقوفها وراء المنتخب الوطني أو بتشجيعها للأداء الكروي الراقي للفرق الرياضية الشقيقة لتكون بحق فاكهة هذه البطولة وعنوان تميزها والعنصر الفاعل وراء نجاحها الكبير والفريد من نوعه.
وسيسجل التاريخ في أنصع صفحاته لأبناء اليمن أنهم أصدق الشعوب حباً لوطنهم وأخلص الشعوب وفاءً واعتزازاً بهويتهم الوطنية وأنهم يتقدمون على غيرهم بخصالهم الحضارية وروحهم المتوثبة وتمسكهم بمقاصدهم النبيلة ومشاعرهم الجياشة التي لا يستطيعون إخفاءها وهم يستقبلون شقيقاً أو صديقاً، وهي صفات شهد بها كل من تابعوا فعاليات خليجي 20 التي كان فيها الوطن اليمني هو الفائز الأول، بفضل أبنائه الذين احتشدوا من محافظات عدن ولحج وأبين والضالع وغيرها من محافظات اليمن، ليرسموا تلك اللوحة الوطنية التي جسدت تلاحم هذا الشعب وانصهاره في بوتقة واحدة، بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية والحزبية واتجاهاتهم الفكرية، ليجعلوا قاسمهم المشترك هو الوطن ولا سواه.
ومن خلال تلك اللوحة استحقت هذه الجماهير كل ذلك الحب الذي عبر عنه الأشقاء من أبناء دول الخليج والعراق في وسائل إعلامهم المختلفة واستحقت اليمن تلك الإنجازات الكبيرة التي حققتها من وراء استضافتها لبطولة خليجي 20 وهي إنجازات سياسية وتنموية واجتماعية وثقافية ومعنوية، وهذا يكفينا.
فالنجاح الذي تحقق رفع رؤوسنا جميعاً وجعل هاماتنا في السماء، وفي المقابل فإن من راهنوا على فشلنا هم من يتجرعون اليوم مرارة الخيبة والحسرة والندامة، وهم من يطأطئون رؤوسهم إلى الأرض ويبدون أقزاماً وصغاراً في نظر كل أبناء الوطن وأشقائهم وأصدقائهم الذين تعرضوا لتضليل أولئك الأقزام والمرجفين في محاولات مكشوفة للتأثير عليهم بشأن الأوضاع في اليمن، حتى انجلت الحقيقة أمامهم واكتشف الجميع أن أولئك الصغار والانتهازيين، لم يستطيعوا أن يسموا بأنفسهم العليلة إلى مستوى أبناء شعبهم، ليحكموا على أنفسهم بالسقوط في مزبلة التاريخ والاحتضار الدراماتيكي خاصة بعد أن استنفدوا كل أساليب الكذب والزيف والخداع، بل أن الجميع قد استوعب لماذا ضلت بعض القوى طريقها في كسب ثقة أبناء الشعب، ولماذا فشلت هذه القوى في التعاطي مع التطورات الإيجابية التي شهدتها الساحة اليمنية في تاريخها المعاصر، ولماذا بقيت هذه القوى في أقصى حدود الانغلاق والعزلة عن شعبها، ولماذا انجرفت هذه القوى إلى زرع الأشواك وإثارة القلاقل بدلاً من تطوير نفسها وتحقيق حضورها في الوسط الجماهيري وفقاً لما تقتضيه معطيات التجربة الديمقراطية اليمنية التي تتيح لكل القوى السياسية درجات متكافئة من المنافسة على كسب ثقة الشعب، بل لقد عرف الكثير حقيقة هذه القوى التي تلجأ إلى الطروحات المفخخة والتحالفات المشبوهة والدفاع عن الخارجين على الدستور والنظام والقانون، ولماذا بقيت هذه القوى عاجزة عن الانصياع لمفردات الحوار المنطقي والسليم والانصياع للاستحقاق الديمقراطي القادم، بل والالتزام بقواعد الديمقراطية المتحضرة.
حيث وصل الكثير إلى قناعة واحدة تؤكد بالفعل أن هذه القوى قد تعالت على الشعب فرد عليها هذا الشعب بالابتعاد عنها لتصبح معزولة عن كل ما يجري في الواقع اليمني.
وليت هذه القوى تستفيد من تلك اللوحة الجماهيرية التي رسمها أبناء شعبنا اليمني في خليجي 20، بعيداً عن العناد والإسراف في المكابرة، خاصة وأن هذه القوى قد استنفدت كل الشعارات الجوفاء التي ظلت ترفعها لتضليل وتخدير الناس وتهييجهم لتحقيق مصالحها الضيقة والأنانية، وتعرت نواياها وأهدافها، وتساقطت كل أوراق التوت التي ظلت تتستر بها.
ومن المصلحة لهذه القوى أن تتعظ من ذلك الدرس الجماهيري العظيم، الذي أفرزته فعاليات خليجي 20، وأن تستلهم من التحولات والنجاحات الشامخة التي صنعها أبناء الشعب اليمني في هذا المحفل الرياضي الهام، والذين بادلوا قيادتهم السياسية بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الوفاء بالوفاء والحب بالحب، في أبلغ صورة للتعبير عن الولاء والحب لهذا الوطن وقائده الحكيم الذي ظل على الدوام وفي كل الأحوال والظروف مسخراً كل طاقاته وجهده من أجل خدمة وطنه وشعبه .
---------------
كلمة الثورة
وما لم يتعظ هؤلاء من ذلك الدرس فمن أي درس آخر يمكن أن يتعظوا..؟!.