بمن سيصلح إذن..؟
لا أدري، هل كل أزمة جديدة أكبر من سابقتها أم أننا نقيس الأزمات بمستوى الضعف الذي يصل إليه البلد، فنراها كذلك، لأنه كل يوم أضعف، والأزمة الصغيرة في وضع متدهور، أكبر من الأزمة الكبيرة في وضع مستقر، فكيف إذا كانت كبيرة في وضع متدهور..؟!!..
ما أدريه جيدا هو أن البلد لم يعد بحاجة إلى أزمات، ولم يكن، وأنَّ على جهة ما، إيقاف هذه الهرولة نحو الهاوية..
البلد يهرول، ونحن نهرول معه.. لن يتوقف عن الهرولة، ولم يعد بمقدورنا إيقافه أو حتى إيقاف أنفسنا.. نحن نشيعه إلى مثواه ومثوانا الأخير فقط.. لا أحد ينظر إلى الخلف "لأن الوقت لا ينتظر" فما ننتظره من ملفات قادمة يفوق ما يمكن فتحه من ملفات قديمة..
لكننا لم نقدم شيئا حتى الآن، ولا أظننا سنقدم، سواء انتظرنا القادم أو التفتنا إلى القديم، لأننا لن نفعل أكثر من الالتفات والانتظار، إن نحن فعلنا، والبلد بحاجة إلى أفـعال أخرى، وربـما، إلى فاعلين آخرين..
الشعب تأقلم مع الوضع، والفاعلون، سواء كانوا سلطة أو معارضة، بقوا يقتاتون على هذا التأقلم في التنصل من المسئولية، فهناك مجال للبقاء، ولو من دون إصلاح، بالنسبة للسلطة، ومجال لتأجيل المغامرة، بالنسبة للمعارضة، ولذا كان الوضع في الجنوب مختلفا، وكان التعامل معه مختلفا أيضا..
القضية الشمالية أكبر، وبكثير، من القضية الجنوبية، لكننا أصغر منهم رفضا، لذا حظي حراكهم الشعبي بحراك سياسي موازٍ، ولم يكن لسكوتنا غير السكوت.. الحراك السياسي هنا يحركه الخوف لا الواجب..
لو حرَّكنا الواجب، لتلافينا كل شيء في وقت مبـكر، ولما وصلنا إلى هذه المرحلة من الخوف، لكننا بقينا نراهن على مدى قدرة هذا الشعب على التحمل، وأهملنا واجبنا تجـاهه..
لن يصلح الوضع بهؤلاء.. لكن بمن سيصلح..؟..
Bookmarks