الحمد لله القوي الغالب المعطي والسالب من لا يحمد سواه على المصائب
يمقت العاصي ويقرب التائب منحنا حوصض المسيله ومأرب
والسواحل عجزت القوارب واغدق علينا بالجمارك والضرائب
فكان له الحمد مفروض على النعم والحظوظ
يا شقوة المعروف لاسنه ابقو لنا ولا فروض
ابتلعو الثروة وحلو بالقروض اسمع معي وركز
عن حكاية عبد المعز م مواطن من تعز
يعول عشره ابناء ووالد معجز ومسكنه كوخ مقزز
فبحث عن وضيفه فأعجزته ونجز ادفع والا ارتكز فضل بين الهموم مغرز
فته الهم فتوت..ولته الدين لتوت فلا يجد القوت باع معوزه والكوت
حتى غدا كالهيكل المنحوت وعلى دبره خيمت العنكبوت
فهم بالانتحار هم ان يموت لكن الاقدار ساقت اليه الجار
فمنعه من الانتحار وقال له يامجنون لمن تترك البنون
قال ليقضو عليا الديون الموت حنون في بلاد الفقر هو المضمون
فقال له نار حارق تحرق كل سارق فلا تفارق الدنيا وانت غارق
بالذنوب والسوابق فليست الحل المشانق ليست الحل المشانق
بدل التحسر والكربه لما لا تفكر بالغربه فخذها نصيحه من محب لك وجار
الحل بالاسفار هكذا شائت الاقدار وكما قالت الاشعار
كلما زاد الغلا على الشعب وزادت الاسعار فحطو وفحط الى دول الجوار
فقال كيف اقضي الغرض ومن المفترض ليس معي حق فيزا عليه العوض
ولا حق المواصلات الى حرض لكن املي لن يخيب
مادامت الغربه الحل القريب غربه غربه ولو تهريب
كل باب في الوطن مسدود والقلب دود وعكابر سود
فأقسم المواطن ان لا يعود حتى وصل الى الحدود
وهنالك فلس واستطلع الطريق وتلمس
حتى اذا الليل عسعس مشا على رجليه وتكرفس
مشا مشي الجريح ومع الوحشه والريح
عبر الخط الفسيح في الليل يمشي دون ان يستريح
مشى حتى اضناه العناء واجتاز حدودنا ومشى
في البريه لا يخشى الا الله والطقوم العسكريه
وكلما دنا منه شبح ارتزع على الارض وانبطح
فوصل الى وادي ممدود فيه حيات عقارب وقرود
وشبح الخوف يسود مشى مثقلاً كأن على قدميه القيود
وبعد وقت محدود وصاحبنا يمشي في كنف المعبود
طب عليه حرس الحدود وقبل ان تدركه الغاره وتصل السياره
اللقا بنفسه الى مغاره بحثت عنه السريه وضل في المغاره مختبئاً من الدوريه
وفجئة رأى عند قدميه حيه سمها يقتل دون ديه
فقال ياربي ما هذه البليه في الحالتين انا الضحيه
تسمرت اقدامه وتكبله واذا الحيه اقبله فقال ايتها الحيه اين القبيله
اعملي معروف وقدري حالتي والضروف احترمي الضيوف
فقالت الحيه يا مهفوف ماالذي اتى بك الى هذا الوادي الحتوف
ومن اجبرك تسلك طريق غير معروف ..
فتنهد وقال هي الظروف وقله المصروف
وطني بالفقر ملفوف وبالجرع محفوف جرعه تنتف المنتوف
قالت الحيه لك صرع قلي ما الجرع؟
الجرع هو الجوع والذل اذا اجتمع الجرع هي الموت على نغم البرع
يا حيه ما الحل لعزيز قوم ذل فكان علي المرتحل يا حيه الخرق زاد بالاتساع
كيف اصبر على ولدي اذا جاع وطني غابه تحكمه قانون السباع
يا حيه ياحنون ارحمي المديون ارحمي المغبون ارحمي اطفالي ينتضرون
بكت الحيه واسبلت دمع العيون امعقول ما يكون
كيف يظلم الانسان اخاه الانسان اجزع ومن هذا الراس لك الامان وسأكون لك دليل عوان
فواصل المسير تتقدمه الحيه في الامام وواصل المسير قدام قدام مشياً على الاقدام
يمشي والحيه تقود وبعد 24 ساعه من الصمود تجاوز الحدود اشعث اغبر الخدود
قالت الحيه لقد وصلت المقصود وودعته كي تعود وفجئة طب عليه الجنود
عندما رأهم انهار وهرب محاولاً الفرار فأطلقو عليه النار وبكتفه الايمن اصابه عيار
فصاح يالطيف ارحم العبد الظعيف واللقى بنفسه تحت الكريف يضمد النزيف
ماذا جرى اهذا هراء من قال الفقر كاغر؟! ...ما افترى شغب اليمن يموت في العراء
لاليسه الاقدار بل هي سياسه الإفقار جعلته يموت خارج الوطن والدار جرحه نزف وغار
فتذكر ابناءة الصغار فألتفت نحو اليمن واستدار وصاح بأعجوبه يا بلادي المنكوبه
يابلادي المنهوبه انا ضحة الافقار ثم سقط بغيبوبه .
فرأته الحيه الحكيمه حالته اليمه فصاحت الحيه فوق رأسه وافقيراه ..وافقيراة
فنادها منادس ماهو بالفقير في مأرب مصافي وفي المسيله مائه بير وغازه للتصدير
ثروات من كل جانب جمارك وضرائب ووطنه بالثروات محفوظ وهبات وقروض
وطن من اغلى الدول لكن حولو له الف معول مصو ثرواته مصوص وعلى الكراسي خيم اللصوص
فصاحت وامظللوماه ..فصاحت وامضلوماة * فناداها منادي ما هو بالمظلوم بل هو ظالم محروم
لا ترحموه ان صاح وانتحب اليس هو من وقع واشر وكتب وبصم للفاسدين وانتخب
هذا المسفر المسكين باع صوته بميه وخمسين لا ترحمو منه الانين ولا تأسفو على وضعه الحزين
هذا لا يأتي بالين حمادي خبز ايدي والعجين..
فصاحت الحيه واغريباة فناداها منادي لذمتي يستاهل الغربه من باع صوته بزربه
يستاهل من لغربته اسير ليدفع ثمن بيع الضمير يستاهل من صفق للباطل يستاهل كل صامط متجاهل
عاش فقير ومات في الغربه عاطل .....
Bookmarks