ذات مساء؛ اكتشفت ان اندفاعها إليّ كان بإيعاز من أحلام مستغانمي وليس من قلبها.
وذات صباح؛ اكتشفت أيضا أن إعراضها عني كان هو الآخر بإيعاز من أحلام مستغانمي..
في الفترة الأخيرة أصبحت أحلام تتسبب لي في الكثير من المشاكل.. إنها تمارس تحريضا ممنهجا تعلم من خلاله الفتيات طقوس النسيان، وتحظر على الرجال شراء كتابها الجديد، مع علمها أنهم سيشكلون النسبة الأكبر بين قراء الكتاب..
مستغانمي تفلسف القسوة.. وتبرر الترك.. وتستنزف العواطف بالكلمات. إنها غريمتي.. ولقد بدأت تخط للنساء دستورا جديدا بلغة كأنها الأفيون.. ولديها وصيفات يتطوعن بنشر تعاليمها في كل المواقع كما تفعل هنا ليلى العامرية..
تقول بنت قسنطينة الجزائر:"أيتها الحمقاء.. أنتِ لن تكسبي رجلاً إلاّ إذا قرّرت أن تحبّي نفسك قبل أن تحبّيه، وتدلّليها أكثر ممّا تُدلّلينه. إن فرَّطتِ في نفسكِ عن سخاء عاطفي، فستخسرينه. انظري حولك.. كم المرأة الأنانيّة مشتهاة".وعلى ذلك قس..
أقول: لست هنا من فراغ.. إنني أقرأ الظاهرة التي تتشكل على يد مستغانمي.. ولن ينتبه معشر الرجال إلا على حراك هائل من المشيعات، يسرن في جنازة قتلاهن، ومن أظافرهن تسيل الدماء. ومستغانمي تقتنص أذكى فتياتنا وهن يجندلن أنجب فتياتنا، ولات حين عزاء.
كاهنة البيان تمارس فن الغواية بالحروف، ووراءها يمشين معصوبات العيون، لا حُداء يقودهن سوى نبيذ اللغة.. هذه المرة ليست كسابقاتها، فليحذر الرجال والنساء على حد سواء.. مستغانمي تعيد ترتيب الطقوس على نحو مخيف، وترسل شيطانها صوب أدق التفاصيل، وهي بذلك تؤسس لحقبة هيمنة تنتقم فيها المرأة من تاريخ العواطف، في ذات الوقت الذي تعتقد أنها في قمة العاطفة.
Bookmarks