قبل فترة بسيطة جاء والدي ليحكي لي قصة حزينة حدثت لأحد معاريفه هنا..
كان هذا الرجل يعمل في الملحمة (حلال) التي يمتلكها..فهو رجل لبناني من جنوب لبنان (شيعي) و كان أغلب زبائنه من الطلبة السعوديين الذين يأتون إلى هنا لتكملة دراساتهم العليا..فقد كان أغلبهم من الأطباء..أصبح معظم دخله من هؤلاء الذين يحبون اللحم حد الجنون فلم يمر أسبوعاً واحد إلا و زاروه و طلبوا كميّات كبيرة من اللحم الحلال من عنده..
و فجأة....
لم يعودوا .... أبداً
كان يراهم يمرون من أمام الملحمة بدون أن يدخلوها بتاتاً...فهرول في يوماً من الأيام إلى الخارج عندها رأى بعضهم يمرون بالصدفة...و سألهم..(أتوقفتوا عن تناول اللحم؟ فلم يعد أحدكم يزورني ليشتري اللحم الذي أبيعه)....
صُعِق بما تفوه به أحدهم..
قال له (سمعنا بأنك شيعي..يا أخي أنت كافر!!)..
------------------
هذه قصة إستوقفتني و جعلتني أفكر بحالنا اليوم...فقد أصبحنا أعداء لبعضنا البعض..فهذا الرجل ليس بكافر..فهو يعبد الله عز و جل و لم يشرك به إله آخر..فكيف يطلق عليه هؤلاء الحكم دون أن يعودوا لكلمات الرسول عليه الصلاة و السلام حين قال (من كفّر مسلماً فقد كفر)..فهذا يتبع مذهب من مذاهب هذا الدين..قد لا يكون هذا المذهب هو المذهب الصحيح لكنه يعتبر تابع للدين الإسلامي...فكيف كفّروه هكذا بكل هذه البساطة؟
و نحن يجوز لنا أن نُآكل و نُشارب أهل الكتاب..أي يعني من مسيحيين و يهود..!!!!!
و السؤال الآخر الذي دار في رأسي هو: كيف يتوقفون عن شراء اللحم (الحلال) من هذا المسلم..بينما دولتهم بأكملها تتبادل التجارات مع دول لا تتبع الدين الإسلامي أساساً...و تساير دول يعملون ضد الدين الإسلامي و المسلمين أجمعين و يقومون بعملية التطبيع على أرضها..؟؟ (إسرائيل)
ألم يأتوا إلى دولة لا تمارس الدين الإسلامي لكي يكملوا دراساتهم...بل جاءوا إلى دولة مسيحية أساساً( و تحترم جميع ديانات العالم)..فكيف يحق لهم المجيء إلى هنا إلى دولة مسيحية و يعتبرون ما يفعلونه مع هذا الرجل هو الصواب؟؟
ألا يسمى هذا تناقض؟
أريد أن أرى آراءكم حول هذا الموضوع..
Bookmarks