بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بصفتي شاب في سن الزواج واعاني ما يعانيه معظم الشباب في هذا السن من عدم وجود الإمكانيات المادية التي هي عنصر اساسي – في عصرنا الحالي- لإتمام الزواج , ومع وجود العادات والتقاليد-ولنا فيها موضوع آخر- التي اصبحت حِمل ثقيل وتضاعف من مصاريف العرس, وغلاء المهور الذي اصبح فوق التصور فقد اصبحت خيالية واسعارها في ارتفاع مستمر وكلما حاول الشاب يجمع قرشين خلال خمس سنوات على الاقل من الجهد والتقشف والعناء فيجد ان اسعار المهور قد ارتفعت خلال الخمس السنوات فيضطر الى الكفاح والنضال لخمس سنوات اخرى ليجد بعدها الى العروس التي اختارها قد تزوجت بشخص جاهز من مجاميعه.
الله يرعى ايام ابائنا واجدادنا اللي كانوا يتزوجوا في عز شبابهم مش مثلي قد عديت الـ28 سنه ولا حتى جمعت فلس واحد (الله يسامح الانترنت), وعلى ذكر زواج اسلافنا والاغنيه المشهوره للثلاثي الكوكباني :
طـير السـعد والهنا *** جاء يخطب بنتنا
بالله يا عمي حسـن *** زوجني بسعديه
والله لاكسيها حرير*** وادي مهرها ميه (مية ريال مش مية الف)
مية ريال والكسوه حرير يا بلاشاه كانوا عايشين في نعمه ,هذي الايام تروح تخطب يقولوا لك هات حق الخطوبه لحاله , اما المية ريال لو تعطيها للطفل في العيد بيجدلها في وجهك.
فينك يا عمي حسن تشوف اللي حصل بعدك , لا وعادُه الحرير ما يعتبر كسوه , الكسوه هذي الايام حزام ذهب (زي اللي بتلعب كارتيه) وطقم ذهب عيار 24 (لو طقم اسنان كان احسن) وشنطه ملابس واكسسوارات ومكياج ومستلزمات اخرى.
وفي هذي الايام تفشت ظاهره جديده وهي زواج فتيات صغيرات في السن من كبار السن واغلبهم -ان لم يكن جميعهم- من المغتربين في الخارج وبالاخص دول الخليج, وهذا يذكرنا باغنيه:
يا اما ابي باعني *** يا اما لدنيا العذاب
يا اما لمو آه لمو (مش حافظ تكملة الاغنيه)
ولكن لا ننسى ان هناك بعض الأباء الذين لا يتعاملون على ان ابنتهم سلعه وان الزواج تجاره - كما هو الحاصل حالياً- ويتعاونون بقدر المستطاع مع العريس اذا كان ينطبق عليه قول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم- فيما قال { إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض }.
والكلام عن الموضوع يطول وان شاء الله احاول اكمل ما بقى في المره القادمه.
Bookmarks