بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد عناء تم العناق....( عبدالعزيز)
لطالما كنت أرمقه دائماً بعيني ...وأطيل بالنظر..أخجل منه .........؟؟!! نعـــم ...فهو مختلف عن سائر من حوله...نعم مختلف ، لايشبههم ..أو بالأصح لا يشبهونه، دائماً هكذا هو " عبدالعزيز" أو كما يلقبه من حوله "" عزوز""
=== *** == *** === عــــزوز === *** == *** ===
طفل يبلغ من العمر 6 أعوام وربما أكثر ولكنه في الهيئة والشكل والبنية الجسميه يبدو لمن يشاهده وكأنه ذو العامين والثلاث إن كبُر..
ولد عزوز ورأسه يحوي كيساً كبيراً من الماء ..لم يكن آن ذلك يستطيح حتى حمل رأسه.
أصبح من الأطفال متخلفي الفكر .. المسكين ...هكذا أرادت له المشيئة ، ولا اعتراض على حكم الخالق ،،، فهكذا هي اللأحكام السماويه وتلك هي المشيئة..وكم أغبط والديه على عظيم الأجر لاحتوائه بكل حب وحنان وبالأخص جدته التى لا تنفك عن تقبيل حتى قدميه ..."" يارب لا تبلينا ...وان ابتليتنا فاجعلنا من الصابرين""...
كنت أرى ( عزوز) في كثير من الزيارات مابين الأهل والصحاب، وأصدقكم القول كنت أراه وارتهب ...كنت أشعر بنوع من الألم،،، الجزع،،، الخوف يتملكني ،،،
منظر رأسه بحجمة الكبير وملامحه المتعبه كانت تودي بي إلى الهلاك....
ألـــــــــم....تلك هي الترجمة الوحيده لكل دواخل الذات وكأنها طواحين تدق عظامي وتعصر بها عصرا....
ولكـــــــــن...
بعد قرار وإصرار ...حيث لم يكن يستعصي عَلي جذب أي طفل إلى ناحيتي لبرائتهم المعتاده...لتأتي أداة الاستثناء (( إلا)) " عبدالعزيز"" فبالرغم من قلة استيعابه وضيق مداركه ألا أنه لا يختلط بالغرابء...أياً كانوا ..فبالنسبه له أكون كائناً غريباً غير مألوفاً ....عندها قررت مشاعري بكل حب احتوائه...
رويداً رويداً..
كان الجمع في زيارة لنا...لا أذكر متى ..؟ قد تكون في الماضي القريب ..حيث كنت في المطبخ ...اجتهد باعداد العشاء لضيوفنا...
واذا بعزوز...قد تنبه لي في الفترات السابقه ..وعندما شُغلت عنه بعض الشيء ...جائني هو ...كنت مسترسله في تقطيع الطماطم...
واذا بصوت عطوف يقطع انهماكي قائلاً ( دمـــــــــاد) عزوز يقول "" طماط"" ماداً يده إلى يرتجي طماطم....و وسط ذهولي ...استبشرت أساريري واستهلت ...أسرعت إلى صندوق الـــ " دماد" المعذره أقصد الطماطم...وبدأت على عجل في غسلها وتقطيعها ...
قدمتها له....مد يده ...نظر إلى وأخذ نصفاً واحداً فقط...وذهب يمشي ثقيل الخطى ...فهو لا يستطيع أن يجري ...فحجم رأسه كما أسلفت لا يسمح له....
عدت حيث كنت ...أنا وطماطمي...وكان شعوري وكأن نسمات فجر عليله تداعب خلجات ذاتي ...نفسي تتمتم.." جاني عزوز وأخذ طماطم..
وانتهى اليوم وعيناي لا زالتا ترقبا عزوز ...نعم فهو بالفعل مختلف..وتمر الأيام بكل زخمها وفوضياتها المعتاده...إلى أن تلاقت الصدف ...
رأيت عزوز...ورآني حاولت استمالته إلى ناحيتي بلا فائده ....وعهد الطماطم الذي بيننا ....ولكن بلا فائده....
إلى أن جاء الأمس وما أروعه من أمس ، حيث ذهبنا إلى منزل جد عزوز ...وبدأت النظرات بيننا أنا وعزوز // لا أصف لكم جمال منظر عزوز عندما يمشي واضعاً يداه خلف ظهره ...مقلداً جده ...ما اروعك يا عزوز...
بدأت النظرات وكأنه بدء ود...تجرأ عزوز بعد ما ان شعر بالأمان وأن لا شر مني ...وأقبل إلي ...بدأ يستجوبني ....مبتدأً بحقيبة يدي ..حتى (الشيله) التي ارتديها وكان كل محور الاسئلة يدور في شرنقه وزاوية واحده ...
( هذي حقك )....؟؟؟ واجابتي تكون ( ايوه حقي ) وزاد اطمئنان عزوز لي ...فإجاباتي كانت وافيه كافيه لتزيل كل علامات الاستفهام المحيطه حول فكره البريء...
وأخيراً وبعد مشوار متعب معه...
سألته وأنا اشير إلى يداي واصفق الكف بالكف....( تلعب معاي لعبة سندريلا بندريلا ))...؟؟ لم يجبني عزوز.....؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وسكت لبرهه.........!!!!
وبدأت ابتسامتي تزول وتتلاشى نوعاً ما...والأفكار تسرح بي مابين شِعبٍ ووادي...
وسرعان ما قطع عزوز ذلك الفكر قافزاً إلى حجري بكل فرحه غامره وبدأنا معاً ..الكف بالكف...اغني أنا فهو لا يستطيع الغناء ....يحاول الايماء برأسه فقط...اغني له ونلعب ....سندريلا ...بندريلا...افتحي الباب..ونفسي تتمتم..ترتجي سندريلا ألا تغلق الباب...؟؟
انهارت الحواجز..وذاب الجليد بيني وبين عزوز وبتنا في ساعة صحبه لا مثيل لها....
آه....اعذروني أيها الأخوة الكرام ,,,,فقد ازفرت تنهيدة قصيره ولكنها طويله وثقيلة الحمل...
عزوز شافاك الله ..وأعانك وأهلك وذويك الصبر والسلوان
من القلب
يارب ...يا ارحم الرحمين....
لا اعتراض على حكمك وقضائك ..فإن ابتليتنا اعنا بصبرك ورحمتك...واجعلنا من عبادك المحتسبين ليوم الدين.
اللهم انا لا نسألك رد القضاء ولكنا نسألك اللطف فيه؟؟
أعتذر عن الاطاله كل العذر
وكما عنونت صفحتي...
وبعد عناء ...تم العناق.
لكم الود ...وكل الود
اختكم المحبه لكم...
حنيـــــــــــن
Bookmarks