عادت التصريحات الخليجية من جديد لتشكك في مدى قدرة اليمن على استضافة خليجي 20 لكرة القدم كما ينبغي، وهو الحدث المفترض أن تستضيفه عدن وأبين أواخر العام الجاري؛ في الواقع يمكن للمتابع لهذه التصريحات أن يلمس مدى أهميتها من خلال تصدرها للمشهد الإعلامي الرياضي في الأيام القليلة الماضية في عدد غير قليل من وسائل الإعلام بما فيها المحلية هنا في اليمن.
عدد غير قليل من وسائل الإعلام كان أشار في وقت فائت أن حافلة نادي حسان اليمنى تعرضت إلى هجوم مسلح من قبل قطاع الطرق في اليمن وتم اختطاف لاعبي الفريق الأول لكرة القدم وهم في طريقهم لخوض إحدى مباريات دوري الدرجة الثانية لكرة القدم أمام فريق التضامن من محافظة شبوة، حيث فوجئ اللاعبون باعتراضهم من قبل مجموعة مسلحة فى منطقة معوان بالقرب من منطقة المعجلة التي تقع بمحافظة أبين، وتم على اثرها إرغام السائق على التوقف مستهدفين احتجاز الحافلة لحين تحقيق مطالب الخاطفين بتلبية صرف رواتبهم المحتجزة لدى جهات حكومية؛ وهو أمر جعل الاتحاد اليمنى لكرة القدم يقرر تأجيل المباراة بسبب ما قيل إنه مرتبط الحالة النفسية السيئة التي عاشها اللاعبون والجهازان الفني والإداري للفريق، في حين أكدت معلومات أنه تم إطلاق المجموعة المتواجدة فى الحافلة بعد تدخل شخصيات قبلية ورسمية بالمحافظة نجحت فى إقناع الخاطفين بتحرير الحافلة بسلام.
من جهته قال رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة بمملكة البحرين الشيخ فواز بن محمد آل خليفة - معلقاً على الموضوع- : "إننا نتابع بقلق تطورات الأوضاع في الجمهورية اليمنية الشقيقة على امتداد الشهور الماضية، كما نشعر بالأسف لما حصل مؤخرًا من اختطاف لحافلة ركاب تقل لاعبي فريق كرة القدم بنادي حسان، ونحمد الله على سلامتهم بعد الإفراج عنهم، ونحن نرى في هذه التطورات مؤشرا على أن إقامة دورة كأس الخليج في الجمهورية اليمنية الشقيقة في ظل الأوضاع السائدة لن يكون مناسبًا وأن من الصعوبة توفير ظروف النجاح المأمولة للدورة على أرض البلد الشقيق".
وأضاف في سياق تصريحه لـ"استاد الدوحة نت" قائلاً: "إن تأمين أمن وسلامة المواطنين البحرينيين تقف على سلم أولوياتنا أثناء المشاركات الرياضية الخارجية لمملكة البحرين في مختلف التظاهرات الرياضية الإقليمية والقارية والعالمية"، مشيرا إلى أن "سلامة الرياضيين هي أهم وأكبر من مجرد المشاركة في أي حدث رياضي خارج المملكة".
وأشار الشيخ فواز بن محمد إلى أنه على ضوء الظروف الراهنة في اليمن الشقيق فإننا "ندرس كافة الاحتمالات بشأن المشاركة في فعاليات دورة كأس الخليج العربي العشرين المقررة في اليمن أواخر العام الجاري"، مشيراً في سياق تصريحه للمصدر السالف ذكره إلى "أن المعيار الأول الذي سيحكم المشاركة يتمثل في مسألة أمن وسلامة البعثة البحرينية المشاركة في الدورة". ودعا رئيس المؤسسة العامة "إلى مناقشة مسألة إقامة دورة كأس الخليج العربي العشرين على أعلى المستويات في دول مجلس التعاون خصوصاً وأن الظروف الحالية في اليمن الشقيق تفرض دراسة الموضوع بمنظور شمولي لا يتوقف فقط عند النواحي الرياضية وإنما يتجاوزها إلى النواحي المتعلقة بالحرص على سلامة وأمان كافة المشاركين في الدورة من رياضيين وجماهير وإعلاميين ووضعها فوق أي اعتبار آخر".
ونبّه الشيخ فواز بن محمد إلى أن حادثة الاعتداء الأخيرة التي تعرضت لها بعثة منتخب توغو خلال مشاركته في بطولة كأس الأمم الإفريقية ينبغي أن تشكل جرس إنذار مبكر لنا بشأن إقامة دورة الخليج العربي العشرين في ظل أوضاع غير مستقرة قائلا: "إننا هنا لسنا في موضع التشكيك بقدرات الإخوة اليمنيين وحرصهم الكبير على تأمين عوامل النجاح لإقامة الدورة، ونحن نقدر تماما جهودهم المتواصلة في الإعداد والتحضير لاستضافة الدورة، وإنما أردنا أن نؤكد أن الصورة المشرقة التي نريدها لكاس الخليج ربما تتأثر بالظروف السائدة مما قد ينعكس سلبا على جمالية الدورة وصورتها الناصعة التي يتوارثها أبناء الخليج جيلا بعد جيل".
وفي رد فعل على مثل التصريحات أكد وكيل وزارة الشباب والرياضة للشؤون المالية والادارية - الذي يشغل في الوقت ذاته منصب النائب الثاني لرئيس اتحاد كرة القدم- حسين الشريف أن حادثة الاعتداء على حافلة فريق نادي حسان من أبين "حدثت من قبل بعض العناصر الخارجة على القانون في المحافظة لا تؤثر مطلقاً على الإعداد لخليجي 20، كون الأمر مجرد حادث فردي قام به شخصان من الخارجين على القانون وتم التعامل معهما مباشرة من قبل الأجهزة الأمنية".
مؤكداً في سياق تصريحه لـ"السياسية" على أن "الأجهزة الأمنية في اليمن قادرة على القيام بواجباتها على أكمل وجه وفي أي شبر من أرض اليمن الشاسعة"، مضيفاً: "لا يوجد ما يمكن أن يؤثر على صفو الإعداد البطولة خصوصاً وأن الدولة بكل إمكانياتها تقف وراء التنظيم".
غير أن الشريف أعرب الشريف عن أسفه لمثل هذه الرؤية - يقصد تصريحات رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة بمملكة البحرين الشيخ فواز بن محمد آل خليفة- التي "لا تنظر إلى الأمور على حقيقتها والتي لا تعبر عن حرص الأشقاء في البحرين لمساندة اليمن وجهوده في عملية الاستضافة والتنظيم".
مضيفاً في هذا السياق قائلاً: "مثل هذه التصريحات قد توحي للمتابعين أن الأمر مجرد تصيد من قبل الأشقاء في البحرين لما يحدث في اليمن".
لكن الشريف عاد وكأن يراجع تصريحاته المُشار إليها بعاليه ويقول للمصدر السالف ذكره: "الشيخ فواز والشيخ عيسى ين راشد لهما مواقفهما القوية والواضحة في الفترة الماضية لدعم ترشيح استضافة اليمن لخليجي 20، وكان إجماع مؤتمر صنعاء الأخير بما فيه ممثل البحرين على تأكيد استضافة اليمن لخليجي 20 خير دليل على هذا التأييد والمواقف الإيجابية للشيخ فواز وللأسرة الرياضية في البحرين، وهو أمر موضع تقدير من كل اليمنيين".
ومن ثم أضاف: "لا أعتقد أن حادثة عابرة مثل هذه قد تحدث في أي بلد ديمقراطي، يمكن أن تشكل أي خطورة على التنظيم والاستضافة، يجب علينا أن ننظر إلى الأمور بنظرة عقلانية ومنطقية بعيدا عن تصيد الأخطاء والعثرات التي قد تحدث في الطريق إلى خليجي 20، وتهويل الإعلام لها". لكنه اختتم تصريحه بالقول: "إن مثل هذه المواقف المتسرعة تعطي للمخربين الفرصة كاملة ليفرضوا رأيهم على الجميع ويجب أن يكون حرص الشيخ فواز والشيخ عيسى على التعاون مع لجنة خليجي 20 أكبر من مثل هذه الحوادث العادية في بلد تعود على النهج الديمقراطي خيارا له".
وكان وزير الشباب والرياضة حمود عباد تحدث في لقاء صحفي نشرته إحدى الصحف الخليجية أخيراً عن المخاوف التي أبداها الخليجيون بسبب الجوانب الأمنية في اليمن قائلاً: "الحقيقة هذا كلام يندرج في (سياق الوهم) ونحن نتحدث عمّا هو حاصل. بعض الصحف اليمنية للأسف الشديد تحدثت أيضا أننا قد نوزع واقيات من الرصاص للضيوف..!، وأنا أتصوّر أن هذا أمر لا يليق، هم أصلاً لا يسيئون للحكومة أو الوسط الرياضي فقط، هم يسيئون لليمن بشكل عام. وعلى كل الإخوة الذين يطرحون مثل هذه الأكاذيب أن يراجعوا أنفسهم؛ لأنهم يقفون أمام امتحان حقيقي أمام وطنهم، والقضية تتعلق بالوطن وكل الإعلاميين الرائعين سيكونون إلى جانب وطنهم إن شاء الله".
وفي رده على سؤال "هل ستقام مباريات خليجي 20 في عدن وأبين كما هو مقرر* أم في مدينة عدن فقط لدواع أمنية؟"، قال وزير الشباب والرياضة: " الأمر قائم كما هو مقرر في عدن وأبين، ونحن نقول إن الحكومة اليمنية تبني منشأة كبيرة في محافظة أبين وهو أستاد الوحدة بمواصفات عالمية وسيكون جاهزا لخليجي 20 في الموعد المحدد، وبقية التفصيلات المرتبطة بإقامة هذه البطولة وتوزيع المباريات في الملاعب المحددة هذه قضية فنية مرتبطة لوقتها المحدد بالأجهزة الفنية والإدارية المعنية بالبطولة، وأنا أعول على الإعلام فهو صوت اليمن الكبير والصوت الذي سيقدم الحقيقة للعالم، وسيؤكد بالفعل أن عدن وهي أجمل المدائن العربية ستكون قادرة على احتضان هذه الفعالية".
وكان نائب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في البحرين الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة أكد في وقت سابق أن "(الأمن) في اليمن خطير ومسألة إقامة البطولة في ظل الظروف الراهنة مسألة صعبة وصعبة للغاية، مضيفا: ليس من السهل أن تقام منافسات كروية في وسط أجواء متوترة وخالية من الاستقرار، وذلك لكون كل الأمور متعلقة بالجانب النفسي".
مؤكداً أن رؤساء الاتحادات "سبق وأن رفضوا من قبل إقامة البطولة الخليجية في العراق، وبالتالي أجلت إلى أن تستقر الأوضاع الأمنية في (البصرة) المدينة التي من المفترض أن تقام عليها البطولة، وذلك لكون كل الملفات غير مكتملة بعد، وأعني بالملفات المتعلقة بالملاعب والفنادق والملف الأهم من ذلك هو الملف الأمني، مضيفا: لهذا نؤكد بأن كلا البلدين (العراق و اليمن) غير مؤهلين لاحتضان دورة كأس الخليج العربي في المرحلة الحالية".
وأضاف: "نحن حريصون على أن تقام دورات الخليج في موعدها، وإقامتها في أجواء آمنة ومستقرة، وذلك لكون الجماهير لن تزحف لمتابعة البطولة دون وجود هذا العنصر المهم والمهم جداً، وبالتالي من المفترض أن يكون التعايش الجماهيري في أريحية تامة، وبالتالي في ظل الظروف الراهنة فأن هذا العنصر مفقود في اليمن"، مضيفاً: "قد تكون اللجنة التي زارت العاصمة (صنعاء) قد شاهدت الملاعب والفنادق مهيأة فحسب، ولم تمنح الجانب الأمني السماحة الكافية ولم تشبعه مناقشة دقيقة".
وأكد نائب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في البحرين الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة: "حسب ما يبدو بأن اللجنة المكلفة بزيارة اليمن لم تفكر في الظروف الأمنية المحيطة بالجمهورية اليمنية، لو (فكروا فسيجدون صعوبة) في خوض خليجي 20 على الأراضي اليمنية"، مبيناً: "أعتقد خلال الأيام المقبلة ستتضح الرؤية أكثر في مسألة مدى إمكانية اليمن احتضان الدورة من عدمها".
Reply With Quote
Originally Posted by صمام امان
Bookmarks