السلام عليك يا رداد السلامي ..
السلام عليك في زمن الحرب ، والسلام عليك في حرب الزمن ..
لا أذكر على وجه التحديد متى كانت آخر رسالة حملها إليك ساعي البريد قبل أن يموت متأثراً بجراح المرسلين !
لازالت الأيام يا رداد السلامي تستنسخ بعضها منذ آخر مرة رآك فيها العابرون إلى ضفة العمر الأخرى ، وهم يحملون أحلامهم المستعملة ، رديئة الصنع التي أفسدها العمر والاستخدام السيء !
ولازلنا كما كنا ..
نتحدث كثيراً عن الفساد ، وندعو كثيراً على الفاسدين ، ونفسد أنفسنا !
لازلنا كما رأيتنا آخر مرة ..
كائنات معطوبة ممعنة في التيه ..
يبكينا الشريط الإخباري في قناة تستبدل أحلامنا بقليل من الكذب والوهم المخدر ، وتضحكنا صورة المعتوه الذي يقرأ نشرة الأوهام !
ينتهي عام ويبدأ آخر ، ولا يتغير فينا إلا عمر أحلامنا العتيقة ، وذلك الرقم البائس الذي يتمدد في غنج وعهر بغيضين على ورقة التقويم !
لقد سئم ساعي البريد حمل هموم لا تعنيه ، فمات وترك لنا عمراً تأكله أوراق التقويم ، وبعض من وصايا تحدث فيها كثيراً عن إنسان يشبهك يا رداد السلامي
Bookmarks