فيما كان المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، يرفعون أصواتهم بالتلبية والتكبير، ويتقربون إلى الله بذبح أضحياتهم طلباً للصفح والمغفرة، كان حلفاء الشيطان في مديرية الحبيلين ومنطقة الملاح بمحافظة لحج، ومنطقة المحفد بمحافظة أبين يقطعون الطرق على الأبرياء المسافرين لقضاء إجازات العيد بين أهليهم أو في محافظة عدن.. ويقتلونهم دونما ذنب اقترفوه أو جريرة ارتكبوها، وينهبون ممتلكاتهم بعد ترويع نسائهم وأطفالهم.. حيث اغتيل الجندي الشاب فواز عبدالله علي خالد الكمالي مساء السبت الفائت في منطقة المحفد بعد اعتراض سيارة الأجرة التي كان يستقلها ضمن عدد من المسافرين عائداً إلى مسقط رأسه في منطقة شرعب لقضاء إجازة العيد، من قبل سيارة يقودها طلال علي مرصع ومعه ثلاثة أشخاص من آل عبدالله في مديرية الصعيد، أخرجوه بالقوة، وقتلوه بدم بارد، ومثلوا بجثته.
وفي ثالث أيام العيد اعترضت مجموعة تخريبية خط سير المواطن محمد ناصر أحمد العنسي في مديرية الحبيلين، محافظة لحج، ونهبوا سيارته بعدما قتلوه!.. وفي اليوم والتوقيت نفسه الذي يصادف العاشرة مساء، تم قتل المواطن عباد صالح أحمد الجبل في منطقة الملاح، أثناء سفره مع زوجته وطفليه وأحد أقاربه لقضاء إجازة العيد في عدن.. وقد بدأت الأجهزة الأمنية بملاحقة مرتكبي هذه الأعمال الإجرامية تمهيداً لتقديمهم إلى العدالة.
فتلك الجرائم الفاشية، والمجازر الإرهابية يسعى مرتكبوها لترسيخ الأحقاد، وبث ثقافة الكراهية بين المواطنين، لم تستفز - مع الأسف - قيادات «المشترك»، وعلى رأسهم الإخوان المسلمون الذين يجيدون العويل وذرف دموع السحالي على أية ضحية ولو كانت في أقاصي التبت ولكن عندما يتأكدون فقط من حصولهم على المكاسب والفوائد.. سواء من الجمعيات الخيرية، أم من بوابات المساجد!
إن تغاضي هذه القوى عن أعمال القتل وجرائم العنف - وهي المشهور عنها إصدار بيانات الشجب والتنديد في كل شاردة وواردة بحجة أن الساكت عن الحق شيطان أخرس - يضع الكثير من علامات التعجب والاستفهام أمام مواقفها المخجلة ، ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك احتمالين لا ثالث لهما :
- إما أن هذه القوى تعتقد أن مثل هذه الأعمال الإجرامية تساعدها في تنفيذ مخططاتها عن طريق بث الرعب في نفوس الناس، وإضعاف هيبة الدولة وشق الصف الوطني، وبالتالي اعتلائها السلطة فوق جثث الضحايا والأبرياء.
- وإما أن من يقفون وراء جرائم القتل واستهداف المواطنين ، هم من مخلفات الاستعمار والحكم الإمامي الكهنوتي ، وبقايا الماركسيين المتسلطين الذين انتكست رايتهم بعد سقوط تشاوشيسكو في رومانيا ، فتحولوا إلى باطنيين يظهرون غير ما يضمرون .. ويضم «المشترك» كثيراً من هؤلاء الشركاء المتنافرين ، ففيهم الإمامي المتعصب لعرقه والمدعي لأحقية الحكم كونه يعتقد أنه من نطفة تفوق بقية البشر ! وبينهم بقايا الماركسيين الشموليين الذين تحولوا من الأممية العالمية إلى إثارة النعرات القروية، ويحتويهم الإخوان المسلمون الذين طبقوا نظرية ميكافيللي «الغاية تبرر الوسيلة» أكثر من ميكافيللي نفسه.
هذه القوى تراقب التمرد في صعدة وكأن أمر مواجهته لا يعنيها ويخرج قادتها ألسنتهم لأعمال التخريب والعنف وقتل الأبرياء وكأنهم يتفرجون على ملهاة أو مسرحية.
قاتل الله الحقد والتعصب .. فقد أعمى بصائر «المشترك».
صحيفة الجمهوريه
Bookmarks