أمس كان يقيم الصلاة على موتة...
فقد دفن منذ زمن ، غير انه كان حيا دون حياة..!!
قال لرفاته وهو يحدثها : كم أنتي هشة ، يجتاحك البرد ، والجوع ،
ويغتالك حنين الضمأ لري امراة في شتاء البرد ، حيث يقسو الكل عليك..
أراد أن ينفخ الروح فيها ، لكنها كانت هامدة تحاكي التراب.
حدق في تناثره المبثوث ، في غرفة تشبه القبر والقهر ، ثم زفر هواء اختناقه المعاد ،
باستمرار إلى جوف رئتيه ، فنافذة واحدة لاتكفي لتجديد الهواء.
ملامح الغربة تشبه ملامح الغرفة قال ، ثم ألقى نحافة جسده على فراش غزى جانبه العلوي وسخ داكن ،
فالشمس لاتزاور عن كهفه ذات اليمين وذات الشمال ...
نائم مستيقظ كأهل الكهف ، يقض مضجعه وجع الأمنيات ، يحرسه كلب الكوابيس ،
الذي يبسط ذراعيه على وصيد أحلامه..
يتأوه بعد كل يقظة ...
آآآآه كيف تهت هنا..؟!!
هو إنسان وجد ذاته غريبا ، يلمح الاستبعاد ، ويجابه استعباد التافهين له ،
فقير مدقع ، يدق البؤس عظامه ، يكبسل الواقع أحلامه ، يتوه في غيبوبة الصمت ،
ولا يفوق إلا على أوجاع مزمنة وأخرى صنعت له عنوة..
Bookmarks